الثلاثاء ٤ حزيران (يونيو) ٢٠١٩
بقلم نوري الوائلي

لحظات من الوداع الوداع

في الروح ِحزناً جذورُ الهمّ تفترعُ
وفي الفؤادِ حبالُ النبضِ تنصدعُ
حين الوداعُ لمن للروح ِسلوتها
يدنو ويسعى على أقدامهِ الهلعُ
يجثو على الصدرِ حتّى ضاقَ مدخله
مثلُ الغريقِ بجوفِ الماءِ يُبتلعُ
كالسيفِ في الغمدِ لكن من قساوتهِ
خافَ الفؤادُ وحزّ المنحرَ الفزعُ
وجْسُ الفراقِ أراني كلّ مؤلمةٍ
كالظفرِ والضرسِ بالخرّاج تُقتلعُ
اليومُ عامٌ إذا الميعادُ مُرتقبٌ
وفي التلاقي خيوطُ البين تجتمعُ
يومُ الرحيلِ عيوني لن تسلّمه
كأنّ منّي بقايا الروح تُنتزعُ
كيف الوداع لشهرٍ كنت أرقُبهُ
وقد تملّكني في شوقهِ الطمعُ
مثلُ السراج دليلٌ من تنوّره
ومن سناه ظلامُ الجهل ينقشعُ
الشمسُ تبزغُ في ليل بلا شفقٍ
والروحُ يغسلهُا من جودهِ الورعُ
أحيي الصلاةَ خشوعاً من مهابته
وفي الرجاء إلى الرحمن أنقطعُ
يسمو الفؤادُ فلا يدنو لناقصة ٍ
ولا للهوٍ من الشيطانِ مصطنعُ
النفسُ تطهرُ لا غشٌّ ولا كذبٌ
والجسمُ بالجوع شبعانٌ ومُنتفعُ
الرزقُ فيه بلا عدّ ولا أمدٍ
حتّى الجهامُ به فوق الفلا ترعُ
النفسُ يحكُمها نورُ التقى ورعاً
حتّى من الّلمم المكتوم ترْتدعُ
به الصلاة تضاهي كلّ مثوبة
وبالدعاءِ صروفُ الدهر تنفدعُ
أحتاجُ صبراً إلى صبري لفرقته
وما بروحي لذاك الصبر متّسعُ
أبكي على النفسِ هل أحيت مناهجه
وقد تمادت به الأهواءُ والبِدعُ
أن مرّ يومٌ برغم السعد يُفزعني
كأنّ منّي نياطُ القلبِ تُقتطعُ
من يأملُ العيد بعد الصوم مُفطره
كظامئٍ بسرابِ القيضِ ينخدعُ
أبكي شجوناً فلا أدري سيجمعنا
عامٌ جديدٌ به الآلاءُ ترتجعُ
عشتُ الوداع بدمعٍ لست ساكبه
لكنّ قلبي إذا العينان تمتنعُ
طلتُ الوداع بحزنٍ كدت أبطنه
ففرحةُ العيد رغم الحزنِ تنطبعُ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى