الاثنين ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠١٧
بقلم
انتظارٌ عَلى صَفيحٍ ساخِن
يا وَجَعَ القَلْبِفِلِسْطينُ عَلى البالِ،وَأنْتَ غَريبٌ،هَلْ يُمْكِنُ أنْ يَنْسى الجِذْرُ الأرْضَ/وَهَلْ يُمْكِنُ أنْ تَنْسى الأرْضُ المِحْراثَ/وَهَلْ يُمْكِنُ أنْ يَنْسى المِحْراثُ الساعِدَ/هَلْ يُمْكِنُ أنْ تَنْسى......؟هَلْ يُمْكِنُ...............؟وَتَعَوَّدْتَ الحُبَّ،تَحِنُّ،وَتَبْحَثُ عَنْ مَوْعِدِ لُقْياباب العامودِ تَعَوَّدَ أنْ يَنْفَتِحَ،ـ وَلكِنْ هَدَموا البابَ غُزاةُ العَصْرِـ تَعالَ، سَنَبْنيهِ،قَصيرٌ عُمِرُ الغَزْوِ،وَرَحْمُ فِلِسْطينَيُقاوِمُ أنْيُنْجِبَ مِنْ غَيْرِ الحُبِّ،ـ قُلْتُ فِلِسْطينَ تُحِبُّ،ـ ألَسْتَ تُحبُّ..؟ـ وَتَفي في الحُبِّ،ـ ألَسْتَ تَفي..؟ـ لكنَّ الغُرْبَةَ تُهْلِكُ في النَفْسِ الرَغْبَةَ،ماذا أفْعَلُ؟عَلَّمَني الزَمَنُ الهَجْرَ،وَعَلَّمَني التِرْحالَ،أنا نَفْسٌ عَذَّبَها البُعْدُ،وَعَذَّبَها القَهْرُ،وَعَذَّبَها أنَّ فِلِسْطينَ ..ـ فِلِسْطينُ مُعَذَّبَةٌ أيْضاً..عَذَّبَها الغَزْوُ،وَمَزَّقَها الخِزْيُ العَرَبيُّ!طَويلاً كانَ الحُلْمُ،جَميلاً كانَ..كَئيباً صارَ الحُلْمُ،وَعَذَّبَها..عَذَّبَها...والثَوْرَةُ مِنْ رَحِمِ المَسْلوبينَ،عَلى حَدِّ سِلاحٍ،خَرَجَتْ للشارِعِ..تَتَقَنَّصُ دودَ هَزيمَةِ حُكّامِ العَرَبِوَتَسْتَنْفِرُ جَيْشَ الفُقَراءِ المَخْدوعينَ، المَخْذولينَ،وَكأنَتْ أَمَلاً.. أَمَلايَتَجَوَّلُ فَوْقَ الخارِطَةِ العَرَبِيَّةِبالزِيِّ الخاكِيِّ الأرْقَطِ..وَعَلانِيَةً،يَتَزَنَّرُ بِرَصاصٍ وَقَنابِلَ زَمَنِيَّةلكِنَّ القَهْرَ العَرَبِيَّ،تَصَيَّدَهُ،في ساحاتِ عَواصِمِنا العَرَبِيَّة!تَعالَ،عَذابُكَ لَيْسَ وَحيداً،القُدْسُ عَلى مِشْرَحَةِ الغَزْوِ سَبِيّةوَأريحا يُذْبَحُ فيها التاريخُ،وَغَزَّةُ عَسْكَرَ فيها القَتْلُ،وَصارَ الخُبْزَ اليَوْمِيَّ،وَنابُلْسُ مُحاصَرَةٌ،وَمُلاحَقَةٌ في حاراتِ الفَقْرِ،وَفي زَيْتِ الزَيْتونِ،وَأسْماءِ الشُهَداءِ،وَرامَ اللهُ تُجَنْدَلُ تَحْتَ جَنازيرِ الدَبّاباتِ،وَتُعَلَّقُ روحُ خَليلُ الرحْمانِ عَلى سِنْجَة !ـ لكِنْ تَطْلُعُ كُلَّ صَباحٍ،مِنْ حَلْقِ غُزاةِ العَصْرِ كَمِخْرَزْ !تعال، فهل تسمع؟هل يمكن أن ينسى الجذر الأرضَ،وأن تنسى الأرضُ المحراثَ،وأن ينسى المحراثُ السّاعدَ؟هل يمكن أن تنسى...؟هل يمكن أن....؟هل يمكن...؟هل...؟...........هل يمكن أن تنسى؟أم هل تذكُرُ كم نادتكَمن الأعماقِولم تسمع؟هذي النّاصرةُ،وهذي عكّا،هذي صَفدٌ،هذي حيفا،والبحرة (طبريَّةُ)، هل تذكُرُ؟هذي يافا،والرملَةُ،واللدُّ،وبير السّبع،وهذي المجدَلُ،من يَذكُرُ؟لَكَم انتظَرَت، آهعلى جمر القهرجواباً عربيّا؟لكن ظلّت تنتظرُولم تيأسحتّى بعدَ مرور سنيِّ العُمروغطّى الشيبُ الفودَينعلى الجَنبينوقالت لا بأسَولم تحن الرأسَوظلّت تنتظرُولا تنكسرُجواباً عربيّا(!!)ورسائلُها المكتوبَةُ بالدمّوبالألَم،حفظتها أسماكُ البَحْر،وأجنحَةُ الطَّيْر،وأعشابُ البرّ،ولم تستبدل منهاحَرْفاً عربيّايَنْطقُ بالعَيْنوبالرّاء،وبالباء،جميع الأسْماء،في السرّاء،والضرّاء،وظلّت ..."رُغمَ" الصبْر المُعْجز في عينيهاتنتظرُ جواباً عَرَبيّالا يَأتي،أو يأتي،في طيّ سحابةتُبْطئ خوفاً، أو تمضيكي تُمْطرَ في غيْر الأرْضرَذاذاًلا يُغني منْ جوع،أو يُنْقذُ مَيْتاً منْ ظَمَأ،أو حَيّاً يسْعى منْ قَهْرٍ،هَلْ تَنْسى؟مَنْ يُمْكِنُهُ.. أنْ يَنْسى؟