الثلاثاء ١٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٧
رُؤى ثقافيّة «243»
بقلم عبد الله بن أحمد الفيفي

كُلُّ عامٍ وأنتِ طِفلةُ الشَّذَا!

ومَرَّ عامٌ..
مَرَّ عامْ..
كمِثْلِ طِفْلٍ شارِدٍ مِنَ الشَّذَا،
أَنْفاسُهُ دِفْءُ الجَنوبِ في شَمائلِ الشَّمالْ!
عُقْبَى لِأَلْفِ عامِنا مِنَ الغِلالْ!
ومَرَّ عامٌ أَوَّلٌ..
مِنَ الوِصالِ والنِّصالْ
بَيْنَ العَقِيْقِ والعَتِيْقِ
جَنَّـةٌ وجِنَّـةٌ مِنَ الجِدَالْ
ما بَيْنَ فُصْحَى أُمِّنا وبِنْتِها
غُلالَةٌ كَدَهْشَةِ الهَوَى السُّؤَالْ!
وطِفْلَتِيْ رَسُوْلَتِيْ،
يَذُوْبُ في لِسَانِها لِسَانُ أُمِّها،
إذا تَلِجُّ في نَشِيْدِها الوِهَادُ تُنْشِدُ الجِبَالْ
.. وكُلُّ حَرْفٍ يَمْنَحُ الجَنَى السِّلالْ
مِنَ الزُّهُورِ،
والكُرُومِ،
والغِناءِ،
والظِّلالْ!
عامٌ مَضَى،
والقَلْبُ هكذا مَضَى.. ولا يَزالْ
يُحاوِلُ النَّبْضَ المُحَالْ
يَرُومُ في «جَنْبِيَّةِ» الجَنوبِ فِضَّةَ الشَّمالْ
يَلُوكُ رَغْبَةً سَحِيْقَةً إلى التي..
التي...
لَوْ مُثِّلَتْ حَقِيْقَةً،
لانهارَ شاهِقٌ مِنَ المَجَازِ..
عالَمٌ مُحَلِّقٌ يَدُوْخُ مِنْ خَيَالْ!
لِأُخْتِ فِينُوسَ، وعَشْتارَ، وعَشْتَرُوتَ...
يا أُنْثى مِنَ الخِصْبِ الخُرافيِّ الذي
ما عادَ إلَّا لَفْتَةَ الرُّؤَى،
وقَبْضَةً مِنَ الأَحلامِ في رَصِيدِ (يُوسُفِ) الرِّمالْ!
حَبيبتي،
تَصُوغُ في دَمِيْ قصائدَ الحَـنِينْ
حَنينُها ما لا يُنالُ قَطْرُهُ،
ولا يُطالُ قُطْرُهُ،
ونَعْتُهُ ما لا يُقالْ!
أَبْكِيْ عَليها إذْ تَجُسُّ جُرْحَها الكَبيرَ،
مُذْ (محمَّدِ الصَّغيرِ)،
زَفْرَةً حَوَتْ (غرناطةً)،
وحاجةً تَلُفُّها بالوَجْدِ مَلَّهُ المَلالْ!
أَبْكِيْ عَليها أنَّها
ليستْ تَرَى بأنَّها...
وأنَّها..
وأنَّها..
مِنْ أُخرَياتِ سَيِّداتِ عالَمٍ مِنَ الجَلالْ!
وآهِ لَوْ عاشتْ حَبيبتي هُنا أَوانَها!
إذْ كانتِ النِّساءُ آلهاتِ مَعْبَدِ الرِّجالْ
وآهِ لَوْ تَقَلَّدَتْ مَجالَها،
فمَوْسَقَتْ حِجالَها،
في حِقْبَةٍ صَبِيَّةٍ مِنَ الجَمالْ!
حَبيبتي المَلِيْكَةُ التي تَسُوسُ شَعْبَها،
بِحَقِّ ما سَقَتْ،
وأَنْبَتَتْ بِنا مِنِ اِشْتِعالْ
وما تَناهَى في إِهابِها ضُحًى مِنْ عِطْرِ رَفَّةِ المِثالْ
وآهِ لَوْ..
وآهِ لَوْ..
وآهِ لَوْ..
...
... جَفَّتْ مَدامِعُ الجَوابِ في مَحاجِرِ السُّؤالْ!
حَبيبتي أنا..
تَشُقُّ دائمًا عَلَيَّ شُرْفَةَ المَدَى،
بلا مَدَى،
لِتَهْطِلَ الجَمالَ،
يَرْشُفُ الَّلآلْ
فَيَرْتَوِيْ مِنَ الأَساطيرِ التي...
لا تَحتَويها ذاكِراتُ الاحتمالْ!
...
ويُوْرِقُ المُحالُ،
في يَدِ الحَـنِيْنِ،
مِنْ حَرائقِ المُحالْ!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى