الأربعاء ٢٨ آذار (مارس) ٢٠١٨
بقلم عبد الجبار الحمدي

خذني حبيبي

يا إلهي!! سيعود وينتظرني غدا هكذا قالوا لي ماذا افعل؟؟! كيف سأقضي المساء وقد اجترت الظنون وحدتي؟ كيف يا ترى أنام على فراشي وطيفه الذي ينام على وسادتي؟ ماذا اقول له حين التقيه؟ لاأدري!؟.. حسنا سأسال طيفه.. ها يا حبيبي كيف تراني بعد غياب، الا زالت فراشتك جميلة؟ الم ازل فارعة الطول وقامتي؟ ما رأيك بخصري الذي كان مدللا بين يديك؟ ام تراك نسيت.. سأحكي لك حكايتي منذ ان فارقت بدايتي، ساشدو عذابي ودموع سهدي على وسادتي.. سأحدثك عن كم احبك.. لا لن اضجرك بل سأصرخ خذني يا حبيبي بين يديك، تلمسني، مرر شفاهك على وجهي أطبع بقبلات الرغبة واللهفة على شفاهي التي تتضور جوعا الى شفتيك.. لا تعير اهمية لجرأتي فأنا يا حبيبي علتي انت ودوائي لديك..

لم أقل انك قاسي القلب بارد المشاعر، فحين رحلت لم يكن لي منك سوى سطور حب وصور احتضنتها مشاعري وآه كتبتها على صفحات الدفاتر.. لحظتها قلت لك لا تهاجر.. فبهجرك تقتلني، تسحقني، ألا يكفيك كسر الخواطر.. يا رجلا تسلقني كنخلة أثار طَلعَها مرامه حتى وهو يباشر، هوى كما تهوى القلوب حين تغني عشقا بعذب الاصوات من الحناجر، يا لجنوني لقد نسيت... ما الذي سأرتديه حين اللقاء؟ فثيابي كلها حزينة، بعد ان قضت نحبها في خزانتي المعتمة الدميمة.. آه تذكرت سأرتدي الثوب الذي اهدانيه في ذكرة ميلادي..

سأعيد ترتيب وجهي،أظافري، حواجبي بعد ان عبث الملل من كثرة الانتظار، لقد ترك اثار سكك همومة على محطات قطار، غير أنه سيطلق صفارته من جديد، سيعلن رحلته التي توقف ثم باتت ايامه باردة كالجليد، هيا يا أنا لا تتوقفي عن الغناء، فغدا يا عذابي ستنتهي، سأحيا وآهاتي حين يدثرني بين ذراعيه، سأمحو سطور الوحدة من مجلدات تلك التي نالتني وصورها المخيفة، سأتلو ترانيم السعادة، سيدق الناقوس معلنا السير نحو محراب الرباط المقدس، سيشدو الأب ترانيمه وتعزف موسيقى بيت الله لتعلن للجميع سعادتي وسعادته، يا الله كم هو طويل مساؤك هلا عجلت بشروق الغد أراني سأحمل عواطفي مشاعري احاسيسي باقات زهور انثرها في طريقه الذي سيلتقيني، هكذا قالوا لي سينتظرني عند باب الكنيسة، يالك من رجل تحب المفاجآت، غبت طويلا بحرماني من مداعباتك ودعاباتك، وها انت لم تتغير تعود كأنك رحلت بالامس، يا لها من طريقة اعتذار مستحدثة، فبها قد نسيت تبرمِ وتهجم وجهي ورمي صورك بعيدا، هاهي انظر.. لقد اخرجتها من جارور النسيان الذي شحبت فيه ملامحك حتى كدت لا ادري هل يمكنني التعرف عليك ام نسيتها، ابدا إني امازحك كيف انسى من دق على وتر عمري بمفاتيح لم ترقص على انغامها انثى من قبل؟ ثم شدها حتى طفقت لحنا في الوجود لم تكتب موسيقى العشق سمفونية ولا أروع، لعلك لم تكمل اللحن بعد لكنك بالتأكيد لديك اسبابك، سأجلب معي ذكريات سعادتي ولحظاتي معك، سافترشها بل سأنثرها نفحات عبقة على الجميع سيخبرهم عطرها وان كان قديما كم كنت تحبني وكم كنت اعشقك...

لم تنم ليلتها سارة، رغم النوم يرمي بخدام سلطانه على جفونها ليثقلها كي تستسلم له، غير ان ذكرياتها كانت تعمل على طردهم برموش وهنة قائلة: هيا اذهبوا بعيدا مالكم لا تشعرون بما احسه انه يوم فرحي الذي انتظر سأكتبه شعرا أصف فيه سعادتي، كونوا ندماء حتى شروق الشمس، اعبثوا في خبايا النفس هواجسا حتى لا اغفو على فراشي وحيدة، اركلوا الغطاء بعيدا، فدثارِ سيكون حبيبي وانفاسه الساخنة بداية لمطارحة غرام لا تنتهي، فما ان يتسلقني لن ادعه يهوى كما فعلها في المرة السابقة هههههههه.. يا لي من مهووسة به، بت أنثى تبحث عن الرغبة اكثر من الطمأنينة، أوه ولكن ما الطمأنينة دون الرغبة في الجنس الآخر؟ أوليس السكينة والاستقراء تبدأ من الرغبة والآخر؟ اعتقد ذلك فالحياة دون اتمام رغبات البعض تودي الى التباعد هكذا علماء النفس يبررون الانفصال... اللعنة اين انا من هذا الهراء! هاهو الضياء قد دخل فمرحى..

أينعت وتفتحت بعودها الفارع زهرة فاح عبير عطرها شذا ورديا يجري امامها لهفا لرؤية وجه ملامح تلمسها قلبها قبل عينيها، تسير وكل من يراها مستغرب!! أهذه سارة؟!! كم هي جميلة لقد استعادت نضارتها، كان مبنى الكنيسة في موقع ليس قريب من منزلها، غير انها فضلت الجري اليها كي يراها من جهر بانطوائها وطرق على مسامعها بالغرابة والجنون، أرادت ان تصفع كل من يعرفها وشارك في تمزيق ثوبها الاسود الذي ارتده حزنا حين رحل من تحب كونها مجنونته، عزفت الحياة وراحت تقيد ايامها باسلاك شائكة لم تدفع للفرح والمتعة ان يدخلوا قلبها، اغلقته حين رحل، سَعِدَ من رآها كفراشة خرجت توا من شرنقتها سارعو يشاركونها الفرح بالجري الى جانبها وهي تضحك، أما السعادة فلا يستطيع فضاء ان يحتضنها... كان هناك واقفا قرب باب مدخل الكنيسة.. لوحت بيدها وقد استغربت حين اختنق صوتها!! لم تستطع ان تناديه بأسمه حاولت... لكنه احتبس بنفسه خلف ضربات قلب دَويهِ، صار وجهها محمرا حين رأته يُقَبل أمرأة نزلت مسرعة من مركبة متوقفة، سارعت بالجري كي تصفع من قبلته قبلها، إن شوقها ولهفتها وسنون انتظار رمت بأفراخها على شفاهها لهيب نار شمع اذابت روحها من اجله..

ما أن رآها حتي قال!!! سارةة يالها من مفاجأة!!؟ كنت قد نويت الاتصال بك لا خبرك وادعوك، لكني في خضم ضيق الوقت وتسارع الاحداث نسيت، على الرحب والسعة كم انا مسرور لرؤيتك..

وجهها برد فجأة، تجمدت كل قطرات العرق التي انصبت عليه، كأنها سقطت من فوق قمة جبل الى هوة سحيقة، اسود العالم صمت كل من حولها، توقف زمنها عن النبض، بعث من يهدم اللذات زبانيته لينصت الى خفقان قلب يوشك على التوقف، همها ان يأخذها بين ذراعيه يمسح على وجهها بيديه يقبلها بحرارة كما كان يفعل في الماضي، أن استقباله لها خنق انفاسها، وأد الصوت في قلبها، مزق نوتة الموسيقى التي جاءت بها ليكملها معها.. فقالت بصوت مختنق.. مايكل مالذي يحدث؟؟

أجابها وعلامات البهجة على وجهه... أنه يوم زفافي اردت اخبارك بالامر لكن الظرف لم يكم مواتيا لذلك.. غير ان سررت بحضورك لمشاركتي سعادتي مع امرأة كانت لي الملاذ الاخير واجبرتني على دخول قفصها توسلا انها سوسنة عمري ورمق حياتي.

قال هذا وقد تساقطت واحلامها كورق الخريف حين عصفت بكلماته اغصان حياتها رحيلا الى الابد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى