الأحد ٢٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٦
(139) اغتيال الرؤساء والمرشحين بتحطّم الطائرات
بقلم حسين سرمك حسن

اسلوب مفضل لدى وكالة المخابرات المركزية

ملاحظة

هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين.

"اليهودي المجري كبير العلماء في وكالة المخابرات المركزية الدكتور سيدني غوتليب وضع مجموعة من الأسلحة البيولوجية لبرنامج MK-ULTRA في وكالة الاستخبارات المركزية خلال خدمته لأكثر من 20 عاما في الوكالة. كان واحدا من هذه الأسلحة هي السموم البيولوجية التي وضعت داخل أنبوب معجون أسنان كان من المقرر أن يستخدم من قبل رئيس الوزراء الكونغولي باتريس لومومبا، وكان الآخر منديل ملوّث بسموم بكتريا الوشق botulism، كان من المقرر أن يُسلم إلى الرئيس العراقي الجنرال عبد الكريم قاسم".

"أثار تانكريدو نيفيس قلق وكالة الاستخبارات المركزية إلى درجة أنها قامت باغتياله عن طريق السم لتستقر الرئاسة غير المهدّدة لدى نائبه خوسيه سارني. إيشيو نيفيز، ابن تانكريدو، كان على استعداد لدعم نائب المرشح الرئاسي المناصر للعولمة، مارينا سيلفا، التي صعدت إلى هذا المنصب نتيجة لعملية اغتيال مشبوهة قامت بها السي آي إيه لادواردو كامبوس. الهدف الآن هو الرئيسة ديلما روسيف، وفي عام 1985 كان الهدف تانكريدو نيفيس. بالنسبة لوكالة المخابرات المركزية، البرق يضرب مرتين في البرازيل عن طريق التلاعب بالمرشحين للرئاسة من خلال الاغتيال السياسي".

المحتوى

(اغيتال كامبوس لتحريك مرشحة سوروس وإسقاط روسيف- وكالة المخابرات تسمّم الرئيس البرازيلي نيفيس وابنه يتحالف معها- إبن الرئيس المسموم يدعم مرشحة العولمة- وكالة المخابرات تقتل القادة التقدّميين وتدعم أبناءهم !- الوكالة تجنّد الضباط المتقاعدين كطابور خامس- تحطّم الطائرات هو الوسيلة الثانية للاغتيال المفضلة لدى وكالة المخابرات- قتل رئيسي بنما والإكوادور بتحطم الطائرات- كيف خربت الولايات المتحدة الطائرة واغتالت المرشح كامبوس- اغتيال كامبوس يسهّل إسقاط روسيف وتخريب مجموعة بريكس- لعبة "الطريق الثالث" التخريبية- اعتادت وكالة المخابرات على اغتيال المرشح الثاني لإبراز المرشح الثالث الموالي لإسرائيل وأمريكا!- روسيف أصيبت بالسرطان بعد مناظرة مع إبن الرئيس المقتول بالسرطان- إصابة وموت هذا العدد من الرؤساء بالسرطان هل هو صدفة؟- حتى عبد الكريم قاسم لم يسلم من محاولات الوكالة لاغتياله بالسم- بالنسبة للوكالة الدم ليس أثخن من الماء- مصادر هذه الحلقات)

اغيتال كامبوس لتحريك مرشحة سوروس وإسقاط روسيف

وكالة المخابرات المركزية تتلذّذ بحقيقة أن عدوها في البرازيل، الرئيسة ديلما روسيف، صارت تتأرجح على الحبال السياسية في أعقاب حادث تحطم طائرة مشبوه جدا أودى بحياة المرشح الرئاسي عن الحزب الاشتراكي "ادواردو كامبوس". تم استبدال كامبوس بمارينا سيلفا التي تموّل من قبل معسكر جورج سوروس. كانت روسيف تتفوق في استطلاعات الرأي قبل تحطم الطائرة. روسيف وسيلفا، مسيحية أصولية ومرشحة سابقة للرئاسة عن حزب الخضر، حصلتا على 34 في المئة من الأصوات لكل منهما في الجولة الأولى من الانتخابات، مع حصول مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي إيشيو نيفيز على 15 في المئة من الأصوات. وذكر نيفيز الذي ينبغي أن يكون في المركز الثالث، انه سوف يرمي دعمه وراء سيلفا في الجولة النهائية، التي أظهرت استطلاعات الرأي أن روسيف ستخسرها أمام سيلفا بنسبة 50 إلى 40 في المئة.

وكالة المخابرات تسمّم الرئيس البرازيلي نيفيس وابنه يتحالف معها

انتخب أبو نيفيز، تانكريدو نيفيس، رئيسا للبرازيل في عام 1985 كمرشح للحركة الديمقراطية البرازيلية المعارضة للنظام الدكتاتوري العسكري. وكان من المقرّر أن يحل نيفيز محل الدكتاتور العسكري جواو بابتيستا دي اوليفيرا فيغيريدو. ولكن، قبل وقت قصير من أدائه اليمين الدستورية يوم 15 مارس 1985، أصبح نيفيز مريضا وأصيب بمشكلة حادة في بطنه. وبدلا من أن يشهد رؤساء الدول الأجنبية الزائرون نيفيز وهو يؤدي اليمين الدستورية رئيسا، ذهب هذا الشرف إلى نائب الرئيس المنتخب نيفيز ، خوسيه سارني، الذين يفتقر إلى الخبرة الطويلة والكاريزما التي يتمتع بها نيفيز. في حين كان نيفيز يتماثل للشفاء من المرض (بحسب ما ورد كان يعاني من انسدادات التهاب الرتج وهومرض غير مميت) ، توفي بصورة مفاجئة، فأصبح سارني الرئيس الدائم ولم يعد لدى الولايات المتحدة ما يدعو للقلق من وعود نيفيز بإطلاق سياسة خارجية "مستقلة" والحد من التدخل الأمريكي الحاكم في الاقتصاد البرازيلي. هذا النوع من الكلام أثار قلق وول ستريت ووكالة المخابرات المركزية كما هو موضح في بند يعود إلى أبريل 1985 مأخوذ من أرشيف وكالة المخابرات المركزية. كانت وكالة المخابرات المركزية، وفقا لنشرة سرية تسمى "الإنذار المبكر"، والتي تعكس إلى حد كبير رأي وكالة المخابرات المركزية، تشعر بالقلق من أن نيفيز قد يقوم بتفكيك جهاز المخابرات العسكرية في البرازيل، حليف وكالة الاستخبارات المركزية في قمع اليسار البرازيلي . كانت وكالة الاستخبارات المركزية تشعر أيضا بالقلق من أن الـ KGB السوفييتي قد يشق طريقه في البرازيل خلال رئاسة نيفيز.

إبن الرئيس المسموم يدعم مرشحة العولمة

أثار تانكريدو نيفيس قلق وكالة الاستخبارات المركزية إلى درجة أنها قامت باغتياله عن طريق السم لتستقر الرئاسة غير المهدّدة لدى نائبه خوسيه سارني. إيشيو نيفيز، ابن تانكريدو، كان على استعداد لدعم نائب المرشح الرئاسي المناصر للعولمة، مارينا سيلفا، التي صعدت إلى هذا المنصب نتيجة لعملية اغتيال مشبوهة قامت بها السي آي إيه لادواردو كامبوس. الهدف الآن هو الرئيسة ديلما روسيف، وفي عام 1985 كان الهدف تانكريدو نيفيس. بالنسبة لوكالة المخابرات المركزية، البرق يضرب مرتين في البرازيل عن طريق التلاعب بالمرشحين للرئاسة من خلال الاغتيال السياسي.

كل ذلك تغير عندما توفي نيفيس بصورة مثيرة للريبة بعد إحباط عملية تنصيبه رئيسا. لقد ضمنت وكالة المخابرات المركزية أن نيفيز، الذي كان الوريث السياسي للرئيس جواو جولارت، الذي اطاحت به وكالة المخابرات المركزية في انقلاب عام 1964 العسكري، لن يعين أشخاصا يحملون نفس تفكيره التقدمي في مناصب حكومية. وهذا لن يحصل ألى أن يأتي رئيس برازيلي يساري هو الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في عام 2003. ديلما روسيف هي الوريث السياسي للرئيس لولا.

بدلا من رؤية موت كامبوس بتحطم الطائرة على أنه مجرد حلقة أخرى في سلسلة مؤامرات وكالة المخابرات المركزية للقضاء على القادة البرازيليين الذين يهدّدون هيمنة الولايات المتحدة على نصف الكرة الأرضية، فإن إيشيو نيفيز، إبن الرئيس الذي وقع ضحية للتسمم من قبل وكالة المخابرات المركزية، على استعداد لدفع مارينا سيلفا، التي ترتبط بقوة بمشروع سوروس عن "المجتمع المدني" وبتمويل "المانحين" الأجانب، إلى رئاسة البرازيل. ومثل هذا الحدث سيدق أسفينا في عمق قلب تحالف دول البريكس BRICS وبنكها التنموي الجديد، وكذلك سيدق المنبه لاستئناف هيمنة الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية من خلال قادة دمى معتمدين من قبل وول ستريت.

وكالة المخابرات تقتل القادة التقدّميين وتدعم أبناءهم!

إنها قصة مألوفة لوكالة المخابرات المركزية، أن تقوم بدعم أبناء القادة الذين قمعتهم، وأطاحت بهم، وحتى اغتالتهم في مقابل صفقات خاسرة مع مجمع الاستخبارات المالي العسكري الأمريكي. من الأمثلة الأخرى هي جورج باباندريو الداعم للتقشف في اليونان الذي لم يكن أبدا مثل والده، اليساري المعادي لحلف الناتو أندرياس باباندريو، الذي سُجن بعد الانقلاب اليوناني الذي نظمته وكالة المخابرات المركزية في عام 1967، وكذلك مارتن توريخوس، إبن الرئيس السابق لبنما الذي عادته الولايات المتحدة الزعيم الوطني البنمي عمر توريخوس، الذي قُتل في حادث تحطم طائرة صمّمته وكالة المخابرات المركزية في عام 1981. بالنسبة لوكالة المخابرات المركزية، فإنها تنظر إلى أمريكا اللاتينية كقارة فيها الدم ليست أكثر سمكا من الماء، كما شهدنا في الآونة الأخيرة في انتهازية أيشيو نيفيز.

الوكالة تجنّد الضباط المتقاعدين كطابور خامس

يعبر تقرير وكالة المخابرات المركزية المؤرشف أيضا عن قلق وكالة المخابرات المركزية من مدى الفهم السوفياتي بأن أكبر مخزون لدعم الوكالة في البرازيل يأتي مما "يُقدر بـ 15000 من ضباط الجيش المتقاعدين... يعملون حاليا في الشركات المملوكة للدولة". في بلدان أخرى، بما فيها فنزويلا والمكسيك، ترى وكالة الاستخبارات المركزية دائما في الضباط العسكريين المتقاعدين - وفي كثير من الأحيان، المدرّبين في الولايات المتحدة - العاملين في الشركات شبه الحكومية كأساس لتجنيد الطابور الخامس. تم تجنيد عدد من مدبري الانقلابات بنجاح من قبل وكالة المخابرات المركزية من بين الضباط العسكريين المتقاعدين العاملين في شركة النفط الفنزويلية "بتروليوس دي فنزويلا" (PDVSA)، وCOMIBOL شركة تعدين القصدير في بوليفيا، وCENTROMIN شركة النحاس في بيرو، وبتروبراس؛ شركة النفط في البرازيل.

تحطّم الطائرات هو الوسيلة الثانية للاغتيال المفضلة لدى وكالة المخابرات

حادث تحطم الطائرة التي قتل فيها المرشح الرئاسي البرازيلي ادواردو كامبوس، الذي كان يحتل المركز الثاني (في الإنتخابات الرئاسية البرازيلية عام 2014) خلف الرئيسة الحالية ديلما روسيف، قد أضرّ –كما ورد أعلاه - بشدة بفرص روسيف لاعادة انتخابها آنذاك. خليفة كامبوس على اللائحة، زعيمة حزب الخضر السابقة مارينا سيلفا، دمية الملياردير الأمريكي المتآمر صاحب الثورات الملونة "جورج سوروس"، تحصل الآن على فرصة جيدة جدا لخلع روسيف في انتخابات الاعادة المتوقعة.

ان هزيمة روسيف إشارة النصر لأنشطة إدارة أوباما السرية للقضاء التدريجي على الرؤساء التقدميين في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية.

استعراض تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية يكشف عن أن من بين العديد من طرق وكالات الاستخبارات التي استُخدمت للقضاء على التهديدات السياسية والاقتصادية يأتي القتل بتحطم الطائرات في المركز الثاني، متقدما على حوادث السيارات وحالات التسمم، وتاليا وراء استخدام الأسلحة النارية والذخائر، وهي طريقة العمل المفضلة لوكالة المخابرات المركزية في الاغتيال السياسي.

الاغتيالات الجوية لا تُعدّ : إسقاط طائرة الأمين العام للأمم المتحدة داغ همرشولد، الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا، الرئيس البوروندي سيبريان نتارياميرا، رئيس الوزراء البرتغالي فرانسيسكو سا كارنيرو، الرئيس الباكستاني محمد ضياء الحق، رئيس الوزراء الهندي المحتمل سانجاي غاندي، رئيس اتحاد أمريكا لعمال السيارات والتر روثر، سناتور تكساس السابق جون تاور، وعضو مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا بول ولستون، كلها تحمل كل العلامات على تورط واحد أو أكثر من وكالات المخابرات الامريكية في وضع نهايات لجهات سياسية تهدّد أسس امبراطورية أمريكا.

قتل رئيسي بنما والإكوادور بتحطم الطائرات

أمريكا اللاتينية، على وجه الخصوص، ابتليت بحوادث تحطم الطائرات التي أسفرت عن مقتل اثنين من القادة الذين عقدوا العزم على الإنسحاب بعيدا عن دائرة النفوذ السياسي الأمريكي، الرئيس خايمي رولدوس أغيليرا رئيس الإكوادور والرئيس عمر توريخوس في بنما. توفي كلا الزعيمين في عام 1981، مع موت رولدوس بضعة أشهر فقط قبل توريخوس.

جون بيركنز، مؤلف كتاب «اعترافات قاتل الاقتصادي» وعضو سابق في اجهزة الاستخبارات الاميركية، وجّه اصابع الاتهام للولايات المتحدة في كل من حادثتي تحطم الطائرتين. (لمزيد من المعلومات عن هذا القاتل الاقتصادي راجع الحلقة (105) استخدام القتلة الاقتصاديين لتدمير اقتصادات الشعوب وسلب ثرواتها؛ القاتل الاقتصادي جون بيركنز أنموذجا)

هذه الخلفية من تورط الولايات المتحدة في الاغتيالات الجوية يجعل حادثة تحطم الطائرة في سانتوس بالبرازيل يوم 13 أغسطس وهي من طراز سيسنا 560XLS ، التي قُتل فيها المرشح الرئاسي المؤيد لقطاع الاعمال من الحزب الاشتراكي البرازيلي كامبوس، ومساعديه، والطاقم، كل ذلك مع توقيت تحطم الطائرة، خلال الحملة الانتخابية التي كانت تضمن فوزا سهلا لروسيف، أثار تساؤلات كبيرة بين المحققين البرازيليين وعامة الجمهور.

منذ إطلاقها في عام 1996، تمتع نموذج الطائرات من طراز سيسنا 560XLS بشهادة سجل كمال السلامة. قلبت الوفاة المفاجئة لكامبوس حملة الانتخابات الرئاسية البرازيلية بطريقة يمكن أن تستفيد منها الولايات المتحدة وخطة العمل طويلة المدى لوكالة الاستخبارات المركزية في أمريكا اللاتينية.

كيف خربت الولايات المتحدة الطائرة واغتالت المرشح كامبوس

ثارت تساؤلات مقلقة حول ملكية الطائرة التي تحمل رقم الذيل PR-AFA.
سجل الطائرة الغامض حول ملكيتها وتسجيلها، إلى جانب عدم وجود تسجيلات صوت قمرة القيادة بسبب خلل واضح في التسجيل الصوتي لقمرة القيادة في الطائرة، جعل عددا من البرازيليين يتساءلون عما إذا كان تخريب الطائرة قد تم من قبل الولايات المتحدة. بدلا من تسجيل محادثات طاقم طائرة كامبوس، كان المسجل يحتوي فقط على تسجيلات صوتية من رحلة سابقة.

الطائرة كانت تحلق في طريقها من مطار ريو دي جانيرو إلى مطار سانتوس عندما تحطمت في منطقة سكنية في سانتوس. تم تشغيل الطائرة من قبل شركة AF القابضة ، التي يوجد مقرها في ولاية ساو باولو، ولكنها مستأجرة من قبل مؤسسة سيسنا للتمويل والتصدير، وهي فرع من تكسترون، كبرى مقاولي المخابرات والدفاع الأمريكيين.

سيسنا هي فرع من تكسترون. مسجل صوت قمرة القيادة العاطل تم تصنيعه من قبل مقاول آخر للمخابرات والدفاع في الولايات المتحدة، هي L-3 للاتصالات. وتتركز أعمال AF على ملكيتها لمعامل تقطير. وقال متحدث باسم AF ان الطائرة التي تبلغ قيمتها 9 مليون دولار لم تفحص مؤخرا لكنّه شدّد على أنها لديها سجل بصيانة كاملة.

ومع ذلك، فإن المتحدث باسم AF لم يذكر على وجه التحديد من الذي كان يملك الطائرة لكنه اعترف، بأن الطائرة كان قد تم شراؤها مؤخرا من قبل مجموعة من «أصحاب المصانع والمستوردين» من بيرنامبوكو. وكان القتيل كامبوس حاكم سابق لبيرنامبوكو.

تبيّن أن المشترين هم اتحاد يشمل شركة بانديرانتيس المحدودة للاطارات. قالت شركة الإطارات أن المفاوضات بشأن نقل ملكية الطائرة كانت جارية عندما تحطمت الطائرة وأن شركة سيسنا المالية لم توافق بعد على حقوق التأجير النهائية.

ويعتقد المراقبون البرازيليون ان طائرة سيسنا التي تحطمت هي «شبح طائرة»، ذات ملكية غامضة من أجل التستر على استخدام الطائرة للعمليات السرية التي تقوم بها وكالة المخابرات المركزية. واستخدمت طائرات مماثلة ذات سجلات ملكية وتسجيل متقطعة وغامضة من قبل وكالة الاستخبارات المركزية للنقل السري للمسلمين المختطفين للتحقيق والسجن في «المواقع السوداء» الأمريكية في جميع أنحاء العالم.

أرسل مجلس سلامة النقل الوطني الأمريكي (تي إس بي) فريقا الى البرازيل للتحقيق في حادث تحطم طائرة. ولكن، إذا كان أداء مجلس سلامة النقل الأمريكي على مثل هذه الحوادث كما كان الحال في تحقيقه في حادثة طائرة TWA 800 و اميركان ايرلاينز 587 ، فمعنى ذلك أن المجلس سوف يقوم فقط في اخفاء الأدلة الجنائية.

اغتيال كامبوس يسهّل إسقاط روسيف وتخريب مجموعة بريكس

تم استبدال كامبوس قي قائمة المرشحين بسيلفا، وهي محبوبة ممول ومدير العولمة وحركة «المجتمع المدني» الملياردير سوروس، وهي من المتمسكين الموالين لإسرائيل، ومؤيدة لقطاع الأعمال وموالية لأميركا أكثر بكثير من روسيف مرشحة حزب العمال البرازيلي اليساري.
في الآونة الأخيرة، روسيف، جنبا إلى جنب مع زملائها من قادة بريكس BRICS من روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا، أسّسوا بنك التنمية الجديد الذي يتحدى سيادة البنك الدولي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة. إنشاء البنك أغضب واشنطن ووول ستريت.

تنظر واشنطن الى الرئيسة البرازيلية كعدو، وخاصة بعد أن تسربت تفاصيل من إدوارد سنودن عن مراقبة وكالة الأمن القومي الضخمة لاتصالات لرئيسة البرازيلية.

النتائج الإيجابية لسيلفا نتيجة الاغتيال الجوي المحتمل لكامبوس ومساعديه تلقي العديد من الشبهات حول دور وكالة الاستخبارات المركزية في حادث تحطم الطائرة، وخصوصا بعد اكتشاف بصمات أصابع وكالة المخابرات المركزية على الاغتيالات الجوية الرئاسية لتوريخوس ورولدوس في عام 1981.

في فبراير/شباط الماضي، طائرة الهليكوبتر الرئاسية التي تستخدم عادة من قبل الرئيس الاكوادوري رافائيل كوريا، وهو معارض قوي لسياسات واشنطن وحليف روسيف، تحطمت في الجبال في رحلة جوية من غواياكيل الى كيتو.

قُتل الطيار الشخصي لكوريا في الحادث. وأكد كوريا، الذي كان يتحدث في تجمع انتخابي في وقت وقوع الحادث أنه لم يكن مقررا أن يكون على متن الطائرة المروحية هنديّة الصنع. ومع ذلك، فإن الشك في تخريب وكالة المخابرات المركزية للطائرة لا يمكن قمعه بين السكان الاكوادوريين.

لعبة "الطريق الثالث" التخريبية

ويجري وصف سيلفا بمرشحة «الطريق الثالث» للبرازيل. الطريق الثالث هو حركة دولية استُخدمت من قبل سياسيي الشركات، وكثير منهم يمولهم سوروس، للتسلل واختراق وتولي قيادة الأحزاب الإشتراكية والتقدمية المساندة للعمال.

من بين أبرز السياسيين المنادين بالطريق الثالث هم : بيل كلينتون، توني بلير، الألماني جيرهارد شرودر، الكندي جستن ترودو، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي، وزير الخارجية الأسبق روميو برودي، والبرتغالي خوسيه سقراط، والإسرائيلي ايهود باراك، ومسؤولون من أحزاب: الاشتراكي الديمقراطي والخضر والاجتماعي البرازيلية، بما في ذلك سيلفا، ونيفيز (المرشح الثالث الآن)، والراحل إدواردو كامبوس، والرئيس السابق فرناندو هنريك كاردوسو.

اعتادت وكالة المخابرات على اغتيال المرشح الثاني لإبراز المرشح الثالث الموالي لإسرائيل وأمريكا!

ومع ذلك، عندما يصبح من المفيد اغتيال مرشح في التسلسل الثاني من أجل إبراز مرشح في التسلسل الثالث، لا توجد لدى وكالة المخابرات الأمريكية مشكلة في القضاء على شخص مثل كامبوس من أجل إفساح المجال لسياسي أكثر شعبية مثل سيلفا، وخصوصا عندما تكون مصالح إسرائيل و وول ستريت على المحك.

طائرة سيسنا التي كانت تقل رئيس الوزراء البرتغالي سا كارنيرو، والتي تحطمت عندما كان رئيس الوزراء ينتقل في مسيرة اعادة انتخابه في بورتو، دمرت احتمالات فوز التحالف الديمقراطي اليساري في المستقبل لأن اثنين من الموالين لكارنيرو اللذين خلفاه كانا يفتقران إلى الكاريزما التي يتمتع بها.

في نهاية المطاف، فاز ماريو سواريس، من دعاة الطريق الثالث والمؤيد لمنظمة حلف شمال الأطلسي «اشتراكي في الإسم فقط»، وأصبح رئيسا للوزراء ودفع البرتغال على طريق «الطريق الثالث» حيث التبعية لأوروبا الموحدة والعولمة.

كان سفير الولايات المتحدة إلى البرتغال في وقت وفاة كارنيرو هو ضابط وكالة المخابرات المركزية السابق فرانك كارلوتشي، الذي كان سفيرا في الكونغو عام 1961 وله بصمات على اغتيال رئيس الوزراء السابق باتريس لومومبا في الكونغو. أصبح كارلوتشي نائب مدير وكالة المخابرات المركزية، ومستشار الأمن القومي ووزير الدفاع في عهد الرئيس رونالد ريغان.

كارلوتشي هو أيضا رئيس مجموعة كارلايل ذات الصلات بوكالة المخابرات المركزية. ويبدو أن الوفاة المشبوهة لكامبوس في البرازيل هو نسخة كربونية من تخلص وكالة الاستخبارات المركزية السريع من كارنيرا في لشبونة، مع كون الرئيسة روسيف الهدف النهائي للمخطط وسيلفا وأنصار العولمة هم المستفيدين.

روسيف أصيبت بالسرطان بعد مناظرة مع إبن الرئيس المقتول بالسرطان

جدّ نيفيز، تانكريدو نيفيس، الذي كان يمثل تهديدا من يسار الوسط للدكتاتورية العسكرية البرازيلية منذ مدة طويلة، أصيب فجأة بمرض خطير عندما كان من المقرر أن يؤدي اليمين الدستورية رئيسا للبلاد في 15 مارس 1985. مرض الجد نيفيز الخطير جعل نائبه الباهت والأكثر تحفظا "خوسيه سارني" يقوم بإداء اليمين الدستورية رئيسا للبلاد. تانكريدو نيفيس لم يتعاف أبدا من ما قيل انه انسدادات والتهابات رتجية في الأمعاء diverticulitis وتوفي في 21 أبريل. وفي وقت لاحق، تم الكشف عن أن نيفيز كان مصابا بورم سرطاني لم يكتشف إلا بعد فوات الأوان. مرض ديلما روسيف المفاجئ بعد 16 أكتوبر مناظرة تلفزيونية في 16 أكتوبر/أيلول مع أيشيو نيفيز أثار قلق عدد من البرازيليين الذين يتذكرون مصير جدّه الرئيس تانكريدو نيفيس.

بالإضافة إلى ترتيب وكالة الاستخبارات المركزية لحوادث طائرات مريحة مثل تلك التي أودت بحياة رئيس الوزراء البرتغالي فرانسيسكو سا كارنيرا، والزعيم البنمي عمر توريخوس، والرئيس الاكوادوري خايمي رولدوس، وجميعها حصلت في فترة ستة أشهر بين ديسمبر 1980 وأبريل 1981 [بعد انتخاب رونالد ريغان رئيسا للولايات المتحدة والعودة إلى منطق القوة داخل وكالة الاستخبارات المركزية مع جورج بوش الأب ووليام كيسي]، واصلت شعبة الخدمات الفنية للوكالة تطوير الأسلحة البيولوجية، بما في ذلك الأسلحة المسببة السرطان، للاغتيال لأهداف سياسية.

إصابة وموت هذا العدد من الرؤساء بالسرطان هل هو صدفة؟

في السنوات الأخيرة، عدد من قادة دول أمريكا اللاتينية أصيبوا بالسرطان أو بنوبات قلبية بصورة مفاجئة. كانت أبرز ضحيتين هما : الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز والرئيس الأرجنتيني نيستور كيرشنر. زوجة كيرشنر، رئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، أعلن عن إصابتها بسرطان الغدة الدرقية، ثم تم نفي ذلك في وقت لاحق من قبل متحدثين رسميين لها. الظهور المفاجئ للإصابة بالسرطان عانى منها زعماء آخرون في امريكا اللاتينية منها رئيس باراجواي السابق فرناندو لوغو (المخلوع في وقت لاحق في انقلاب لوكالة المخابرات المركزية)، الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس (بعد أن وقّع على اتفاق سلام مع حركة فارك اليسارية لإنهاء حرب العصابات)، والرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ورئيس بوليفيا المنتخب مؤخرا ايفو موراليس.

توفي رئيس غيانا فوربس بورنهام من سرطان الحنجرة، وتوفي رئيس ناورو برنارد دويوغو من نوبة قلبية مفاجئة في حين كانت تجري رعايتهما في مستشفيات واشنطن، العاصمة. حاصرت الشكوك وفاة الإثنين في مستشفيات جامعة جورج تاون وجورج واشنطن، على التوالي.

حتى عبد الكريم قاسم لم يسلم من محاولات الوكالة لاغتياله بالسم

اليهودي المجري كبير العلماء في وكالة المخابرات المركزية الدكتور سيدني غوتليب وضع مجموعة من الأسلحة البيولوجية لبرنامج MK-ULTRA في وكالة الاستخبارات المركزية خلال خدمته لأكثر من 20 عاما في الوكالة. كان واحدا من هذه الأسلحة هي السموم البيولوجية التي وضعت داخل أنبوب معجون أسنان كان من المقرر أن يستخدم من قبل رئيس الوزراء الكونغولي باتريس لومومبا، وكان الآخر منديل ملوّث بسموم بكتريا الوشق botulism ، كان من المقرر أن يُسلم إلى الرئيس العراقي الجنرال عبد الكريم قاسم.

بالنسبة للوكالة الدم ليس أثخن من الماء

بالنسبة لوكالة المخابرات المركزية، الدم ليس أثخن من الماء كما يُقال. في الواقع لا يهم إيشيو أن تكون وكالة الاستخبارات المركزية قد لعبت دورا في اغتيال جدّه. لقد أصبح ابن عمر توريخوس، مارتن توريخوس، رئيسا لبنما بعد أبيه فقط لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة الموالية لوول ستريت مع واشنطن. مارتن توريخوس نفّذ أيضا بكل سرور أوامر المصرفيين العالميين لزيادة سن التقاعد في بنما وإصلاح الضمان الاجتماعي. أصبح مارتن توريخوس أيضا حليفا مقربا من الرئيس الامريكى جورج بوش الأصغر على الرغم من أن بوش الأكبر، من المحتمل أن يكون هو الذي وقع على أمر عملية وكالة المخابرات المركزية لاغتيال والده توريخوس نفسه.

الزعيمة الآسيوية المعارضة المفضلة لدى جورج سوروس، أونغ سان سو كيي، لا يبدو أنها تحمل في ذهنها حقيقة أن أصدقاء سوروس في مكتب الخدمات الإستراتيجية / وكالة المخابرات المركزية هم الذين أمروا المخابرات البريطانية لاغتيال والدها أونج سان. أونغ سان، أحد مؤسسي الحزب الشيوعي البورمي، كان من المقرر أن يصبح أول زعيم لبورما بعد الاستقلال. قُتل أونغ سان من قبل ارهابيين موالين ليو رأى رئيس الوزراء السابق الموالي لبريطانيا. وجاءت الأسلحة للقتلة مباشرة من كابتن في الجيش البريطاني هو ديفيد فيفيان، الذي تمكن بـ "مساعدة" عالية من الحكومة البورمية، من الهروب من سجن في بورما في عام 1949.

زعيم الحزب الليبرالي الكندي جاستن ترودو، نجل رئيس الوزراء الأسبق بيير إليوت ترودو، هو، على عكس والده، موال لمصالح الولايات المتحدة، ووول ستريت، وقضية العولمة. جستن ترودو وإيشيو نيفيز من أفضل الأمثلة على الكيفية التي يضم بها نسر وكالة المخابرات المركزية تحت جناحيه ذرية وأيتام الرموز اليسارية التي تقوم بتصفيتها لتحقيق أهدافها.

مصادر هذه الحلقات

مصادر هذه السلسلة من الحلقات عن عمليات الإغتيال وأساليبها القذرة التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية سوف تُذكر في ختام الحلقة الأخيرة من هذه السلسلة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى