الثلاثاء ٢٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٧
بقلم حسني التهامي

الياسمينُ لا تقولُ شيئاً قبلَ رحيلهِ

(في رثاء الشاعر شريف رزق)

فاجأتني
قبل أن ترحلَ
يا شريف
وهكذا الياسمينةُ
لم تقل شيئاً
قبل رحيلها..!
الياسمينةُ التي ليسَ يسكنُهُا سوى البياضْ
غيرُ معنيةٍ أبداً بالبقاء هنا طويلاً
على جزرٍ من الإسفلتِ
لماذا لم يقل لي
- حين مررتُ به – النيلُ
بعد غيابِ عامٍ؟
ألم يقل لي النيل من قبلُ
أن بلورَ وجهكَ/
"قبراتك الملغومة" / "حيواتك المفقودة" / أو "هواء العائلة" ..
معزوفةٌ من مائه العذبِ
هي أفراحُه التي وعدتْ بالمجيءْ
يا توأمَ الروحِ
كيفَ آثرت الرحيلَ
قبلَ أن ألتقي حنطةَ وجهَك الآسرِ
في كل صيفٍ
في "منوف" ؟
لمنْ سوف أعبرُ المسافاتِ
و أمرُ بالباعةِ الجائلينَ
عند محطة القطارِ
ويطول نقاشُنا عن هل هي" الخُطا" أم الخُطى؟
كم أنا حاقدٌ عليكَ
أيها النيلُ
أيتها المسافةُ التي لم تنطو
من الكويت
لكي أراكْ
نمْ يا شريف إذن
أنا سوف أفتحُ شرفتي
قُبالةَ وجهِك الآسرِ
كي تمرَ "القبراتُ"
الجدةُ التي ترسمُ وجَه مصر
في "هواء العائلةْ"

.
( "قبرةٌ ملغومة " "حيوات مفقودة " "هواء العائلة") بعض من دواوين الشاعر شريف رزق


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى