الأحد ١٧ آذار (مارس) ٢٠١٩
بقلم نادية بيروك

الألم

الشعور بالألم يمزق أحشاءك وكأنك تصارع سرطانا مريرا... لا أدري كيف يستطيعون التحمل وكيف يستطيعون النوم بأعين مفتوحة؟ لا زلت أحاول فهم سيرورة الحياة الغريبة التي تبدأ بصرخة طفل مكلوم وتنتهي بصرخة ميت مفجوع. ولكن بين الصرخة والصرخة علينا ان نموت ألف مرة لعلنا نحيا في عالم فقد أهليته للبقاء...

كلما مضت سنة تأتي أخرى في سرعة الضوء لتأخذ مكانها. الأيام نفسها والشهور نفسها والحياة الرتيبة نفسها نكررها كأحمق سخيف ونعتقد أننا نعيشها ونحن أبعد من ذلك. لاننا نكتفي بروتين سخيف لا تميز فيه. لا نبتكر، لا نبدع، لا نبحث عن الجديد وكأن البحث عن الاختلاف لعنة. نقبع داخل حلقة مفرغة من مضامينها ونحن نحلم بأبسط وأتفه وأحقر الأمور دون أن نحمل هم وجودنا الزائف ولا هم مستقبلنا المبهم. نسينا أن نبتسم، أن نركد، أن نحلم، أن نغني، أن نقرا، أن نكتب، أن نزرع، أن نقهقه حتى تدمع أعيننا من سخافة الرتابة وتوالي سنوات الموت.

أخذت الشمس تتلاشى وسط الظلام ولم يبق سوى الظلام. رغم ذلك كان عليه أن يفتح عينيه لعله يستطيع رؤية الضوء المفقود الذي سقط منه سهوا وهو يسرق آخر شعاع من آخر نجم.

كلما نظرت إلى الأفق تنكسر نظاراتي لتداهمني ضبابية المشهد.

لم يعد يحلم. توقف عن الحلم منذ زمن بعيد. أصبح ينام كالميت الذي فقد إحساسه وكلما أغمض عينيه داهمته الكوابيس.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى