الأربعاء ٢٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٦
بقلم
أولئك الـمَرَدَة
المثقّف من حمل الحقيقة في وجه القوّة/ نعوم تشومسكي
"المثقّفون" مثل نساء الحاراتِيجتمعون فقط من أجل رواية الحكايات التّافهةْيؤلّـفون الإشاعاتْويحقدون على الجَمالْلا يناصرون المرأة والإنسانَ والحقّ في الرّأيِفقط، يتسلّقون جثث القتلى ويقتتلونْويقرأون اللّا شعورْويطفئون المصابيح اللّامعةَ الجديدةْ"المثقّفون" يحيون في غابة صنعوها بأيديهموصاروا ذئابهاكلّ شيءٍ ينهشونالوردةَ والقصيدةَشجْرةَ عيد الميلادوصوت فيروز الصّباحْرموا الشّمس بالبهتانِأسخطوا اللهَ في عليائه لأنّهم "كفرةْ"!ليسوا ملحدين فقطبل إنّهم "مَرَدَةْ""المثقّفون" مرض عضالْمزدحمون في المقهىلا يعرفون الحبّْولا طقوس شرب كأسٍ من نبيذْيشعلون حشائشاً على الطُّرقاتويكتبون بعقلِ قبائلٍ متوحّشةبفحمِ أمّيٍّ على سطر الغبارْلا يتقنون قواعد الإملاء والنّحو والصَّرفِأو بعضَ شيءٍ من مجازْفقط، كلّ ما يعرفون الصّرف الصّحيَّ و"المصرفْ"!"المثقّفون"فقراء هذا العصرِ احتلاليّون محتلّونيأكلون ما قد يعبدونْويشربون ما لا يعصرونويدخّنون بـ "الغليونْ"ويربّون الذُّباب في أصواتهمويطلقون أفواجا لتحتلّ الفضاء الدّاخليّمتقوقعون مثل "القوقعةْ"ويلطّخون السَّحاب بأبخرة الحطبْويُفْرِغون براءة الفجر الطُّفوليّ الوليدَ من الضّياءْويرسمون جنازة للصّبحْيعيدون اللّيالي إلى فُسَحِ النَّهارْ!"المثقّفون" لا يعرفون الشّياطينوليسوا صحبة للوحي أو ملائكة السّماءْغادروا الطّين البدائيَّ وصاروا عالما آخرْلا يشبهون اللهْيخلقون أنفسهم بعد كلّ عدمْعلى شكلٍ عدمْويخلّفون روائح طهيهم على أجسادهم في صخب المدينةِ الصّحفيّملائكة لا غيرَ في الشّاشاتِ أو كتب المطابع"المثقّفون" منزعجون منّي الآنسيطلقون كلاب كلامهم لتنبحني في المحافلِ كلّهاسيجترّون قصيدتي هذهْويقطعون أوصاليوينتقمونْيصفونني بالنّكرةْمع أنّهم لا يعرفون الفرق بين معرفةٍ لغويّة أو نكرةْ!سيطردونني من رحمة القصّاب نحو المجزرةْ!ويحتفلون بآخر ما تناقلته الصُّحف الصّفراء عن مرض عصابيٍّلأشلاء الثّقافةْ!أو…ربما لا يحفلون بي من باب البلادة الأدبيّة طبعاً!