الأحد ٢٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٦
بقلم سندس الرعيض

الماضي

هل سأتمكن يوما من الهروب ؟ أم أن أسوار السجن العالية ستظل نهاية الأفق .لماذا لا أستطيع أن أحلق بعيدا عن هذه اللحظة وأهوي من على جبل اليأس إلى حيث ما هو مجهول.
لماذا لا أتوقف عن النواح عن ما هو ليس لي ولم يكن يوما لي .غريبة الأيام , تظل تعطيك وتكدس هباتها عليك حتى تجعل منك طامعا في المزيد تشبعك إلى حد تصبح غير قادر على الحركة وتظل تصيح بكل ما لك من قدرة أليس من مزيد؟
كنت أحلم واستيقظت عند نهاية الكابوس كيف أصبح الحلم عذابا لا أدري فأنا كنت نائمة عندها لقد خانتني عيناي وغفتا قبل أن يشهدا الصراع بين الخير والشر ومن الجلي أن الذي قُدر قد كان وغابت العزيمة عن ساحة القتال.

لماذا يجب أن نعترف بالهزيمة ألن يفي الإنكار بالغرض إذا كانت الحياة عبارة عن وهم نقنع به أنفسنا لنصدق ما نحب كما يقول الأطباء النفسيين تابع بقول " أنا ناجح " حتى تحصد النجاح , حسنا إذا لماذا نعترف بالخسارة يكفي أن نقنع أنفسنا أننا لم نكن هناك أننا لم نحضر الصراع من أوله بل وقفنا بين المشجعين واكتفينا بالصراخ والتصفيق للرابح.

عذرا عجزت أناملي و انضمت لصوتي عن وصف ذلك اليوم وأنا الآن أتابع الحلم بصمت حتى لا أوقظ الجميع
أنا لست يائسة إلى هذا الحد أنا فقط عاجزة عن النسيان , كيف أمحو ما أدى بي إلى هذا الحال إنني إن نسيت فأنا أتوهم أن الأمس لم يحدث وفرضا أني أخذت بنصائحهم وتجاوزت الماضي ماذا إن قابلته غدا وبدا مألوفا هل سأخفي وجهي وألوح بناظري بعيدا حتى لا يراني ولا تلتقي عيناي به ليذكرني بهزيمتي لا لن أسمح للماضي أن يلاحقني في أزقة الغد لن أسمح له بأن يكون كابوسا يلوث أحلامي لن أتجاوزه بل سأعبره وسأتحدى ذكراه والألم من جراءه لن يلدغني مرتين ولن يضع على جراحي عطره ليستحضر ذكرى مؤلمة أملت أن تطويها الأيام .
فك قيودي أيها الماضي فأنا لست سجينتك , أنا القيود لا تناسبني فقد ولدت حرة , لست أنا من تألفني جرذان الزنزانة ولست من عشاق السجون , أنا لم أستطع الهرب منك يومها ولكني اليوم تعلمت أشياء كثيرة لقد علمتني رياح الليل كيف أعبر جدرانك وعلمتني مياه سراديبك كيف أتسرب من قيودي
من الصعب أن تنسى الماضي فهو لن يمحى من ذاكرتك بمجرد مضيك قدما في الحاضر، عليك أن تتعلم منه. إن لك أن تعيش في حاضرك متى شئت حتى تأتي لحظة تحمل ذكريات الماضي أو يحين موعد السفر للمستقبل. فعليك حينها مواجهة أبعادك الثلاثة ومحاولة السعي لمبادرة سلام بين أمسك ويومك وغدك.

ليس هناك حل إلا بالمواجهة، فالهروب لن يفعل شيئا عدا تأجيلها لإشعار آخر , فهي حتمية ولن تحول الإدعاءات ببينك وبينها ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى