الاثنين ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠١٧
بقلم
أن ندّعي النسيان
ما أصعب أن نمارس النسيانأن ندّعي النسيانفالذكريات ندوبٌ في أيامنافي أحلامنافي ذنوب الليلعلى قارعة نهار الشوارعالذكريات إرثٌ قديمٌفي الجنونوفي عتمة التّمنيهل تمحو الأمطار خربشات الطباشير عن وجه الغد؟ويستيقظ الصبح بلا ضجيجٍبلا دموعٍ تنزف الورد والذكرياتتتدفق دنيانا كأنها بدأت للّتوبلا قيودٍبلا حدود ٍبلا موتٍ يقطع الطريق بوجه الصباحيستيقظ يوم الجمعة منتشياً بالصور الورديةيبلغ ذروته عند لقاء اللوز الراكض في البريةبين طيوب الأرض وبين نشيدٍ يصّاعد نحو سماءٍ حبلى بالغيموأتينا يا يوسف يوم الجمعةفاجمعنا إخوانادمك الحر صار حصاناوسيوف قبائلنا صارت أوثاناصرنا ودموع مآسينا تجمعناقطعان يتامىيا يوم الجنة والناريا سّر المعبدووضوء العبّاداجمعنا بشراً في بستان القلبألواناً وقطوفاشّيدت صروحي في البرية خيمةتناجيها ملائكة اللهتشق طريقاً صوب يمام الغيمةوتبوح خزامىوبروج الريح يعانقها سرب حمامٍحلماً منتشياً بمواعدهوالأزهار على قارعة الدرب صباياويوسف في يوم الجمعة صياد البهجةيا يوسف يا طعم المجدعانق قمصانك في أجنحة الحريةيأتي يوم الجمعةفضاءاتٍ للجمعةفهل توحدنا يا يوسف في عرس الغد؟أتينا بسماءٍ أقرببوعودٍ تتنزل أمناً وسلامامطراً ونبيذافاشملنا يا رب برحمتك الأزليةوأجعلنا نجماتك في ليل الجمعةمن قبل ومن بعد.الخبز عصي الرؤية ممنوعٌ كسبهوعصافير منازلنا جوعىوعصابات المال الأسودتشرب دم الفقراءأنخاب مجونٍوالفقراء على أرصفة الجوع منازلهموعلى قارعة الدرب مآذنهمدنيا أو آخرةٍ موعودة!الخبز صار حلماً يراود الأطفالأيها الجياعأصحاب الأمر لاهون بكازينو المالينفقون أوقاتهم في الحربفي ميدان الإرهاب الفكريّوأطفال المخيم أصبحوا وجبةً صباحية للاستثمارتستبيحهم أوكار الخيانة!نقابات العمال شموعها بالأحمرما عادت تستر عورتهاونحن نفتش عن خبزٍعن عملٍ يحملنامن يسمع صرخات الفقراء؟!يا خبز الفقراء المعجون بدمنايا وجع الغربةفلتنتفض الأضلاع الحالمة برغيف واحد قبل لحظة الإيابولتصرخ في وجه العالمفي وجه المال الوحشي!