السبت ٢٣ آذار (مارس) ٢٠١٩
بقلم عاطف أحمد الدرابسة

المُنتظَر!‎

(1)

هذا الصَّخرُ
كيف يُسافرُ فيه الماءُ
ليُعيدَني حيَّاً ؟

(2)

بعدَ غيبةٍ
أسألُ عنِّي
كأنِّي لستُ منكِ
أو كأنَّكِ لستِ منِّي!

(3)

بُعثتُ فيكُم
وما أنا منكُم
لأُعلِّمَكم
كيفَ تُباعُ الأوطان
وكيفَ تبكي السُّهولُ
وكيف تموتُ عطشاً
الشُّطآن !
ثمَّ أُعلَّمكُم
ثقافةَ النِّسيان!

(4)

بُعثتُ إليكُم
لأُحييَ الموتى
وما أنتُم بموتى!

(5)

بُعثتُ فيكُم
لأُوحيَ لكم بالسِّرِّ
وكيف خرجَ الضَّميرُ
من الضَّميرِ
كما تخرجُ الرُّوحُ من الجسدِ
لتَحِلَّ في الحجر!
فيصرخُ من شدَّةِ الظُّلمِ
الحجرْ!
كم تمنيَّتُ أن آتيَ إلى هذه الحياةِ
على هيئةِ حجرْ!
وهل يخلدُ في هذا الزَّمنِ الفاسدِ
إلا الحجرْ؟

(6)

أُحاولُ أن أمضي
باتجاهِ دولةِ البرقِ والرَّعدِ
أتبَعُ خُطى المطر
وأنظرُ كيف يتغيَّرُ
وجهُ الأرضِ
وكيف تحبلُ بالأسرار!
وأتأمَّلُ كيف يموتُ
على حواشي الرِّمالِ
الموجُ!
ويصمتُ عن البوحِ
آخرُ بحر!

(7)

أُحاولُ أن أشُقَّ الطُّرق
كي يعبرَ الهواءُ النَّقيُّ
إلى رئاتِ العصافيرِ
ورئاتِ الحَمَام!
أُحاولُ أن أُشعِلَ النِّيرانَ
في المياهِ المالحةِ
لأحفرَ الأنفاقَ
في صدرِ الظَّلامِ
وأكتبُ على وجهِ القمرِ
آخرَ الوصايا:
لا تضعوا العسلَ في السُّمِّ
فيفسدَ السُّمُّ
في خلايا الدَّمِ
ويحلو المَرارُ في الفمِ
فأعودُ إلى الجاهليَّةِ الأولى
أتبعُ شيخاً وقبيلةً
وأُصلِّي خاشعاً
للصَّنمِ!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى