الثلاثاء ١٤ آذار (مارس) ٢٠١٧
بقلم وديع العبيدي

رواية جديدة لوديع العبيدي

تنقسم حياة الانسان الى طفولة ومراهقة وبلوغ، هذا ما تعارفت عليه الثقافة العامة. في هذه المراحل تقترن التحولات الجسمية والنفسية والفكرية بشكل منسجم ومتوازن. ولكن مشاعر الانسان وافكاره لا تبقى بنفس الوتيرة، وانما تتعرض لتحولات وانقلابات صعودا وهبوطا، سيما مع التقدم في السن. وقد تعورف الاصطلاح على تلك المتغيرات المتقدمة بأزمة منتصف العمر.
في هذه المرحلة يقوم الذهن بمراجعة عامة لحياته الماضية، ويعيد امتحان واختبار المفاهيم الاساسية التي تقوم عليها حياة المرء وتستمد منها معناها. وفي العرف العام، كان ثمة ظاهرتان رئيستان ترافقان ازمة منتصف العمر: ظاهرة الميل للتدين وتراجع الاهتمام بالامور الدنيوية، ولدى البعض، ظاهرة الزواج الثاني والبحث عن شريك عمر جديد.

في روايته الجديدة (كركجورد العراقي) يتناول المؤلف وديع العبيدي انعكاسات تلك الازمة، واعراضها النفسية والفكرية والاجتماعية، بكل ما يكتنفها من اسئلة ومواقف وجودية واجتماعية. والبطل في رواية العبيدي يعيش ظروفا غير طبيعية في نهاية القرن العشرين.
انه يعيش انكساره وهزيمته الشخصية، انهكته الخسائر واجهده التفكير الذي لم يخلف له غير الخذلان. وعندما قرر الاستسلام لامواج الحياة والتسليم للطبيعة من غير احكام مسبقة، وجد نفسه على ضفاف تجربة عاطفية غير منتظرة. هذه التجربة الجديدة وضعته في خضم صراع نفسي وفكري مع نفسه ومع الحبيب الطارئ.

وقد وجد لتداخل خيوط تلك التجربة واسئلتها مع تجربة المفكر الدنماركي سرن كيركجورد الدينية والعاطفية، مناسبة للمعالجة الوجودية الحاضرة –غالبا- في كتابات العبيدي، ومبررا لاستعارة اسمه عنوانا لروايته الجديدة.

وقد صدرت رواية (كركجورد العراقي) لوديع العبيدي اوائل هذا العام في القاهرة، عن دار حروف منثورة للنشر الالكتروني، ويمكن الاطلاع على الرواية على الرابط..

http://herufmansoura2011.wixsite.com/ebook/single-post/2017/02/

وقد جاء في وصف الدار للرواية: رواية كركجورد العراقي لوديع العبيدي..!.. صدر عن دار حروف منثورة للنشر الإلكترونى. يقع العمل فى 170 صفحة و يدور حول العلاقة بين إمرأة و رجل. هى تعتبر الكلب و السرير أهم شىء لديها و هو يعتبر الكتاب و التجوال أمرا لا يتخلى عنه و مع راديكالية الأثنين فى موقفيهما تنبت علاقة ذهنية استثنائية. والرواية من جانب آخر تتناول حالة نفسية عاطفية معينة تعارف عليها علم النفس بالمراهقة المتأخرة حيث يخرج المرء من تعب الحياة و هزائم الأيام على عكازة المرض و العزلة ممنيا نفسه بدفء عاطفى و اجتماعى يبرر له اشكالية الوجود.

وقد سبق للكاتب اصدار رواية (سنكسارا) عن نفس الدار العام الماضي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى