الخميس ٢٧ نيسان (أبريل) ٢٠١٧
بقلم ناهض زقوت

دلالات السجن الاسرائيلي في الرواية الفلسطينية

يغطي المعتقل والتعذيب مساحات واسعة في الرواية الفلسطينية، لأن معظم الكتاب والأدباء قد دخلوا السجن مرة على الأقل لنتاجهم الأدبي أو لنشاطهم السياسي، وفي الحالتين كانت تجربة السجن من العوامل المؤثرة في نتاجهم بصورة ما، وتميز التعبير عن هذه التجربة بالصدق والمعاناة الحقيقية والبساطة في التناول، موضحة الصمود أمام المحققين ورفض المساومة على الشرف الوطني ورفض الظلم الاجتماعي والقومي والعنصرية، مؤكدة على الالتزام بقضايا الجماهير والوطن.

وقد أفرزت السجون العديد من الكتاب والأدباء، فسجون الصهاينة تنتشر من شمال الوطن إلى جنوبه، وعدد من فيها من الفلسطينيين لا يقل عن بضعة آلاف في أي وقت، وقد حول السجناء هذه السجون إلى مدارس حقيقية للنضال والثورة من خلال الاحتكاك المباشر والتعامل اليومي مع سجانين عنصريين، وبالقراءة والاطلاع كان من الطبيعي أن تخلق هذه التجربة عدداً من الكتاب يعبرون عما يدور بمخيلتهم أو يسجلون واقعهم.. وتزيدهم الممارسة خبرة أكثر، ويدفعهم الإصرار وكثرة القراءة على الإجادة.

وقد تناولت بعض الروايات بصورة تسجيلية سجون الاحتلال وأساليبه وممارساته في معاملة السجناء، وهي تشكل في حد ذاتها وثيقة إدانة لكل هذا الكيان العنصري، وما يدعيه من حب للسلام أو الديمقراطية أو أية دعاوي زائفة أخرى. وغالبية الروايات تناولت ظاهرة السجن والاعتقال ضمن سياق الأحداث الروائية.

وفي العرف القمعي الإسرائيلي يعد كل نشاط وطني أو قومي تحريضاً وخطراً على أمن الدولة، ومن الأشكال أو الأمور التي توجب الاعتقال في رؤية إسرائيل: نقابيون يساعدون في تعريف العمال بحقوقهم أو يطالبون بتحسين ظروف العمل، أعضاء في اتحادات الطلبة قاموا بتنظيم حلقات دراسية عن تاريخ فلسطين أو ثقافتها، أو ندوات سياسية تندد بسياسة الاحتلال الجائرة، وعاملون في مجال الصحة أقاموا عيادات متنقلة في مخيمات اللاجئين لرعايتهم وعلاجهم، والقيام بالعمل التطوعي المحلي مثل تنظيف الشوارع وقطف الزيتون ومساعدة الفلاحين في أرضهم، تنظيم الندوات والمظاهرات السلمية احتفالاً بالمناسبات الوطنية والقومية والدينية، أو تنظيم الإضرابات السلمية احتجاجاً على سياسة إسرائيل في الأراضي المحتلة.

يخضع المعتقلون الفلسطينيون طوال فترة احتجازهم لشتى صنوف التعذيب والإهانة والإجراءات التعسفية الظالمة التي لم تكن إلا في السجون النازية والفاشية، فمنذ الأيام الأولى للاحتلال شرعت السلطات الإسرائيلية في افتتاح مراكز اعتقال وإنشاء سجون جديدة أو تحويل المدارس والمستشفيات إلى سجون أو مراكز للجيش، مثلاً معتقل جنيد في نابلس، كان في السابق مستشفى جنيد العسكري. وضمت الأراضي العربية المحتلة حوالي واحد وعشرين معتقلاً موزعة على كافة المدن الفلسطينية، ومنها ما يوجد في الأراضي المحتلة عام 1948 مثل: مجدو، نفحة، بئر السبع، وقد دخلها أكثر من نصف مليون فلسطيني منذ عام 1967 حتى اليوم، ومنهم من تحرر، وهناك من ينتظر، وفي هذه السجون يحرم المعتقل من كافة متطلبات الحياة: الملبس، مراتب النوم، الأغطية، الأدوية، الصحف والمجلات والكتب.. وغيرها، وكل هذا بهدف تحطيم الإرادة الثورية والوطنية لدى المعتقل الفلسطيني، ولكن الإرادة الصلبة المتمرسة على النضال والمقاومة لا تلين ولا تفتر، بل كلما زاد تحدى الاحتلال زاد عناد المناضل الأسير قوة وعزيمة.

ويمارس في تلك السجون على المعتقل سواء أكان رجلاً أو امرأة أو طفل، ما لم تشهد مثله أعتى المعتقلات رهبة وإرهاباً، فالتعذيب (حدث ولا حرج) فهو لا ينبثق إلا عن عقلية سادية عنصرية، والمحقق أو الجلاد يتلذذ بالتعذيب.

ويمثل الاعتقال الذي تمارسه سلطات الاحتلال في الأراضي العربية المحتلة، انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين والأعراف الدولية، ويعبر عن سادية الحكم الإسرائيلي الذي يطبق على المعتقلين الفلسطينيين قوانين الطوارئ البريطانية، ويقوم بانتقاء القوانين التي تتوافق مع سياسته العنصرية الفاشية، و يعدلها أو يضيف إليها حسب ما تقتضيه أدواته القمعية.
مداهمة البيوت:

كان من أولى الأدوات القمعية التي مارستها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، الاعتقال وزج المناضلين في غياهب السجون، ومن البديهي أن يفضي الاعتقال إلى ألوان أخرى من القمع، لذلك فإن ممارسات الاعتقال والتعذيب والسجن تبدو متداخلة إلى الحد الذي يصعب فيه التنبؤ أيهما يجئ أولاً، وإن كانت كل ممارسة تقود إلى غيرها باستمرار، حيث يسبق دائماً عملية الاعتقال مداهمة المنزل وتفتيشه بصورة استفزازية – إرهابية، يحطم خلالها جنود الاحتلال كل ما يجدوه أمامهم من أثاث وأواني وكراسي .. ويقلبون البيت رأساً على عقب، ويمزقون المراتب والوسائد، ويعتدون بالضرب على جميع أفراد المنزل نساء وأطفالاً وشيوخاً، ويطلقون الرصاص في كل مكان للإرهاب وزرع الخوف في نفوس أفراد المنزل أثناء اعتقال ابنهم.

ويؤكد عبد الله تايه في (العربة والليل) على هذه الممارسة العنصرية، قائلاً: "دفعات كثيفة من الطلقات فاجأتني، تخشبت في مكاني، الطلقات تزداد كثافة في الزقاق أمام بيتنا، ما الذي يحدث في الخارج؟ … الطلقات تحطم القرميد فوق رؤوسنا، ينهزم القرميد ويتساقط، طرقات عنيفة على الباب الخارجي، ظل الباب يئن تحت وقع الضربات والأقدام الثقيلة حتى ارتمى، وأضيء فنار الدار بأنوار كاشفة، وهدير عربات تتحرك في الخارج، ضجيج، أصوات أقدام، نداءات، عنف، اهتزاز، تمزق، ضرب، ركل، لعنات، صراخ، أسئلة، أجوبة … وأوجعوني، لم يرحموني.. فتشوا الحقائب، والصرر، ومخدات النوم، والحطب، وصندوق القمامة، وصندوق ملابس الأطفال.. لم يجدوا شيئاً".

الدافع الأمني:

وتحاول السلطات العسكرية الإسرائيلية دائماً أن تضع الدافع الأمني كمبرر لسياستها العنصرية القمعية، حتى أصبح هذا الدافع من أكثر المصطلحات تداولاً في الأراضي المحتلة لأنه يطلق يدها في ممارسة كل وسائل الإرهاب والقمع، ويؤكد نيتها المسبقة في أفعالها تحقيقاً لأهدافها في ترويض العرب أو ترحليهم.

يشير إميل حبيبي في (أخطية) إلى ملاحقة هذا الدافع لكل عربي حتى "يظن الظنون بنفسه" أن يكونوا يعتبرونه بما في دخيلة نفسه "مخرباً" أو أن يكون ما يشعر به من قهر مدعاة إلى اعتباره "مخربا" أو مرشحا لأن يكون "مخربا". أما "الدوافع الأمنية فإنه يقف أمامها من حيث جهله المطبق بها وبحدودها، ومتى تفيض ومتى تنحسر، موقف الاعتراف بالجريمة أو موقف "عروس النيل" في الأدبيات الفرعونية حيث الاستسلام التام لهذا الإيمان، والموت الزؤام المبرر من قبل الضحية أيضا، إذ لا تتصور إمكانية الكفر والإلحاد بالنيل، وبأمن إسرائيل، ومن هنا على ما رأى جاءت الشتيمة المصرية العذبة "جاتك نيله" التي أرى أن نترجمها إلى العربية الفلسطينية – الإسرائيلية "جاتك دافعة أمنية".

ثقافة القمع:

إن المجتمع الإسرائيلي ليس بحاجة إلى الإحساس بوجود فعل نضالي فلسطيني حتى يتحفز للقمع والإرهاب، لأنه معبأ ثقافياً وسياسياً ضد الوجود العربي، فقد كرس الكثير من الكتاب اليهود جلَّ كتاباتهم في سبيل خدمة الحركة الصهيونية وتحقيق أهدافها، لذلك تعمدوا التشويه والإساءة إلى العربي والشخصية العربية في كتاباتهم المختلفة، كما لعب التعليم الإسرائيلي دوراً كبيراً في تغذية شعور العداء لدى اليهودي ضد العربي.

والمناهج التعليمية الإسرائيلية تطفح بكل ما هو سلبي ضد الشخصية العربية، ففي دراسة هامة كتبها البروفيسور "أدير كوهين" حول علاقة تلاميذ المدرسة الابتدائية اليهودية ونظرتهم للعربي وذلك من خلال تأثير أدب الأطفال على هذه النظرة، يقول: "إن مستوى الخوف من العربي في أوساطهم كبير للغاية، فقد وصف 75% من التلاميذ العربي على شكل شخص مختطف للأطفال، وقاتل، ومخرب، ومجرم. لقد كان وصف العربي متشابهاً في الأسئلة الموجهة إلى التلاميذ ومتفقاً تماماً مع الوصف الذي اعتادت كتب الأطفال على وصفة للعربي، وقال 80% من التلاميذ أن العربي شخص يعيش في الصحراء ويرتدي الكوفية، ويرعى الأغنام، وله وجه مخيف وقذر، وله ندوب في وجهه". تلك هي الثقافة التي يوجهون بها صناع العنصرية والإرهاب في حكومة إسرائيل عقلية الطفولة اليهودية، إذ يرسمون صورة دونية – وحشية للعربي ليسهل تشكيل هذه العقلية وتوجيهها نحو القضاء على العربي مستقبلاً.

لهذا لا يكون غريباً أن تكون مظاهر القمع والعنف هي أول ما يستقبل "أسامة الكرمي" في رواية (الصبار) وهو يدخل الضفة الغربية المحتلة عائداً عن طريق الجسر، عندما ركب السيارة ذاهباً إلى نابلس، سمع من أحد الركاب قصة ابنه الذي "عذبوه في كل شبر من جسمه حتى في تلك المنطقة، أطلقوا عليه كلباً مزق أعضاءه، قد يصبح عاقراً (كما جاء على لسان والده العجوز). ولكن "إسماعيل" في رواية (إسماعيل) أصبح عقيماً نتيجة التعذيب السادي الذي مارسوه السجانون الصهاينة عليه أثناء اعتقاله، وهو بخلاف التعذيب الوحشي الذي تلقاه على أيدي جنود الاحتلال لحظة اعتقاله، يقول: "… شنقوا ذكورتي، كانوا يركبون عليَ كالحمار، يأخذونني من الزنزانة عارياً في عز البرد أو الحر، ويأمرونني بالمشي على أربعة .. لم يسلم موضع في بدني من ضرباتهم وأعقاب سجائرهم".

المعتقل والتعذيب:

إذا كانت الرواية الفلسطينية قدمت حالات الاعتقال وموجباتها، فقد عرضت أيضاً للسجن والتعذيب وأشياء أخرى مرتبطة بمكان الاعتقال. ففي الرواية التسجيلية (زنزانة رقم 7) يقدم المعتقل السابق "فاضل يونس" وصفاً دقيقاً لما يحدث في السجون الإسرائيلية، وما تحمله من تعذيب وإهانة وإذلال يفوق التعذيب النازي للبشر، فيذكر الراوي/ المؤلف كيف تتم عملية نقل المعتقلين من سجن إلى آخر وما تحمله هذه العملية من تعذيب ووحشية وقسوة، يقول:

طرقت مسامعنا صلصلة الأغلال، فخيم الصمت على زنزانتنا ووقفنا ننظر إلى الباب الحديدي مترقبين، وبعد لحظات طويلة ثقيلة، اصطدم المفتاح بالقفل الحديدي، وصر الباب صريراً مزعجاً وانفتح على باحة الزنزانة .. ليظهر ثلة من جنود حرس الحدود يحملون الأغلال الثقيلة بأيديهم، يرمقوننا بنظرات غير ودية، وكان يتقدمهم شاويش طويل القامة، عابس الوجه، فقال بحدة: هيا .. تعال، فحمل "عبد الله" أمتعته وغادر الزنزانة، فأشار إليه أحد الجنود بيده ليقترب منه ثم وضع يده في الحديد، ووقف منتظراً حتى وصل إليه "عدنان" ليضع يده في الطرف الآخر للقيد ثم قيد قدميهما معاً، وجاء دوري .. جذبني أحد الجنود من ذراعي فوضعت أمتعتي على الأرض وأعطيته يدي اليسرى ليطبق عليها طوق الحديد البارد، وأخذ يد "موسى" وقيده معي، ثم أخذ قيداً ثقيلاً للأرجل عن الأرض وقيدني به أولاً .. ثم موسى .. وانتظرت أن يحرك موسى قدمه اليمنى لأماشيه بقدمي اليسرى، وسرنا ببطء كي لا يؤذي القيد أحدنا، ووقفنا أمام الباب الحديدي الضخم والجنود يحيطون بنا من كل جانب.

ويوضح في مكان آخر من الرواية مدى الظلم والإهانة التي يلقاها المعتقل لمجرد أنه لم يقل للسجان "يا سيدي"، يقول: "ويلطمني صفعة مدوية لا أدري لأي سبب، أضع يدي على خدي الملتهب وأنظر في عيني الصهيوني الحاقد لتلتقي نظرتي المتسائلة بابتسامته المسمومة، فيعاود السؤال عن اسمي، فأجيب نفس الإجابة السابقة بوضوح أكثر خشية أن يكون قد سمع خطأ ما أساء إليه، لكن الصفعة تلهب خدي من جديد، فيحتقن وجهي من الغيظ وتزداد دقات قلبي عنفاً وأقع في حيرة لا أدري كيف أخرج منها، وتكررت العملية حتى لم أعد أحتمل، ولا أدري سبباً لذلك إلا أنه يريد أن يتلذذ بضربي .. وأخيراً قال: قل سيدي يا حمار، فقلت بسرعة: عادل يونس يا سيدي".

إن تعذيب الفلسطينيين ليس بالضرورة أن يكون فقط في المعتقل، إنما التعذيب يبدأ منذ لحظة الاعتقال، وأحياناً كثيرة أثناء وجود الشخص في منزله بين أفراد أسرته، ويتواصل داخل العربات العسكرية. ويصف فاروق وادي في رواية (الطريق إلى البحر) رحلة الاعتقال القاسية وما يصاحبها من ألم وتعذيب وعذاب، وذلك على لسان الراوي الذي خاض التجربة، يقول: "جاءونا عند الفجر واقتادونا واحداً واحداً صبيحة اليوم التالي للمظاهرة، جاءوا رجالاً غلاظاً بألبسة مدنية ألقت بهم سيارات الجيب، فاقتحموا الصبح الساكت في المخيم، اقتحموا البيوت والغفلة اللذيذة للنوم في العيون، تسحبني قبضاتهم من تحت اللحاف ودفء الحلم والفراش وماء البحر الممتد، وتمتد براثنهم إلى قلبي الذي كان يخفق وعصافير الفجر تخفق أجنحتها عبثاً، كنا نتحصن بآبائنا وأمهاتنا الباكيات والأخوة الصغار يتشبثون بنا بأصابعهم الصمغية وصرخاتهم وملح الدمع عبثاً، فانتزعونا منهم بفظاظة، وألقوا بنا في مؤخرات سيارات الجيب حيث تتكدس الأجساد والوجوه تتداول الرعشات الهاذية".

تخيم أجواء السجن والتعذيب اللذين يتعرض لهما الفلسطيني تحت الاحتلال على كل شيء، حتى أصبحا جزءاً من نسيج الشخصية الفلسطينية ويسير جنباً إلى جنب مع حياته اليومية. فنجد من بداية (الصبار) حتى نهاية (عباد الشمس) الشخصيات التي تدخل السجن كثيرة، فـ"صالح" يبقى في السجن لأسباب أمنية من البداية حتى النهاية، ويصبح الشخصية المركزية للمعتقلين، إذ يستقبل الداخلين ويودع الخارجين، وهو ما زال ينتظر الأمل … كما تسجن شقيقته "لينا"، و"العامل زهدي" عندما يثور لكرامته في وجه إهانة وجهها له زميله اليهودي في العمل "شلومو"، كما يسجن "باسل" ويخرج، ثم يسجن مرة أخرى بعد اكتشاف علاقاته التنظيمية واكتشاف صناديق السلاح التي أخفاها في بيت العائلة الذي يهدم على أثر ذلك، وعلى أثرها يتم اعتقال "عادل، ونوار" ويتم التحقيق معهما ليومين متتاليين.

وفي رواية (زنزانة رقم7) صورة سوداوية للتعذيب من البداية حتى النهاية، وكذلك رواية (تحت السياط) تعد سجلاً حافلاً بصور التعذيب، ونستطيع القول أن معظم الروايات الفلسطينية التي صدرت عن أدب المعتقلات قد تناولت قضية الاعتقال والتعذيب في السجون الإسرائيلية بصورة كبيرة.

وصف زنازين الاعتقال:

وإذا كان هذا السجن وهذا الاعتقال، فكيف تكون أماكن الاعتقال، وما يقدم للمعتقلين من طعام؟. وقد قدمت الرواية الفلسطينية وصفاً لزنازين الاعتقال لا يخرج عن وصف "حظيرة حيوانات"، ففي (زنزانة رقم 7) وصفاً واقعياً لها بحكم خوض التجربة والانغماس في تداعياتها، يقول الراوي: "فدلفنا إلى زنزانة مساحتها أربعة أمتار في ثلاثة أمتار، نافذتان صغيرتان جداً في أعلى الجدار المقابل للباب، ثم نافذة أصغر مساحة فوق الباب بالضبط، وفتحة صغيرة تتوسط الباب الحديدي … لا تفتح إلا عندما يريد السجان أن يتفقد من في داخل الزنزانة، كما شاهدت ثلاثة "جرادل" الكبير منها مخصص للماء، والآخران الصغيران أحدهما للبول والآخر للنفايات".

ويشرح فاضل يونس عن الفسحة التي يأخذها المعتقلون، فيقول: "يخرج المعتقلون من الزنازين كل يوم لمدة ربع ساعة أو نصف ساعة، ليروا الشمس ويتنزهون في ساحة السجن التي تبلغ مساحتها مائة متر مربع تقريباً، تحيط بها أسوار عالية من ثلاث جهات، ورغم صغر مساحتها إلا أن المساجين يدبرون أنفسهم، بعضهم يجلس وبعضهم الآخر يمشي بالتناوب. ولا ينسى أن يعطي رقماً لمساحة غرفة السجن وعدد المعتقلين فيها، فيقول من خلال تساؤل يوجهه إلى أحد زملائه: وكم عدد الأفراد في كل غرفة؟، الغرفة التي مساحتها 5X5م عدد سكانها حوالي ثلاثين شخصاً، وكيف ينامون؟، لكل واحد منهم حوالي أربعين سنتيمتراً يضع جنبه عليها".

وعرضت رواية (الحصار) وصفاً لمركز اعتقال طولكرم، تقول: "حيث الأسلاك الشائكة ونجمة داوود الزرقاء، وإسطبل طولكرم، … تسعة في ستة، منزوع السقف، يقع في الجهة الخلفية من المركز والسجن، ولما كان السجن مليئاً بمن لم يسرقوا أو ينهبوا أو يخلوا بالآداب أو يقتلوا، كان الإسطبل ضرورياً في مثل هذه الحالة إلى الجدران الأربعة أسند الموقوفون ظهورهم، وضموا ركبهم بعقد راحاتهم وتداخل أصابعهم، وكانت أوامر: قفوا، التصقوا بالجدران، ارفعوا أيديكم، أخفضوها، قفوا على رجل واحدة ..".

وتأكيداً لتلك الحقائق حول وضع المعتقلات الإسرائيلية، فقد قدم أحد المعتقلين المفرج عنهم من معتقل الفارعة - ذلك المعتقل الموصوف بالوحشية والإرهاب - وصفاً لهذا المعتقل قائلاً: "في سجن الفارعة قسم يعرف بالإسطبل، والواقع أنه كان إسطبلاً يضع فيه البريطانيون والأردنيون خيولهم، ووضعت أنا مع أربعة آخرين في ذلك الإسطبل، وكان فيما مضى يأوي 25 حصاناً، أما اليوم فإنهم يزربون فيه 114 إنساناً، وقد يصل عددهم إلى 140 معتقلاً". وهذا الوصف يسجل على كل المعتقلات الإسرائيلية".

ولا تكف الرواية الفلسطينية عن تصوير واقع السجن والزنزانة سواء من داخله أو خارجه، لأنهما رمزا القمع والإرهاب، فنجد في (المتشائل) وصفاً للسجن من الخارج قبل أن يدخله: "فنظرت أمامي، فإذا بناء ضخم، ينتصب أمامي كالغول في الصحراء، جدرانه الداخلية مطلية بالكلس الأبيض وحوله سور عال مطلي بالدهان الأصفر .. وفوق سطوحه انتصبت كمائن الحرس المشرعي السلاح على أربعة أطرافه، فهالنا مشهد هذه القلعة الصفراء، لا خضرة ولا كسوة وهي ناقئة كالدمل السرطاني، على صدر أرض مريضة بالسرطان، حتى أنه لم يتمالك نفسه عن القول سجن شطة الرهيب، ما أروعه".

إن معتقل "شطة" من أكثر المعتقلات رهبة، وتمارس فيه أبشع صنوف التعذيب والقتل، وقد كانت سلطات الاحتلال تعتقل فيه وفي معتقل "نفحة الصحراوي" قيادات العمل العسكري والسياسي بهدف عزلهم عن باقي السجناء خوفاً من تأثيرهم عليهم، وأيضاً لكسر الروح النضالية لديهم في هذه الأجواء الرهيبة.

وحين وصل "سعيد أبي النحس المتشائل" إلى الزنزانة لم ينس أن يصفها، فقال: إنها لا تتعدى غرفة معتمة منخفضة السقف، لا ينيرها سوى نور من النهار يتيم يحاشر قضباناً حديدية متشابكة على كوة وحيدة في أعلى الحائط، فلا يدخلها إلا جريحاً. ويضيف أنه: ينام فيها على فراش من القش، وفيها التقى بسعيد الثاني، الفدائي السجين، قبل أن يتم نقله إلى القاووش، ويصف هذا القاووش قائلاً: هو قاعة طويلة في السجن يرقد فيها السجناء متراصين كل على برشه، وهو سرير حديدي فوقه فراش من القش. ثم يكتشف أن الذي يدخل السجن يصبح حاله كحال المكوك في يد الحائك: داخل خارج، حتى صار باب السجن الحديدي باباً بين ساحتين في سجن واحد، ساحة داخلية يتمشى فيها ساعة فيستريح، وساحة خارجية يتمشى فيه ساعة ثم يروح.

طعام المعتقلين:

أما عن الطعام الذي تقدمه سلطات الاحتلال العنصرية للمعتقلين يعد أقذر مما يوصف، "ولا يسمن ولا يغني من جوع"، ولكن المعتقل مجبر على أكله لأنه لا يجد البديل، وقد اتفقت الروايات على وصف الطعام دون اختلاف، ففي (زنزانة رقم7) يقول: "استلمنا ما أطلق عليه الحارس صفة طعام الغذاء، وجلسنا نأكل صحن شوربة لا يوجد به أي شيء من المواد التي تصنع منها الشوربة عادة سوى الماء، وبضع حبات جلبانة والملح ولا أدري أي نوع من أنواع الدهن، ثم صحن معكرونة رديء الصنع وقطعة من الخبز". وكذلك في (البحث عن وليد مسعود) يقول: وينقطع الزمن إلى فترات بما يقذف إلينا من حساء فاتر في علب من الصفيح، وشيء يابس يسمونه خبزاً، وسائل بارد يسمونه شاياً.

أما (الصبار) فقدمت وصفاً لطعام المعتقلين يثير الاشمئزاز والقرف ولا يسد الرمق والجوع، تقول: "حساء مايص فيه قطع متفرقة من الفلفل الحلو والبندورة والكوسا، وخمس حبات زيتون، نصف قرن فلفل حلو، قطعة فجل صغيرة، وكوب شاي".

إن هذه الممارسات الإرهابية اللاإنسانية، تنم عن دافع مقصود إلى خلق جو من الرعب لدى الفلسطيني من أجل تحطيم إرادته ومعنوياته في سبيل تهجينه وإخضاعه للأمر الواقع، أو كما يقول فاضل يونس: "إن العدو حتى الآن لا يسمح لنا إلا بما يبقينا على قيد الحياة من ضروريات الحياة، مثل الطعام وبعض العلاج الطبي، ولم يتوقف الضرب بدون مبرر والإجراءات التعسفية في كل مناسبة.

أدوات التعذيب:

إن المعتقلات الإسرائيلية والممارسات التي يلقاها المعتقلون فيها، هي من أقسى الممارسات القمعية، ولا يمكن أن تتصف بأدنى حدود الإنسانية، كما لا تتورع سلطات السجون عن إطلاق النار على المعتقلين داخل زنازينهم واستخدام الكلاب البوليسية ضدهم، ورشهم بالغازات والمبيدات الضارة كإحدى أساليب الانتقام والإذلال والتنكيل والاضطهاد، بالإضافة إلى ذلك يستخدم المحققون – كما أوضحنا- كافة أشكال التعذيب الجسدي من الضرب على جميع أجزاء الجسم، إلى الشبح بالأيدي أو الأرجل أو كلتاهما معاً لفترة طويلة من الزمن، وكذلك استخدام المياه الباردة والساخنة بشكل متتابع، والحرمان من العلاجات والأدوية، واستخدام أدوات وأساليب التعذيب الحديثة، وكل هذا إلى جانب التعذيب النفسي الذي يشرف عليه أخصائيون تم تدريبهم لهذه الغايات الإجرامية القمعية ، وذلك لانتزاع اعترافات من المعتقلين وإرغامهم بالتوقيع على اعترافات بتهم أمنية معدة سلفاً.

ولم تترك الرواية الفلسطينية هذا الجانب القمعي العنصري، فقدمت وصفاً لأدوات التعذيب وأساليب ممارستها ضد المعتقلين الفلسطينيين. والحقيقة التي يعرفها كل من دخل معتقلات إسرائيل أن هناك غرفة خاصة معلق على جدرانها كافة أدوات التعذيب الجسدي، ويقوم المحقق بإدخال المعتقل إليها كي يختار ما يحلوا له من أداة يعذب بها. وأحياناً كثيرة تكون أدوات التعذيب في غرفة المحقق نفسه، وهذا ما قدمته رواية (الحصار): ".. ومن جارور مخفي في الطاولة الضخمة تناول أشياء (يقصد المحقق الصهيوني)، هي أدوات: كابلات كهربائية، عصى غليظة، صاعق كهربائي، خيزرانات".

تواصل رواية (الحصار) تقديم أشكال التعذيب بتلك الأدوات: "وفتح الباب ودخل خمسة جنود، وقف أحدهم قريباً من الموقوفين (يقصد المعتقلين في مركز اعتقال طولكرم)، والتف في الهواء على شكل لولب، وضرب موقوفاً بسيف راحته، كانت الضربة على الودج وجوزة العنق، ترنح الموقوف، وشعر بالغثيان، تقيأ ثم سقط، وكان دلو الماء البارد حاضراً، … اعترف، وهوى أحد الجنود بالكيبل الكهربائي على الموقوف، هو عليم بالمواضع وخبير بمواطن الشبهة، … وتقدم أحد الجنود بالصاعق الكهربائي، وشبك الملقطين بأذني الموقوف، وأطلق شحنة كهربائية، … وكانت جدران الممر الطويل تردد أصداء تجديفه".

وترسم رواية (زمن اللعنة) صورة وحشية لأدوات التعذيب وكيفية استخدامها، تقول: "فتح الباب للحظات استطاع خلالها "يقصد المعتقل" أن يتسلل بعينيه داخل الحجرة، أغمض عينيه بسرعة، وتبللت يداه بالعرق، أحد زملائه معلقاً من ساقيه بسلسلة مدلاة من السقف، عارياً وضربات السياط تنزل على جسمه … خبط الضابط "الإسرائيلي" على المكتب بيده، قام من مكانه، اتجه نحو الباب الموصل بين الغرفتين، فتحه، بدت السلاسل المتدلية من السقف كأنها المشانق، أرضية الغرفة ملوثة بالدماء، مناضد طويلة موضوعة بجوار الحوائط ملطخة بالدماء أيضاً".

نحاول أن نرسم صورة مكبرة للاعتقال والتعذيب، حيث أنهما صنوان لا ينفصلان، فالتعذيب يبدأ من لحظة الاعتقال ـ كما ذكرنا- والاعتقال يتبعه بالضرورة تعذيب:

 يبدأ الضرب والإهانة والشتائم منذ لحظة الاعتقال.

 وتقيد يديه خلف ظهره بالكلبشات أو السلاسل الحديدية أو الاستك الجلدي طوال اليوم انتظاراً للتحقيق، وقد يستمر عدة أيام.

 ويبقى المعتقل واقفاً من 6-12 ساعة دون حركة، وإذا تحرك يتعرض للضرب والإهانة.

 وخلال هذه الفترة لا يحصل على طعام أو شراب أو الدخول للحمام.

 ويبدأ التحقيق مع المعتقل بعد 48 ساعة من اعتقاله.

 ويؤخذ المعتقل إلى التحقيق ورأسه مغطى بكيس ذي رائحة كريهة.

 ويخضع في التحقيق لصنوف التعذيب المختلفة من: الصدمات الكهربائية، التعليق من الرجلين، إدخال أشياء حادة في مناطق حساسة، إطفاء السجائر في الجسم، التعرية تحت الماء الساخن ثم أخذه إلى الماء البارد، غطس الرأس في حوض ماء لدرجة الاختناق، الضرب على كافة أنحاء الجسم بصورة سادية ووحشية، وإذا كان المعتقل امرأة، تعلق من ثدييها، ويتم إدخال أشياء صلبة في المناطق الحساسة، وتعريتها أمام المحقق، واغتصابها من قبل المحققين أو غيرهم.

 لمزيد من الإهانة والإذلال للمعتقل تجبره أجهزة التحقيق على شرب المياه القذرة في أحذية المعتقلين.

 وعندما يغمى على المعتقل من شدة التعذيب ينقل إلى الزنزانة، وتمارس عليه الضغوط النفسية لحرمانه من النوم والراحة.

 لا يذهب المعتقل إلى الحمام إلا كل 24 ساعة لمدة خمس دقائق، ومن يضطر لفعل شيء طوال النهار، يوجد داخل الزنزانة وعاء كبير لقضاء الحاجة.

 ويحرم من العناية الطبية، لذا خرج العديد من المعتقلين يحملون عاهات وأمراض مستديمة.

 ويحرم من مقابلة المحامي طوال فترة التحقيق، وكذلك منظمات حقوق الإنسان، وتخضع فترة التحقيق من حيث الطول والقصر، لعقلية ومزاجية المحقق.

 وفي حالة اعتراف المعتقل يوقع اعترافه باللغة العبرية التي يجهلها.

 بعدها يقدم للمحكمة العسكرية لإدانته بعد أن يكون قد قضى فترة طويلة تصل أحياناً إلى شهر تحت التعذيب.

إن ما سبق يقدم صورة حية لمجريات الاعتقال والتعذيب، وكل جزئية يعاني فيها المعتقل بما لا يحتمله ولا يصدقه عقل، وأن دلت هذه الإجراءات العنصرية على شيء، فإنها تدل على مدى انحطاط العقلية الصهيونية التي لا يهمها في الحياة إلا لذة القتل والتعذيب والبطش.
الضغوط النفسية والاجتماعية:

لم تكتف إسرائيل بتعذيب المعتقلين، بل تمارس عليهم ضغوطاً نفسية – اجتماعية من خلال إعاقة أو عدم السماح بزيارة ذويهم لهم في المعتقلات، لهذا قام المعتقلون بإجراءات احتجاجية ضد سلطات الاحتلال، لتحسين أوضاعهم داخل المعتقلات، والسماح لذويهم بزيارتهم، وقد خضعت السلطات الإسرائيلية لمطالب المعتقلين، وأصبحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هي الجهة التي تنسق مع سلطات السجون لزيارة ذوي المعتقلين، وبالتالي نقلهم إلى كل السجون الإسرائيلية الممتدة على مساحات الوطن. وقدمت الرواية الفلسطينية تعبيراً واقعياً عن مأساة زيارة السجون وما يواجهوه من ذل وإهانة، فهي صورة قاسية، فالمعتقل لا يجلس مع ذويه إنما يلامسهم عبر الأسلاك، والطفل الذي ولد بعد غياب والده ويراه للمرة الأولى لا يستطيع أن يقبله أو يعانقه، والزوجة أو الأم تنظر إليه من بعيد يلفها الشوق والحنين، لقد رسم الفنانون لوحات عن النضال والمقاومة، و لكن هذه اللوحة رسمتها لغة الرواية: "بوابة السجن .. الأطفال والرجال والنساء، شيوخ وصبايا وشبان، والزيارة أول يوم جمعة من كل شهر، الوجوه تتعرف على الوجوه … الأب والأم، والأخ والأخت، الأبناء والأعمام والعمات، لكل دوره في زيارة الأحباب، وعدد الزوار محدود، والصغار الذين كبروا في غيبة الآباء والرضع الذين كانوا أجنة في الأرحام، خرجوا إلى الحياة بعد دخول الآباء دهاليز الأسر اللعينة .. ترنو العيون، وتصعد الأفئدة مع خشخشة مزلاج الباب الحديدي، تسري همهمة .. دقائق وتبدأ الزيارة، الفوج الأول .. الفوج الثاني، والزيارة أفواج تصطف أمام الشبابيك الحديدية … والطاقة الشبكية حاجز بين الأحباب لا تسمح حتى لا أصبع يلامس أصبعاً، تلوح الأيدي، تتكلم العيون، فوج يودع، وفوج يستقبل، والزيارة دقائق عزيزة غنية، زمن قصير رحب".

اعتقال المرأة وتعذيبها:

لم تكتف حكومة الاحتلال باعتقال الرجال وتعذيبهم، بل اعتقلت المرأة الفلسطينية وعذبتها في سجونها النازية، وقد تناولت الرواية هذا الجانب الهام، حيث أن للمرأة الفلسطينية دور لا يقل عن دور الرجل في عملية النضال دفاعاً عن الحق والوطن، فالمرأة حملت السلاح وخاضت به المعارك، وقامت أيضاً بتهريبه إلى المناضلين، وكذلك طبعت المنشورات ووزعتها. إن التاريخ لا ينسى ليلى خالد، ودلال المغربي، وفاطمة برناوي، وشادية أبو غزالة، ورجاء أبو عماشة.. وغيرهن. كما لا ينسى التاريخ الفلسطيني الشهيدات اللواتي قدّمن أرواحهن دفاعاً عن الوطن، وقد كرمتهن الرواية، فقدمت رواية (زمن الانتباه) جانباً من نضالات المرأة وما تعرضت له من إهانة وتعذيب على أيدي جنود الاحتلال، فهذه "سميرة" في لحظة اعتقالها بتهمة مساعدة المناضلين: "دعسوا في بطنها، وطفحوها الدم … لف ابن الحرام شعرها في يده وخبط رأسها في الحيط".

ويأسف "غريب عسقلاني" على هذا الزمن الذي يواجه فيه الفلسطيني وحده الاحتلال، ويتعرض لشتى صنوف القهر والاضطهاد، حيث أصبح "السجن في هذا الزمن للرجال وللنساء، وحتى للأطفال، زمن صعب وغريب".

وفي رواية (المتشائل) نجد تأكيداً مماثلاً لتعذيب النساء في المعتقلات الإسرائيلية، من خلال حادث الفتيات المقدسيات الثلاث اللواتي اعتقلن بتهمة تهريب السلاح أو التستر على تهريبه، وما ثار حول اعتقالهن وتعذيبهن من ضجة في الصحف ولدى الرأي العام، وما نشر عن حشرهن مع نسوة ساقطات، وعن إطفاء السجائر المشتعلة في أجسامهن البضة، وغير ذلك من الإهانات ومحاولات الحط من الكرامة.

أما رواية (زنزانة رقم7) فقد أعطت وصفاً أكثر سادية وبشاعة، جاء على لسان إحدى الشخصيات حول تعذيب فتاة فلسطينية أنه سمع أنهم: "أدخلوا جزءاً من زجاجة كوكاكولا في …."، وآخر قال: "إنني أعرف فتاة وضعوا سلك الكهرباء في فرجها وعلى نهديها". أما الراوي فيصف ضرب وتعذيب إحدى الفتيات كما شاهده، يقول: "يضربها براحتي يديه "يقصد المحقق الصهيوني" على أذنيها، ووضعت راحتيها على أذنيها، فيضربها بكلتا يديه على خاصرتها، أنزلت يديها لتحمي خاصرتها، فعاد وضربها بكلتا يديه وبقوة على أذنيها .. فصرخت بلوعة وأعادت وضع يديها على أذنيها.. وتكررت العملية عدة مرات ، فتكور جسدها على المقعد ، وانهال المحقق عليها ضرباً بقبضته على رأسها ووجهها وظهرها وخاصرتها .. وجسدها يهتز مع كل ضربة ولم تعد تحتمل فتعالى صراخها، وتتحول المسكينة إلى كرة يتقاذفانها بوحشية وقسوة، فتعالى صراخها يصم الآذان، ثم تحول إلى ما يشبه العواء …، وبعد أن هدأت قليلاً بدأ المحقق في تعريتها .. وأمسك بنهديها وأخذ يعصر فيهما وهي تصرخ من شدة الألم".

وفي (عباد الشمس) نجد "سعدية" المرأة المسالمة والتي ينحصر اهتمامها كله في عملها الخاص من أجل أن تحقق حلمها في الخروج من الحارة والابتعاد عن الناس، تواجه السجن والتعذيب ينتظرانها على زاوية الشارع. فقد ركبت أحد الباصات بالمصادفة هرباً من موقف حرج، ارتكب سائق الباص مخالفة .. وحينما اقتادتهم الشرطة إلى المعتقل، وجدت نفسها هناك مع بائعة الهوى "خضرة"، .. وأحست بصفعات ولطمات، وارتمت على الأرض .. وأكلت خضرة أمامها "قتله نصها موت" على حد تعبيرها، ولم تتحرك لتساعدها بسبب الخوف والإحساس بالعار تجاه الموقف الذي وجدت نفسها فيه، إضافة إلى قناعتها بالبراءة، وبأنها إنما ضربت بسبب خضرة، قبل أن تقتنع بأنها يمكن أن تضرب من قبلهم في أي وقت ومن غير سبب.
اعتقال الأطفال وقتل الأجنة:

لم يسلم الأطفال والقاصرين أيضاً من الاعتقال والتعذيب ، كما لم يتورع جنود الاحتلال عن قتل الأجنة في بطون أمهاتهم أو الاعتداء على الزوجة أو الأم أو الأخت إن حاولت إحداهن الدفاع عن زوجها أو ابنها أو أخيها لحظة اعتقاله. فقد كان "حسني" ينتظر طفله الأول بكل شوق وحنين، (ولكنه) فقده حين داس جنود الاحتلال على بطن زوجته ورفسوها ساعة اعتقاله .. وأجهضت". وكذلك الطفلة الخرساء ابنة أم حمودة تعرضت للضرب بكل همجية ووحشية على أيدي جنود الاحتلال لأنها خرقت منع التجول: "سربت الشبابيك الواطئة، أن ابنة "أم حمودة" الخرساء صرخت مثل الواوي المدهوس وما زالت .. وقيل أنهم لم يصدقوا إشارات يديها فاستنطقوها رغم رباط لسانها، وبعد هجمة البساطير على لوح صدرها ، صرخت مثل الواوي ومازالت".

ويذكر إميل حبيبي في (المتشائل) قصة الأولاد الذين ذهبوا ليروا البحر، فألقى القبض عليهم، واقتيدوا إلى محكمة عسكرية: "بضعة أولاد من قرية الطيبة يتراوحون في العمر بين تسع سنين واثنتي عشرة سنة، مضوا قدماً إلى مدينة نتانيا ليروا البحر بالعيون بعد أن سمعوا هدير موجه بالآذان، ألقى القبض عليهم، واقتيدوا إلى محكمة عسكرية، فأوقع حاكم المحكمة العسكرية على هؤلاء الأولاد عقوبة الغرامة، فمن عجز عنها فبما يملكه حتى الطفل، وهو الحياة، شهراً في السجن، ولما عجز أحد الأولاد أبى الحاكم إلا أن يزيد على سنن الطبيعة شهراً واحداً، فأمر أن تفتديه والدة الولد بشهر عاشر من حياتها بعد شهور الحمل التسعة".

وقد أكدت اللجنة الدولية للقانون في جنيف، أن سلطات الاحتلال تقوم بتعذيب معتقلين صغار السن في معتقل الفارعة القريب من نابلس، وقد أثبتت الوقائع أن أحداثاً لا تتجاوز أعمارهم سن الرابعة عشرة خضعوا لظروف إرهابية وقمعية شديدة جداً في معتقل المسكوبية بالقدس. وكتبت الصحافية الفرنسية "مارتين مونود" في جريدة لومانيته، تقول: "لقد تحدثت طويلاً إلى جندي إسرائيلي من أصل بلغاري، فقال لي: كنت أتولى الحراسة في المحاكم العرفية، وكانوا يحاكمون فيها، بوجه خاص، أولاداً خرقوا منع التجول، وكانت سنهم في الغالب أربع عشرة بل اثنتي عشرة، وأذكر واحداً خرقوا خصيتيه بواسطة الدبابيس". وهذه شهادة من ممارسي الإرهاب والقمع لا تحتاج إلى تعليق.

زيف المحكمة الإسرائيلية:

بعد الاعتقال والتعذيب يأتي دور المحكمة العسكرية، تلك المحكمة المنحازة دائماً، فهي محكمة إسرائيلية، والقضاة إسرائيليون، فكيف تكون عادلة؟، وإذا كان القاضي والجلاد على نفس المبدأ، كيف يكون الحكم؟. ولكن إسرائيل لكي تثبت للعالم وليس للفلسطينيين أنها دولة ديمقراطية وتطبق القانون، ولا تسجن شخصاً دون محاكمة، تقدم المعتقل إلى المحاكمة لكي يواجه مصيره المقرر سلفاً أمام القاضي .. وتكون الأحكام العسكرية الإسرائيلية التي توقعها بحق الشباب الفلسطيني قاسية وجائرة، فهي تحكم بالسجن، ولكن النية مبيته لا خروج إلا في حالة واحدة هي الموت أو انتظار الموت، وهذا الواقع العنصري المأساوي الذي تحاول من خلاله سلطات الاحتلال تعطيل الفلسطيني عن الفعل، تناولته الرواية بشكل مفصل ومؤثر.

نجد "أبو العز" بعد خروجه من السجن، يجلس في المقهى يستمع لأحوال البلد، ويبدأ "أبو معروف" يقص عليه قصص المظاهرات والانتفاضات والمقاليع والحجارة ضد الاحتلال، ويشرح له أحوال الجالسين في المقهى ممن تعرضوا أو عانوا من الاعتقال والتعذيب: "شوف اللي حواليك، شايف اللي قاعد هناك وإيده على خده، عنده ثلاث شباب في الحبس، واحد محكوم 130 سنة، والثاني 36، والثالث 7 … وهذا الرجل سجنت ابنته في سجن الرملة من أول الاحتلال لليوم، يوم يقولوا ماتت ويوم يقولوا عاشت، ويوم يقولوا بين الحياة والموت .. والشاب اللي هناك أبو الشوارب وعامل مثل الشبح خرج من شهرين من الحبس، قعد في المستشفى عشرين يوماً بالتمام، معدته صارت خردة ياكل من هون ويسقط من هناك". وتهدف سلطات الاحتلال من هذه الإجراءات أن يخرج المعتقل وهو لا ينفع نفسه، فكيف ينفع الآخرين أو مجتمعه؟.

ويضيف "فاضل يونس" في روايته بعداً آخر لصورة التعذيب ومحاولات تحطيم الشخصية الفلسطينية، ويشدد على بيان رفض السلطات الإسرائيلية الإفراج عن المرضى الذين حالتهم ميئوس منها، مثل: الضرير، والمقعد، والمشلول، والمشوه، والذي لا يشكل خروجهم أي خطر على أمن إسرائيل، فهذا: "محمود دنهش السجين الضرير في سجن عسقلان الذي لا يستطيع أن يأكل أو يذهب إلى دورة المياه أو يفعل أي شيء بمفرده .. ترفض الإفراج عنه رغم أنه لا يستطيع القيام بأي عمل ضد إسرائيل في حالة الإفراج عنه".

ويعلق "أحمد حرب" كما جاء على لسان الراوي على حياة السجن، قائلاً إن: "السجن هو قتل للروح وقتل للبدن، هو حقن جراثيم العنف في كل نقطة دم في كل لقمة عيش، في كل لقطة نفس، في كل جرعة ماء".

وتعتبر إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمارس التعذيب بقرار من محكمة العدل العليا (أعلى هيئة قضائية فيها)، فقد كانت لجنة تحقيق خاصة يترأسها رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية "موشيه لانداو"، وعرفت باسم "لجنة لانداو" شكلتها الحكومة الإسرائيلية للتحقيق حول قضايا التعذيب في المعتقلات بعد أن أثارت جمعيات لحقوق الإنسان جدلاً واسعاً في الأوساط الدولية، أن المعتقلين الفلسطينيين تمارس ضدهم صنوف من التعذيب البشع الذي يفضي إلى الموت، وقدمت أمثلة عديدة لحالات موت نتيجة التعذيب. ولكن اللجنة الإسرائيلية لم تأخذ بالحقائق .. بل سمحت في عام 1987 لجهاز الأمن العام "الشاباك" باستخدام التعذيب أو ما فسرته بـ"قدر معتدل من الضغط الجسدي" خلال التحقيق مع المعتقلين الفلسطينيين، وهو ما يعنى عملياً إعطاء الشرعية باستخدام التعذيب لانتزاع الاعترافات منهم. وقد فاجأت المحكمة العليا الإسرائيلية المجتمع الدولي ولجان حقوق الإنسان، في 14 كانون الثاني / يناير 1996، حينما شرَّعت استخدام العنف الجسدي وممارسة أسلوب الهز بعنف خلال التحقيق مع معتقلين فلسطينيين، وقد جاء هذا القرار الغريب من نوعه لينهي فصلاً من الجدل احتدم في إسرائيل خلال السنوات الماضية حول شرعية ممارسة التعذيب والضغط الجسدي ضد المعتقلين من قبل جهاز الأمن العام (الشاباك) الإسرائيلي.

القتل داخل وخارج المعتقل:

إن الإنسانية والرحمة معنيان لا تعرفهما السلطات العنصرية الحاكمة في إسرائيل، فهي دولة قامت على العنصرية في الفكر والسلوك، وعندما وجدت أن العربي الفلسطيني ما زال صامداً ومتحدياً لإرادتها في تهجيره، استخدمت ضده كل الممارسات اللاإنسانية التي وصلت إلى حد القتل العمد للجماعات والأفراد، فالمذابح الجماعية تشهد من دير ياسين إلى صبرا وشاتيلا، على إرهاب الدولة الصهيونية.

وقتل الأفراد إما أن يتم خارج السجن (في واقع الحياة) أو داخل السجن، فقد عمدت السلطات الصهيونية كثيراً إلى قتل المعتقلين النشيطين، يقول أحد المعتقلين: "ينهالون عليَّ ضرباً لتصيبني إحدى العصي أو الركلات في مكان حساس فأفارق الحياة، كما حصل مع الشهيد عمر الشلبي"، أو كما قتل أبو قاسم في (تحت السياط) بأن ضربه رجل المخابرات بهراوة غليظة بكل وحشية على رأسه عمداً بعد عناده وإصراره على عدم الاعتراف". وفي رواية (إسماعيل) ينتاب "الشيخ عبد الله" أثناء اعتقاله المخاوف من قيام الجنود بقتله كما حدث مع آخرين قاموا بقتلهم أثناء نقلهم إلى المعتقل، يقول: "… سيقتلوني في الخلاء ولا أحد يعرف عني، نعم، الآن صدّقت، عملوها سابقا (مع) ابن الرجبي قتلوه ومزقوا أحشاءه، ربطوا أمعاءه في أشجار العنب، (و) أستاذ من جامعة بيرزيت قطعوا رأسه عن جثته ورموه على قارعة الطريق".

وتقوم سلطات السجن وتساندهم السلطة الحاكمة بتبرير عمليات القتل خارج المحاكمة بأمور واهية لا تصمد أم الأدلة والحقائق، مثل: "لقد تمرد أحد السجناء على الحراس، واعتدى على بعضهم، فاضطر الحراس للدخول في معركة معه دفاعاً عن أنفسهم، مما أدى إلى مقتل السجين المذكور وجرح بعض الحراس". أو يأخذون السجين إلى خارج المنطقة الآهلة بالسكان ثم ينزلونه من السيارة، ويأمرونه بالجري وما يكاد يفعل حتى يطلقون الرصاص عليه، فيردونه قتيلاً، ثم يعلنون بواسطة أجهزة إعلامهم "أن السجين فلان حاول الهرب، فأمره الجنود بالتوقف، ولما لم يستجب لأوامرهم أطلقوا عليه النار مما أدى إلى مقتله". أو يدعون أن المعتقل كان مريضاً بأحد الأمراض الخطيرة ومات في السجن، أو انتحر خوفاً من الاعتراف.
وإذا كان هذا هو القتل داخل المعتقل، فكيف يكون القتل خارجه؟، حين يلعلع الرصاص على مظاهرة احتجاج، أو تكون هناك مبادرة لمقاومة وطنية مهما كانت بسيطة أو عفوية، لأن مثل هذه المبادرات تثير شهوة سلطات الاحتلال للقتل. ففي (الصبار) يقتل "أسامة الكرمي" وهو ينفذ عملية فدائية، ويقتل أيضاً "زهدي" عندما يجد نفسه في موقف اختيار حاسم، فيختار الدفاع عن أسامة ويسقط معه.

وحينما صادر المستوطنون الأرض في رواية (عباد الشمس) رشق أولاد الفلاحين تجاه المستوطنين الحجارة، وأصاب أحدهم حجراً، فاستل بندقيته وقتل صبياً، وعاد يصلي بخشوع وسلام. وتمثل المستعمرات المقامة على أراضي الفلسطينيين المصادرة، مصائد للقتل، لكل فلسطيني يقترب منها، فهذا "أكرم" حين يذهب للبحث عن والده الذي يعمل في المستعمرة المقامة على أرضه .. ويقترب من منزل صاحب المزرعة، تقوم زوجته "راحيل" بإطلاق النار عليه، وقتله دون سبب، إنما لشهوة الانتقام والقتل فقط.

أما المرأة العجوز "أم فؤاد" التي رفضت أن تغادر بيتها في القدس مثلما فعل الآخرون نزوحاً إلى عمان بعد هزيمة1967، قتلها الجنود والمستوطنون في بيتها شنقاً بهدف الاستيلاء على البيت: "… وقفت أتصنت خلف باب غرفتها فسمعت أصوات كثيرة مختلطة، صراخ وتهديد وقرقعة بنادق .. في الصباح وجدت أم فؤاد معلقة من عنقها في سقف الغرفة جسداً هامداً، يا له من منظر، خلصت رقبتها من الحبل، حملتها بين ذراعي وواريت جسدها في تراب الحديقة.

إضراب المعتقلين وآليات القمع:

في منتصف السبعينيات، قامت السلطات الإسرائيلية بتكثيف إجراءاتها العنصرية القمعية بحق المعتقلين الفلسطينيين، وفرضت عليهم إجراءات عقابية لا طاقة لهم بها، كما حرمتهم من أبسط حقوقهم: في المأكل، والمشرب، والعلاج، وتوفير الكتاب والجريدة، ومنحهم ملابس داخلية وخارجية، وتضيق الخناق على زيارة ذويهم، أو منع المحامي من زيارتهم، أو منع الصليب الأحمر من الاطلاع على أوضاعهم، وتكدس المعتقلين في غرف لا تتسع لهم، وحرمانهم من الفسحة اليومية، وكذلك من الاستحمام، ووضعهم في زنازين انفرادية فترات طويلة، وقطع الكهرباء عن غرفهم، كل هذا وغيره. دفعهم إلى الإعلان عن الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجاً على أوضاعهم المتردية، وقد استمر شهوراً، وسقط خلاله عدد من المعتقلين شهداء.

وقد بدأ الإضراب في معتقل عسقلان المشهور بإرهابه وقمعه.. وامتد إلى سائر المعتقلات الأخرى، وحاولت سلطات الاحتلال إخفاء أخبار إضراب المعتقلين خوفاً من ثورة الشارع الفلسطيني ضدهم، ولكن الأخبار وصلت، وعمت المظاهرات أرجاء الضفة الغربية وقطاع غزة تضامناً مع المعتقلين. وسجل الروائي الفلسطيني إضراب المعتقلين في إبداعه الروائي كشهادة للتاريخ على عنصرية المحتل وإرهابه. يكتب "غريب عسقلاني" قائلاً: "صباح حزين، والأخبار وصلت إلى الناس.. لم تعلنها نشرة أخبار.. الشارع وكالة أنباء، السجناء مضربون عن الطعام، بدأ الإضراب في سجن المجدل "عسقلان"، إدارة السجن مارست كل وسائلها، وفشلت في فك الإضراب.. سجناء ماتوا في الإضراب.. جثة أبو الفحم تصل إلى المخيم في الليل، تدفن على ضوء فوانيس الكاز، لم يسمحوا بالخروج وراء النعش، ولكن الناس توافدت إلى بيت أبو الفحم للعزاء، والناس عادت من المجدل والسبع وغزة (أسماء معتقلات) لم يزوروا أبناءهم، الإضراب دخل أسبوعه الثاني".

إن هذا الواقع المأساوي المتمثل في ممارسات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني من اعتقال وتعذيب إلى تحطيم وقتل، تلك الممارسات يرفضها القانون الدولي، ويعدها من الإجراءات العنصرية التي تمارس ضد الشعوب الخاضعة للاحتلال، فقد جاء في المادة الثانية من الجزء الأول للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، على أن: "تتعهد كل دولة طرف في هذا العهد باحترام الحقوق لجميع الأفراد الموجودين في إقليمها، والداخلين في ولايتها دون أي تمييز بسبب العرق أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو غير السياسي أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الثروة أو النسب، أو غير ذلك". ورغم توقيع حكومة إسرائيل على هذا العهد، إلا أنها ما زالت على غطرستها وهمجيتها أمام القانون الدولي، وتقوم باعتقال وتعذيب وقتل الأفراد الموجودين في إقليمها والداخلين في ولايتها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى