الاثنين ٢٠ شباط (فبراير) ٢٠١٧
بقلم
حديثُ الأمّةِ السّكرى
تنامُ الأرض خَجلى مُذْ تَمَلّكَها الأُلى جَهِلوا تَضاريسَ النّدى والصّهدْومُذ باتَت وجوهُ شبابِنا تَأبى بِأن تَبدو بلونِ الطّينومُذ خطواتِنا شَحَّت..ولم يثبُت لنا أثَرٌ على حَصباءِ واديهاوقد بِتنا كَمِلحِ الجرحِ عُنوانَ الشّقا فيها.ويَملأُ أفقَنا صَمتٌ يظلُّ يَلوبُ وهوَ كَظيموتُنكِرُنا مَواقِفُنا كجلادٍ ينالُ مُرادَهُ منّا..ويَمضي مُغمَضَ العَينين.بلونِ الآهِ للعالميروحُ ضميرُنا الأبكمنريدُ لحالِنا الأسلَمْفهل نرضى؟وهل نَسلَمْ؟نظلُّ على المدى خيمَةْبظَنِّ العالمِ الأعجَممتى نَصحو؟متى نَفهَم؟أتمطِرُنا السّما بَرَدًا بلونِ الصّمتِ والعَجَزِ؟أيَنبُتُ في ملامِحِنا وفي أصلابِنا أثَرٌ بطَعمِ الطّعنِ والغَمزِ..لكي نفهَم؟وهل نَفهَم؟بأنّ الخيرَ لا يدنو من الغافي، ولا يَأتيه..وأنَّ الصّمتَ حينَ يَدُقُّ ناقوسُ الرّدى خَبَلُوأنّ مصيرَ مَن تَبِعوا الهَوى للتّيهوأنّ الشَّعبَ إذ يقتادُهُ وَجِلُفكلُ سَحابَةٍ في الدّربِ قد تُثنيهِ، أو تُرديه..وأن نتمَلَّقَ الطّاغوت..ونُعطي العهدَ مَن ظَلَموا ومَن بَطَشوا..فذلك من سقوطِ النّفسِ نحوَ هوانِها الأبديوإلباسُ الكيانِ الهَشِّ لونَ سَذاجَةِ القَصدِ..فيا عُذرِيَّةَ الألوانِ من فِكرٍ وأعذارِ...فهل أحلامُكِ الصّفرا تُفيدُ بواقِعي الضّاري؟وهل رَقصٌ على حَبلٍ لقلبِ الهولِ يمتَدُّ...سوى مَهوى غُبارِ النّشوَةِ الحمراءِ نحوَ سريرِ غُربَتِهِ؟إلامَ مضى بنا العبَثُ؟وهذا صَبرُنا المُسوَدُّ فوقَ صحائِفِ الأوهامِ يندَلِقُويسرِقُنا السّدى مِن ظِلِّ أيامٍ ذَوَت في غِبِّ سَكرَتِناونحنُ نسيرُ من خَلفٍ إلى خَلْفٍ...وذاكِرَةُ المَدارِ بِوَعيِنا تَبهَت.ويبحَثُ في مواقَفِنا ضميرُ الصَوتِ عَن عُمرِهيخَربِشُنا على جُدرانِ غَفلَتِنا بأقلامِ السُّدى شَرخٌ...ويزدادُ الصّدى عُهرُ!ومازالَ الجوابُ دماءَ أيامي على أجداثِ ذاتِ العُذرِ تَنسَكِبُونحضُنُ عُذرَنا الأسوَديصيرُ سرابَ أمنِيَةٍ يغازِلُها...أسيرُ هَوانِنا القسريّ..قتيلُ حوارِنا القَهريّ..نزيفُ سلامِنا العُهرِيّ...فقم نتلوا حديثَ الأمّةِ السّكرىتحاوِرُ بالمراثي بَطشَ غازيهاتعانِقً في الأماسي طيفَ نَكبِتهاوتتبَعُ في الضُّحى إملاءَ فاشيهاوتُمضي صُبحَها في دَفنِ فاديهاويُردي عَصرَها استجداءَ واليهاوباسمِ مَحَبَّةِ الوَطَنِيحارِبُ بعضَها بعضاوباسمِ الشّعبِ تنقلِبُعلى ما اختارَهَ الشَّعبُوكلّ حَصادِهِم مَرَضٌيزيدُ قلوبَهُم مَرَضاألا فاصغوا لنبضِ الطّينِ يا صَلصالَهُ القاسيوهمسِ ترابِيَ المحتاجِ وجداني وإحساسييعودُ كيانُنا حيًا إذا تَفديهِ أنفاسي..ويعلو شانُنا حقًا بحبِّ النّاسِ للنّاسِ..