الثلاثاء ١٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٦
رُؤى ثقافيّة «236»
بقلم عبد الله بن أحمد الفيفي

فينوس

(تراتيل رُومانيَّة مُعَرَّبَة )

بَرِيْدُكِ بَعْثٌ عَتِيْقٌ/
بَرِيْدُ السُّرَى إِذْ يَلُفُّ أَنـَايَ ووَقْـتِـيْ،
بَكَأْسِ الزَّمانِ المُعَـتَّقِ،
بِالوَرْدِ، والوَيْنِ(1)، والشَّمْعِ، والأُرْجُوَانْ.
وفِيْنُوْسُ في مَجْدِها تَحْضُنُ الكَوْنَ،
غَيْـمًا مِنَ النَّارِ يَحْبُو عَلَى صَدْرِ شِعْرِيْ
زَمَانًا، «مُلُوْسِيَّةُ»(2) الحُلْمِ تَصْحُو على ساعِدَيْهِ
ويَغْفُوْ الزَّمَانْ.
وفِيْنُوْسُ جَـبَّارَةُ الأُغْنِـيَـاتِ،
تَـجَـلِّـيْ جَنَاها جُنُوْنٌ حَنُوْنٌ،
وتِـمْثَالُها كُلُّ ما أُوْدِعَ الفَنُّ مِنَ رَغْوَةِ الفِتْنَةِ المُشْتَهَاةِ،
فَـتِهْ، يا أَوَانُ، هُنَاكَ..
وثُرْ هاهُنا يا صَهِيْلَ المَكَانْ!
أَ فِيْنُوْسُ، ما تَـفْعَلِيْنَ بِشَعْبِكِ؟
ما تَفْعَلِيْنْ؟
وما كانَ يَسْمُو بِلا كُلِّ هذا التَّعالِـيْ السَّماوِيِّ فِيكِ،
وما كانَ يَهْوَى بِلا كُلِّ هذا الفُتُوْنِ الفُنُوْنْ..
ولا كانَ غَنَّى بِلا ذا الكِيَانِ الكَمَانْ؟!
أَ رَبَّةَ عَرْشِ الأُنـُوْثَةِ،
هِرْمِسَةَ الحُسْنِ والصَّوْلَجـَانْ،
إِلَيْكِ تُصَلِّيْ المَرايَا الجَمِيْلَةُ،
عِشْقًا، وشِعْـرًا،
تُرتِّلُ وَرْدِيَ ما بَـيْنَ شَطَّيْكِ في كُلِّ آنْ!
فَرِفْقًا بِحُجَّاجِ (فِيْنَالِيَا رُوْسِتِيْكَا)،
أَقِـيْلِـيْ عِثَارَ المَطَايَا،
أَنِـيْلِـيْ القَوافِلَ نَارَ الحُبَاحِبِ في لَيْلِها السَّرْمَدِيِّ..
بَرِيْدُكِ بَعْثٌ جَديدٌ لفِيْـنِـيْقِ شَمْسِيْ
أَعِيْدِي بسِفْرِ الأساطيرِ أَمْسِيْ لِأَمْسِيْ
وعُوْدِي..
وليسَ (ابنُ صَفْوَانَ) في (الرَّسِّ) يَلْعَنُ أَلْوَانَ عُرْسِيْ
وأُمِّيْ المُريدِينَ في (فَاءِ) فَجْرِ النَّوافِلِ..
أُمِّيْ؛
فبَعْضُ الجَمَالِ فُسُوْقٌ،
وبَعْضُ الصَّلاةِ افْتِتَانُ افْتِتَانْ!

(1) الوَيْن في العربيَّة: العِنَب. وقد يُسمِّي العربُ العِنَب «الوَيْن»: خمرًا، وقيل هي لغة يمانيَّة. وفي المقابل فإنهم قد يُسمُّون الخمر: عِنَـبًا أو «وَيْنًا»؛ لأن أغلب الخمر كانت من العِنَب. وقيل لعلَّ منه الآية: «إني أراني أعصر خمرًا»، أي عِنَـبًا. (انظر: الجوهري، الصحاح؛ الأزهري، تهذيب اللغة؛ ابن منظور، لسان العرب، (وين)؛ الزبيدي، تاج العروس، (خمر)). ويتَّضح من هذا أن أصل (Wine) الكلمةُ العربيَّة (وَيْن).

(2) نسبةً إلى (جمهوريَّة مولوسيا (Republic of Molossia، غير المعترف بها، التي تأسَّست 1977. ولا تَعْدو منزلًا قرب (دايتون) في ولاية (نيفادا) بـ(الولايات المتَّحدة الأميركيَّة). عدد سكَّانها 27 نسمة. ومع ذلك، ربما أصبح لها من الشأن ما ليس لدولٍ عربيَّة! فمُعظم الكيانات من مستصغر الأحلام الواثقة الدَّؤوبة، وإنْ بدت مجنونة المنطلق.


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى