ناجي نعمان في جولة ثقافيَّة بأرمينيا

عاد رئيسُ مؤسَّسة الثَّقافة بالمجَّان، ناجي نعمان، من جولةٍ له في أرمينيا دامَت عشرة أيَّام، وتكلَّلت بلقاءاتٍ عديدةٍ ونتائج.

فبُعَيد وصوله إلى يريفان، استُقبلَ نعمان في مُتحف ومؤسَّسة الإبادة الأرمنيَّة (The Armenian Genocide Museum-Institute)، حيث تكلَّمَ عليه كلٌّ من المُدير العامِّ للمتُحف والمؤسَّسة، هاروتيون ماروتيان (Haroutyoun Maroutyan)، ورئيس قسم الشَّهادات والأرشيف والصُّحف، مِهران ميناسيان (Mihran Menassian)، قبلَ أن يتولَّى الكلامَ بدوره.

وقد سلَّمَ ماروتيان الأديبَ نعمان وسامَ أورورا (أرشالوس) مارديغانيان الذهبيّ (Aurora Arshaluys Mardiganian) الَّذي يُمنَحُ مرَّتين فقط كلَّ عام، مع الإشارة إلى أنَّ نعمان هو أوَّلُ لبنانيٍّ وعربيٍّ يُمنحُ هذا الوسام. وجاءَ في حَيثيَّات المَنح والاستِحقاق الَّذي نُقلَ على شاشات التَّلفزة أنَّ نعمان "أسهمَ في التَّعريف بالإبادة، وفي جَعل الدُّول تعترفُ بها".

وبعدَ زيارة نعمان نصبَ الإبادة الَّذي يتبعُ المُتحفَ، انتقلَ مباشرةً إلى قنصليَّة صربيا الفخريَّة في أرمينيا حيث استقبلَه القُنصُل بابكين سيمونيان (Babken Simonyan).

كما كان لنعمان لقاءان بُحثَت فيهما إمكاناتُ تعاونٍ ثقافيٍّ مُحتَمَل:

اللقاءُ الأوَّلُ تمَّ في معهد الأدب بأكاديميَّة العلوم الوطنيَّة لجمهوريَّة أرمينيا (The National Academy of Sciences of the Republic of Armenia) حيث استقبلَه مدير المعهد فارتان ديفريكيان (Vartan Devrikyan)على رأس مجموعةٍ من الأدباء. وصرَّحَ ديفريكيان أنَّ زيارةَ نعمان هي فاتِحَة الزيارات اللبنانيَّة والعربيَّة إلى المعهد، فيما ألقى أحدُ الشُّعراء قصيدةً لنعمان بعُنوان "أرمنيٌّ أنا"، مُتَرجَمَةً من العربيَّة.

واللقاءُ الثَّاني تمَّ في دار نشر الموسوعة الأرمنيَّة (The Armenian Encyclopedia Publishing House)، وهي دائرةٌ رسميَّة، حيث استقبلَه مُديرُ الدَّار هوفانيس أيوَزيان (Hovhannes Ayvazyan).

وأمَّا الاحتفالُ الكبيرُ فجرى في مكتبة أفيتيك إسحاقيان - المكتبة المركزيَّة لبلديَّة يريفان (Avetik Isahakyan Central Library) - وكان على شرف نعمان، أدارَه المؤرِّخ كيفورك يازيجيان (Gevorg Yazichyan)، في حضور سفيرة لبنان في أرمينيا، مايا داغر (Maya Dagher)، ومديرة المكتبة هاسميك غارابتيان (Hasmik Karapetyan)، اللتان تكلَّمتا في المناسبة. كما تكلَّم المُكَرَّمُ، وكانت مُداخلاتٌ من بعض المُشاركين في الحَفل، وبُثَّ عرضٌ لأنشِطَة مؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان توزَّعَت في أربعة أصقاع العالَم.

وتسلَّمَ نعمان من مديرة المكتبة شهادةَ تثبيتِ قيام جناح الكُتب الَّتي منحَتها مؤسَّستُه للمكتبة المذكورة، والَّتي ستمنحُ لاحقًا، وافتُتِحَ الجناحُ رسميًّا، وكان نخبُ المناسبة.

وأنهى نعمان جولتَه بزيارة مُتحف جديد وفريد وغريب افتُتحَ مؤخَّرًا في يريفان، يُديرُه 15 فردًا من الفنَّانين والفنَّانات ينتمون إلى أربعة أجيالٍ متلاحقةٍ من أسرةٍ واحدة، أسرةِ سامويليان (Samuelyan)، وهو مُتحف أغوليتسي (Aguletsi House Museum).

ويُذكَر أنَّ مؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان أُنشِئَت في العام 2011، وهي جمعيَّةٌ أهليَّةٌ لا تبغي الرِّبح، جمعَ فيها ناجي نعمان أنشِطتَه الثَّقافيَّة المجَّانيَّة المختلِفة الَّتي كانت قائِمَةً في تاريخه، وزاد عليها أنشطةً جديدة.

ونعمان أَنَسيُّ وأديبٌ وناشطٌ ثقافيّ، له نحو خمسة وثمانين عملاً مَنشورًا، منها مُنتخباتٌ أدبيَّةٌ مَنقولَةٌ إلى أربعة وأربعينَ لغةً نُشِرَت، بخاصَّةٍ، في مجلَّد "النَّاجيَّات" (2009)، فيما نقلَ بدوره إلى العربيَّة نحو دزِّينةِ كُتُب.

حائِزٌ جائزةَ الشِّعر العالميَّة الكبرى (رومانيا، 2002)، مع أنَّه لا يَدَّعي كتابةَ الشِّعر، ومَقولَتُه أنْ: "الكلُّ يَشعُر، وما مِن شاعِر، بل مُحاوِل". رُشِّحَ لأكثر من جائزة، منها الـ "بْرِمي إنتِرنَسْيونَل كاتالُنْيا" (منذ 2004). نالَ وسامَ المنظَّمة العالميَّة لحوار الأديان والحضارات (2014)، وكان قدِ اعتذرَ عن قَبول ميداليَّة الحرِّيَّة العالميَّة (الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، 2006) اعتِراضًا على ما كان يَجري في لبنان وفلسطين والعراق في ذلك الزَّمن. كُرِّمَ في الثَّلاثين من أيلول 2015 في مكتبة يريفان المركزيَّة بأرمينيا، كما قلَّدته وزيرةُ المُغتربين الأرمنيَّة، في الخامس من تشرين الأوَّل من العام عَينه، وسامَ الاستِحقاق والعرفان بالجَميل الذي منحَه إيَّاه الرَّئيسُ سِرْج سَرْكِسيان في الخامس من أيلول من العام المذكور. وفي إطار جولةٍ ثقافيَّةٍ له في رومانيا، رأَسَ المِهرجان الدَّوليَّ الأوَّلَ للشِّعر الحِكَميِّ الجاري هناك (تشرين الأوَّل 2017)، وكُرِّمَ في دار بلديَّة تِكُتْش، وعُيِّنَ سفيرًا للثَّقافة.