الأحد ٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٨
بقلم نايف عبوش

المطالعة بين الكتاب الورقي والكتاب الرقمي

لاشك أن القراءة بمعنى مطالعة الكتب، والمجلات، والصحف، والدوريات الورقية، مفيدة في تحصيل المعلومة، وزيادة المعرفة، وتنمية عملية الفهم، وتوسيع الإدراك لدى القاريء،سواء كانت قراءة على سبيل الهواية،او أنها تتم على سبيل الاحتراف، والمنهجية.

ومع انتشار الثقافة الرقمية، وانحسار دور الكتاب الورقي، وانتشار ثقافة الصورة، في الوسط الثقافي المعاصر من خلال الواقع الإفتراضي على نطاق واسع، وانغماس المتصفحين فيه بشكل تام، فقد تراجع أسلوب القراءة بالكتاب الورقي على النحو التقليدي بلا شك، وفقد القاريء آصرة الانجذاب إلى الكتاب، والتعلق به، وتأبطه إلى المكتب، والمقهى، وفي الشارع، كما كان الحال عليه أيام زمان.

ومع ذلك تظل القراءة في الكتاب الورقي، وخاصة في المجالات الأدبية، مهمة في صقل المهارات الكتابية، وتساعد على اكتساب، وتنمية مهارات التعبير،مع كونها موهبة إبداعية ابتداء. فالقراءة في الأدب تسهم بشكل كبير في تنمية مهارة التواصل عبر الكتابة، والحديث، لأنها توسّع الملكات اللغوية للقارئ، وتزيدها ثراء، ومعرفة.

وإذا كانت اغراءات الصورة، وعبارات البوستات الجاهزة، لاتحتاج سوى كبسة زر للاستدعاء، ومن ثم الحضور الفوري أمام المتصفحين، ومستخدمي الإنترنت، ومن دون عناء يذكر، فإن القراءة الرقمية مع ذلك، تظل عرضة للتشوش أثناء التصفح، وذلك نتيجة تزاحم انسياب المعلومات، والصور، والمشاهد، بالانبثاق المفاجىء، مما يستهلك الكثير من وقت المستفيد، ويشتت انتباهه، ويضعف قدرته على التركيز في اللحظة.

ولذلك تظل المطالعة من خلال تصفح الكتاب الورقي التقليدي، مركزة، وأكثر رصانة، ومن ثم فإنه لا يزال لها سحرها الخاص، وبالتالي فإنها لاتزال تحتفظ بنكهتها الأصيلة في وجدان القاريء، وخاصة قراء ذلك الجيل من مثقفي أيام زمان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى