الأحد ٣٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٦
لقاء مع
بقلم حاتم جوعية

الشاعر والأديب «نزيه حسون»

الشاعرُ والأديبُ الكبيرُ المبدع والمخضرم «نزيه سعيد حسون»من سكان شفاعمرو، عمره 59 سنة (مواليد عام 1957)، متزوّج وله بنت وولدان...البنت الكبيرة اسمها (آلاء) تدرس الآن موضوع المسرح والسياسة في جامعةِ حيفا سنة ثانية، والولد الكبير (علاء) أنهى الصف الثاني عشر ويدرس موضوع التأمين، والإبن الصغير (باسل) في الصف العاشر.

وأما الشاعر نزيه حسون فقد أنهى دراسته للمرحلةِ الثانويَّة (12 سنة تعليميَّة) ولم يتسنى له أن يتابع دراسته الجامعيَّة لأسباب سياسيَّة حيث اعتقلَ عدة مرَّات بسبب أرائهِ السّياسيَّة ومواقفه الوطنيَّة دفاعا عن حقوق شعبه العربي الفلسطيني..وقد ثقفَ نفسَه بنفسهِ، وهو يكتبُ الشعرَ منذ نعومةِ أظفارهِ... يكتبُ الشعرَ الكلاسيكي التقليدي، شعرَ التفعيلة، شعر الحداثة والمقالات المتنوّعة. نشرَ قصائدَهُ ومقالاته الأدبيّة في معظم وسائل الإعلام المحليَّة وخارج البلاد والعالميَّة. وهو شاعرٌ كبيرٌ ووطنيٌّ ملتزم ويعتبرُ من الشعراء الوطنيين الأوائل إبداعا والتزاما بقضايا شعبة، حققَ شهرةً واسعة النطاق محليًّا وعربيًّا. أصدرالعديد من الدواوين الشعريَّة وشارك في الكثيرمن المهرجانات والأمسيات الشعريَّة محليًّا وخاج البلاد. وكان لنا معه هذا اللقاء الخاص والمميَّز ليطلعنا على أهمِّ المحطات في حياتهِ الأدبيّة والثقافيَّة.

  الشاعر نزيه حسون أشهرُ من نارٍ على علم كيف تقدِّمُ نفسَكَ لجماهير القرَّاء؟
يقولُ جبران خليل جبران: (ما عييتُ إلا أمام من سألني من أنت).. فمن الصعوبة بمكان أن يُعرِّفَ الإنسانُ نفسَهُ، والجميل أن يتركَ الأمرَ للآخرين..وبالتالي وبكل تواضع أنا أعَرِّفُ نفسي كشاعر فلسطيني يحملُ الجرحَ الفلسطيني والعربي عامّة بين جوارحِهِ.. كتبتُ عدَّة دواوين شعريَّة وكانت محاورُها الأساسيَّة: الأرض، الشَّعب، المرأة، الحب.

  حدِّثنا عن مسيرتِكَ الشعرية والأدبيَّة الطويلة منذ البداية إلى الآن... وهل كانت هنالك عراقيل وصعوبات في البداية.. ومن الذين شجَّعوكَ ودعموكَ في بدايةِ الطريق؟؟

بدأتُ أكتبُ الشعرَ وأنا ما زلتُ في المدرسة الإبتدائيَّة، كنتُ وقتها أكتبُ الزجليَّات الشعبيّة والشعر العامي الذي تقبَّلهُ الطلابُ والمعلمون بتشجيع جميل وراقي، ومن ثمَّ بدأتُ كتابة الأشعار باللغة الفصحى ناشرا إياها في الصحفِ والمجلاتِ المحليَّة كالإتحاد والغد والجديد... وقد أصدرتُ ديواني الاول عام 1980 وتلاه بعد عام الديوان الثاني (أبحث عن جسد يلدُ النصر) وقد تُرجمَ هذا الديوان إلى اللغة الروسيَّة ونشر وصدرَ عن دار التقدم في موسكو. وتابعتُ مسيرتي الادبيَّة، واليوم لدي اكثر من عشرة دواوين شعريَّة وكتاب نثري عبارة عن شذرات فكريَّة بعنوان: "لآلئ الفكر". وقد قمتُ بإعداد كتاب عن الراحل خالد الذكر المرحوم توفيق زياد الذي كانت تربطني به صداقة متينة بعنوان:(أروع ما قيل في توفيق زياد). وخلال مسيرتي الأدبيَّة كانت تواجهني صعوبات وتحدّيات كثيرة مثل قضيَّة النشر فهي قضيَّة صعبة بالنسبة لجميع الأدباء والشعراء المحليِّين. وللأسف العميق لا توجدُ المؤسساتُ الثقافيَّة المحليَّة التي تهتمُّ بالنشر لأدبائنا المحليِّين.. ومن هنا ندعو جميع المؤسسات الثقافيَّة المحليَّة للاهتمام بأقلام المبدعين لأهميَّة الكلمة وأهميَّة نشرها ودورها في تثقيف أجيالنا. وكان بالمقابل الكثير من المشجِّعين بداية من أهلي ثم الكثير من الأصدقاء والكتاب والجماهير التي كانت تستقبل ُ قصائدي في المهرجانات الشعبيَّة بحماس منقطع النظير. وأنا أرى بالتالي أنَّ الإستمراريَّة هي البطولة والعامل الذاتي هو الذي يقرِّرُ ويقودُ الشاعرإلى مواقع أرقى وأقوى وأسمى.

  أنت لقد ابتسمَ لكَ الحظ كثيرا في السابق على عكس العديد من الشعراء الوطنيين الكبار والملتزمين الذين كانت كلُّ الظروف القمعيَّة ووسائل التعتيم تمارس ضدَّهم (الحزبيَّة والسلطويَّة والفئويَّة وغيرها)..وفتحت لك فرصة كبيرة ذهبيَّة لم تستغلها آنذاك (قبل أكثر من 30 سنة) كما يجب.. حيث أن جميعَ منابر الحزب الشيوعي كانت مفتوحة أمامك وكانوا ينشرون قصائدكَ الشعرية وكل ما تكتبه بالبونط العريض وبالمقابل كانوا يعتمون على الكثيرين غيرك من الشعراء الوطنين الكبار والملتزمين، وكانوا يدعونك دائما لكل مناسبة وكنتَ تشارك في معظم بل جميع المهرجانات والندوات الأدبية والثقافية التي يقيمها الحزب الشيوعي وغيره من المؤسسات الأخرى... وفجأة أنت أنقطعت عن الكتابةِ وعن كل النشاطاتِ والفعاليَّاتِ ولم تعد تشارك في المهرجانات والأمسيات وابتعدت عن النشر والإعلام فترة طويلة لا تقل عن عشر سنوات.. لماذا حصل هذا معك.. ماهو السبب؟؟

هي ليست فرصة ذهبيَّة لم أستغلها رغم أنها كانت أياما نضاليَّة جميلة.

وكنتُ حقيقة كما قلت أصعدُ على المنبر كل يوم أكثر من مرة وكانت الظروف السياسيَّة والتفاعلات اليوميَّة لها وقع كبير في تلك الأيام... ولكن وللحقيقةِ وللتاريخ إذا نظرنا إلى هذا الموضوع اليوم بموضوعيَّة مطلقة فإنني أعتقدُ أنَّ كلَّ منابر العالم وكلَّ وسائل الإعلام لا تصنع شاعرا إذا لم يكن يملك موهبة حقيقية وادوات فنية وثقافة عميقة.

أنا في الحقيقة، في هذه الأيام، لست من هواة المنابر ويوميا تصلني الدعواتُ للمشاركةِ في الندواتِ والأمسياتِ، ولكن الظروفَ لا تسمح لي أن أحضر وأشاركَ في كل هذه الأمسيات. والشاعر الحقيقي هو الذي يهتمُّ بنصِّهِ أكثر مما يهتمُّ بالمنابر والمنصات التي يعتليها. فالنصُّ هو جوازُ سفر الشاعر الوحيد.. تموتُ المنابرُ ويبقى (النص). حتى انني في الفترةِ الأخيرة لم أنشر إنتاجي كما كنت في السابق، قضية النشر اليوم أمام انفتاح العالم العربي وأمام قنوات الأنترنيت والفيسبوك أصبحت قضيَّة تجعل الشاعر الحقيقي يفكر مرتين: ماذا ينشر وأين ينشر إنتاجه. نحن نهتمُّ بالنصِّ وبالمشروع الأدبي أكثر من ظهور أسمائنا في الصحف والمجلات.

  أنتَ كتبتَ الشعرَ الكلاسيكي العمودي وشعر التفعيلة ونادرا ما تكتب الشعرَ الحر الحديث.. لماذا اخترتَ الشعرَ الكلاسيكي وشعر التفعيلة للكتابةِ وللتعبيرعن الذات؟؟

أنا حقيقة أكتبَ الشعرَ العمودي وشعرَ التفعيلة والشعر الحديث أيضا المتحرر من الوزن والقافية، ولكنني وجدتُ نفسي أقربَ إلى الشعر العمودي والتفعيلة (الموزون) رغم انني أعتقدُ أنَّ القصيدة الناجحة والمبدعة لا تتعلقُ بكونها موزونة أو غير موزونة وإنما يتعلق الأمرُ بمستواها الفني والفكري والموسيقى الداخليَّة التي تجعلها تتسربُ إلى قلب القارئ ووجدانه بسرعة العطر. وأنا بدوري تعلمتُ الأوزانَ الشعريَّة بشكل شخصي وذاتي ووجدتها قريبة إلى وجداني ولهذا جاءت معظمُ أشعاري عموديَّة وتفعيليَّة.. وإضافة إلى بعض القصائد الحديثة.

  المواضيع والقضايا التي تعالجُهَا في كتاباتِكَ؟؟

كما سبق وقلتُ في المقدمة: إنَّ المحاورَ الأساسيَّة التي تمحورَ حولها شعري تتجسدُ في: الأرض، الوطن، الشعب، المرأة والحريَّة وكل القضايا الإنسانيَّة والأمميَّة. وأنا أرى أن الالتزامَ الوحيدَ للشاعر يجب أن يكون بالتالي التزاما إنسانيًّا، ولا شكّ أنَّ القضايا الوطنيَّة هي جزء لا يتجزّأ من القضايا الإنسانيَّة عامة.

في أولى كتاباتي تجسدَ الوطن والارض أكثر من أيِّ موضوع آخر ومع مرور الوقت أصبحت القضايا الوجدانيَّة كالحياةِ والموتِ والحريَّة والجمال تشغلُ بالي فكتبتُ الكثيرَ الكثير من القصائد الغزليَّة التي تتعلق بالمرأة والحبّ. وهنالك بعض القصائد الصوفيَّة التي تتسربُ من خلالها إلى الأسئلة الوجوديَّة التي تقلقُ بالَ الشاعر في كلِّ زمان ومكان...بالتالي أرى أنَّ الشَّاعرَ الحقيقي هو من يستطيع أن يكتب في كافة المواضيع ولا يكتفي بموضوع واحد كالغزل على سبيل المثال.
  أنتَ في البدايةِ اشتهرتَ كشاعر وطني ملتزم...وفي الفترة الأخيرة منذ 15عاما تقريبا لم نعد نقرأ لك شعرا وطنيًّا إلا نادرا ومعظم كتاباتِكَ أصبحت في الغزل والحبِّ والمواضيع العاديَّة والإجتماعيَّة وابتعدتَ كليًّا عن السياسة.. لماذا هذا التحوُّل المفاجئ !!؟؟

هذا السؤال جيد وينطبقُ على العديد من الشعراءِ الوطنيين الملتزمين الصادقين. في تلك الفترة (قبل اكثر من 15 سنة) وخاصة في فترة يوم الأرض عندما كان هنالك مدٌّ جماهيريٌّ كبير (سنة 1977) وكانت تعقدُ في القرى والمدن الفلسطينيَّة المهرجانات الشعبيَّة الكبيرة التي كانت تؤمُّها وتحضرُها الجماهيرُ الغفيرة كان للشعر الوطني والسياسي وقعهُ الهام ودوره الكبير، وقد خرجنا من تلك الفترة من عباءة محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وراشد حسين وفدوى طوقان الذين كتبوا آنذاك القصائد الوطنيَّة الحماسيَّة كسجِّل أنا عربي لمحمود درويش و (أتحدى) لسميح القاسم و (أناديكم) لتوفيق زياد و (سنفهم الصَّخر)

لراشد حسين. كل هذه القصائد شجَّعتنا أن نكتبَ آنذاك القصائد الوطنيَّة التي كانت تتلقفها الجماهير بحماسة وشغف. وطبعا كانت هذه البدايات ومع مرور الزمن لا شكّ أنَّ التجربة الشعريَّة للشاعر تنضجُ والظروف تتغيَّرُ ويجدُ الشاعرُ نفسَهُ أقربَ إلى القضايا الوجدانيَّة الخالدة التي تصلح لكل ظرف وزمان ومكان.ولهذا بدأتُ الكتابة حول هذه القضايا، ولكنني بالتالي لم أتخلى عن القضايا الوطنيَّة بعد كلِّ هذه المرحلة يبقى الوطن وقضاياه هو هاجسنا الأهم، ولكن الشعر يبحرُ بكَ إلى كلِّ العوالم ولهذا فلا يمكن للشاعر أن يكتبَ في موضوع واحد كل قصائدهِ. ثمَّ أنَّ الأوضاع السياسيَّة غيَرت كثيرا والوسائل الألكترونيَّة أثرت كثيرا وأصبحَ على الشاعر أن يهتمَّ أكثر بالقضايا الكونيَّة العامة.

  ما رأيُكَ في شعراء وكتاب التقاعد (البينسيا) وبكلمات أوضح هنالك اشخاص طيلة حياتهم كانوا موظفين في المكاتب والوظائف الحكوميَّة العالية، مثل (مدراء مداس ومفتشين وغيرها..) وطيلة حياتهم لم ينشروا شيئا من كتاباتهم وبعد أن خرجوا للتقاعد (للمعاش) أصبحوا وبقدرة قادر شعراءً وكتابا ونقادا جهابذة ومناضلين وبدؤا ينشرون إنتاجهم بغزارة ويتبجَّحُون بالوطنيَّة والنضال زيفا وبهتانا، والبعضُ من هؤلاء الذين أعنيهم معروفون بخطهم السياسي المنحرف والجبان والمتآمر وبعمالاتهم للسلطةِ. والأنكى من هذا انَّ معظمَ المنابر ووسائل الإعلام المحليَّة أصبحت منبرا ومسرحا ومرتعا لهؤلاء العملاء والأذناب الدخيلين على عالم الشعر والادب. وفي نفس الوقت نجد معظمَ وسائل الإعلام المحليَّة (الحزبيَّة والفئويَّة والمستقلة شكليًّا) تعتّمُ على الشعراءِ والأدباءِ الكبار المخضرمين الوطنيين الشرفاء والأحرار الذين لهم تاريخ عريق في الكفاح والنضال من أجل قضايا شعبهم المصيريَّة.. ما هو تعقيبُكَ على هذا الموضوع؟؟

أنا أعتقد سيِّدي وشاعري العزيز أنَّ الشاعرَ والكاتبَ الحقيقي والمبدع هو ابن الحياة الذي يبدعُ كلَّ سنواتِ عمره وطيلة حياته، وأما تلك الأقلام التي تسلقت على حبال الوطنيَّة بعد أن قضت طيلة عمرها وعقودا طويلة في أحضان السلطة ما هي إلا أقلام عابرة، فهويَّةُ الشاعر إضافة إلى نصِّهِ هي مواقفهُ المبدئيَّة التي يجب ألا يُفرّطُ بها، لهذا فالشاعر الأصيل ليس موسميًّا أو عندما يحالُ إلى المعاش. نحن نقدِّرُ المبدعين الحقيقيِّين وكلَّ قلم يثري المشهد الثقافي إذا كان قلما صادقا ومبدعا..وأما بخصوص التعتيم الإعلامي على نصِّ الكتاب الوطنيين والمبدعين والملتزمين الكبار فأنا أرفضُ ذلك رفضا مطلقا وأرى أنَّ وسائل الإعلام والصحف الأدبيَّة التي تحترمُ نفسَها يجبُ أن تنظر إلى جودة النص ليس إلا وتبتعد كلَّ البعد عن الحساسيَّات الشخصيَّة والحزبيَّة والفئويَّة.

  حظكَ من الصحافة والإعلام..هل اهتمُّوا بكَ إعلاميًّا وغطوا أخبارَكَ ونشاطاتكَ وأجروا معك اللقاءات الصحفية المطولة من قبل ووسائل الإعلام المحليَّة؟؟

في الحقيقة لقد استضافوني في الكثير من وسائل الإعلام إذا كانت إذاعيَّة أو تلفزيونيَّة، ولكن بالتالي نحن نفتقدُ إلى البرامج الأدبيَّة الناجحة والتي تبحر عميقا في النصوص الأدبيَّة المبدعة.

  النقاد الذين كتبوا عنكَ وعن إصداراتِكَ؟؟

هنالك الكثير من النقاد الين كتبوا عن كتاباتي وأشعاري، منهم: الكدتور بطرس دله، الدكتور منير توما، الدكتور محمد صفوري والدكتور سمير الحاج، الشاعر حنا ابراهيم، الناقد نبيل عودة ونقاد اخرين في العالم العربي... وأعتذر لكلِّ من لم أذكر اسمه الآن من الذين كتبوا عني لأنهم كثيرون ولا أتذكرهم جميعا.

  كم كتاب وديوان شعر أصدرتَ حتى الآن؟؟

أصدرتُ حتى الآن (11) مجموعة شعريَّة وأولها: ديوان (ميلاد في حم المأساة) وآخرها (ناي الروح). وكما أصدرتُ عدة كتب نثريَّة وأنا الآن في صدد إصدار رواية جديدة ومطولة شعرية ستريا النور بعد فترة قصيره.

  رأيُكَ في مستوى الشعر والأدب المحلي ومقارنة مع المستوى خارج البلاد..ورأيُك في مستوى النقدِ المحلي أيضا وهل يوجدُ عندنا حركة نقديَّة بكلِّ معنى الكلمة؟؟

يجبُ التنويه انه بعد أن فقدنا قامات شامخة كمحمود درويش وسميح القاسم وإميل حبيبي وغيرهم علينا أن ننهض أكثر بالمستوى الأدبي المحلي. وبالنسبة للنقد لدينا الكثير من النقاد الآن ولكن الحركة النقديّة الحقيقيَّة ما زالت ضعيفة نوعا ما وهذا يضفي بأجوائه على نصوص المبدعين، وعلى الحركة الادبية عامة.

 المهرجانات والندوات الشعريَّة المهمّة التي شاركتَ فيها:محليًّا وخارج البلاد والشعراء والأدباء الكبار الذين تعرَّفتَ عليهم خارج البلاد؟؟

شاركتُ في الكثير الكثير من المهرجاناتِ الشعبيَّة والأدبيَّة والتي كانت تعقدُ في قرانا ومدننا العربيَّة، أهمُّها: مهرجانات يوم الأرض وأول أيار، وشاركت في مهرجانات وندوات أدبيّة في مختلف الكليات والنوادي الأدبيَّة والثقافيَّة. وكما شاركتُ في مهرجان الشعر العربي في القاهرة الذي حضره وفود وشعراء من أكثر من عشرين دولة عربيَّة. وفي عدة ندوات أقيمت في معرض الكتاب الدولي في القاهرة وفي دول عربيَّة وأجنبية أخرى.

  رأيكَ في جائزة التقرُّغ السلطويَّة التي تمنحُ كلَّ سنةٍ لمجموعة من الشعراءِ والأدباء المجليِّين من كل الجوانب والنواحي: (السياسيَّة والشخصيَّة والنزاهة والأمانة والمصداقيَّة ومستوى هيئة التحكيم)؟؟

إنَّ جائزة الإبداع من حقِّ المبدع الذي يدفعُ ضرائبهُ وواجبه كمواطن في هذه الدولة. ولا سيَّما انها تمنحُ دون أية شروط سياسيَّة، وأنا واحد من الذين حصلوا علي هذه الجائزة ولكن أقول وبصدق: إنَّ هذه الجائزة يجب أن تمنح بعدالةٍ وحرفيَّة أكثر.

 هنالك بعض الشعراء والأدباء يقاطعون هذه الجائزة لعدةِ أسباب: سياسيَّة وثقافيَّة ولعدم اقتناعهم بمصداقيتها وبمستوى نزاهة وأمانة لجنة التحكيم أو بالأحرى الجهات العليا التي تقرر في منح الجائزة... ماذا تقول عن هؤلاء؟؟

معظم الشعراء الوطنين حصلوا على هذه الجائزة، مثل: محمد علي طه ومحمد نفاع وغيرهم الكثير الكثير، ولكننا نصطدمُ ببعض الأشخاص الذين يستغلون قضية منح هذه الجائزة للمزاودةِ الوطنيَّة ويعتقدون أنه يجب علينا أن نرفضها.. أرى بذلك مجرَّد مزاودة لا مكان لها لا سيَّما أنَّ أدباءَنا المحليين حرموا من أية جوائز أخرى ومن اهتمام العالم العربي بهم.

  ولكن هنالك شعراء وأدباء كبار ومبدعون وعمالقة قدموا لهذه الجائزة عدة مرات ولم يحصلوا عليها حتى الآن.. وقد منحت هذه الجائزة
لأشخاص بعيدين مليون سنة ضوئية عن الأدب والثقافة والإبداع، بل ومن الناحية العقلية والأخلاقية أيضا هم دون المستوى وفي الدرك الأسفل.. (حسب رأي وقول الكثيرين من الناس) ولأنَّ هؤلاء قريبون من السلطةِ أو لأنهم عملاء ومخبرون وأذناب وتوجد توصية عليهم من جهات سلطوية عليا أخذوا هذه الجائزة بسهولة - كما يُقالُ دائما -... وأما الإنسان النظيف والشريف والمبدع فيأخذ هذه الجائزة بعد جهد جهيد... ومن بين هؤلاء المبدعين الكبار أشخاص أخذوا الجائزة بعد أكثر من عشرين سنة وفي كل سنة يقدمون لها.. ما هو تعقيبك على هذا الموضوع؟؟

لهذا قلتُ لك: إنَّ الجائزة يجب أن تمنح بعدالة وبحرفيّة أدبيَّة أكبر وأن تكون هنالك لجنة تحكيم تملكُ المصداقَّية َ والكفاءات الأدبيَّة والثقافيَّة الكافية للحكم على النصوص المقدمة لهذه الجائزة.

  أسئلة شخصيَّة؟؟
البرج: الدلو

الأكلة المفضلة: الأكلات النباتيَّة.

الشراب المفضل: القهوة

*اللون المفضل: لا يستطيعُ الإنسانُ أن يفضِّلَ إصبعا على آخر، وكذلك الألوان بالنسبة لي ولكل منها بعده الخاص.

اليوم المفضل: الأحد.

العطر المفضل: عطر الكلمة المبدعة.

 هل تحبُّ: البحر، الطبيعة،الهدوء، الرحلات والنزهات؟؟

البحر هو صديقي الأبدي.

الطبيعة: هي الكتاب الذي لا أملُّ من قراءتهِ.

الهدوء: هو الذي يمنحني السكينة الروحيّة.

الرحلات والنزهات والسفر: جزء لا يتجزَّأ من حياة الشاعر والفنان.

 [ **ماذا تعني لكَ المرأة؟؟*

هي قُبلةٌ من قُبل الله على الأرض،وكائن يزيد من جمال هذا الكون.

 [ **ما ريُكَ في كلِّ من: الحب، الحياة، السعادة، الأمل؟؟*

الحبُّ أجملُ وأسمى شئ في الوجود.

الحياة: المعشوقة التي طالما عذبتني.

الأمل: مُبَرِّرُ وجودِنا في الحياة.

السعادة: هي شبح نقضي العمرَ في البحث عنهُ وهو يكمنُ في داخلنا.

 أكثر مكان تحبُّ أن تكون موجودا فيه دائما؟؟*

كلُّ مكان يوحي بإلهام والروح والجمال.

 [ ** ما هي مقاييسُ الجمال بالنسبة لك؟؟

دعني أقولُ:إنَّ الجمال هو قضيَّة ذوق وهو شيء نسبي، ولكنني أنظر دائما إلى الجمال الروحي.. والجمال الفكري فهو يغريني أكثر من الجسدي رغم أهميته.

  حكمتُكَ وفلسفتكَ في الحياة؟؟

فلسفتي من الحياة أن أعيشَ بدون فلسفة وبلا عقد فالحياة بالتالي هديَّة من الخالق يجب أن نستغلَّ كلَّ لحظة منها.

 طموحاتُكَ ومشاريعُكَ للمستقبل؟؟

الطموحاتُ كثيرة والمشاريع أكثر ولعلَّ الطموح الأدبي والشعري هو أهمها، ولديَّ أعمال كثيرة يجب أن أخرجها للنور.

 [ **كلمة أخيرة تحبُّ أن تقولها في نهاية اللقاء؟؟

أولا: أشكركَ يا أستاذ حاتم على هذا اللقاء الجميل والشائق وأدعو من خلال هذه المقابلة للعودةِ إلى الكتاب - الكلمة الأولى التي وردت في القرآن: (إقرأ).. فعلينا أن نغرسَ في عقول أجيالنا حبَّ القراءةِ كي لا تلعننا الأجيال.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى