الأحد ٢٣ حزيران (يونيو) ٢٠١٩
بقلم حسن عبادي

وجوه لا تلتقي

سنحت لي الفرصة لأشارك يوم الخميس 13.06.2019 حفل افتتاح معرض "وجوه لا تلتقي" للفنّان عبد الله كنعان (مشاركة مع معرض "عبق الجنوب" للفنان خضر وشاح. شاركت في حينه حفل افتتاح معرضه يوم 16 شباط 2019 في قاعة إبداع في كفر ياسيف ونشرت انطباعاتي حوله) في صالة عرض طمرة، الصداقة، بالشراكة بين بيت الصداقة (ممثّلًا بزميلي المحامي نضال عثمان، نائب رئيس بلديّة طمرة) وجمعيّة تل كيسان، تلبية لدعوة تلقّيتها من كانز المعرض الفنّان أحمد كنعان. ضمّ المعرض أعمال للفنّانَين، وكان أسلوبهما وموضوعاتهما متعدّدة.

ولد عبد الله لعائلة نجّارين في طمرة الجليليّة عام 1966 أبان النكسة، درس التصميم الصناعي والغرافي، موضوع الخزف والفخّار، التصوير الفوتوغرافي ويعمل في مكتب للتصميم الغرافي ويبدو تأثير دراسته في أعماله المشارِكة في المعرض. شارك في عدّة معارض فرديّة وجماعيّة.

زرت في السنوات الأخيرة معارض كثيرة في البلاد وخارجها، ولفت انتباهي في حينه معرض للفنّانة التشكيليّة إيرما جرينهولز التي تستعين بطين الصلصال والمواد اللاصقة لابتكار تماثيل جميلة، وتميّزت أعمالها ببساطتها، تفهم العمل من النظرة الأولى وكأنّك به ومضة أو قصّة قصيرة تستوعب أحداثها لمجرّد رؤيتها.

فوجئت حين زرت المعرض فوجدت أعماله من مادة الطين والصلصال، يعجن ويخبز الطين ويحرقه فيصير فخّارًا، حوّله لكائنات كلّها حيويّة وحركة وكّأني بها ناطقة، وكلّ عمل منها يحكي قصّته بمجرّد النظر إليه والتمتّع بالحديث معه وكأنّكما في حوار.

يتناول المعرض العلاقة بين الناس في أيّامنا وما يميّزها من فتور، برود وتباعد بسبب شبكات التواصل الإجتماعيّة، حيث صارت افتراضية بغالبيّتها، تنقصها الحميميّة، ومحكومة للأجهزة الخلويّة وتطوّراتها، وصرنا نتواصل عَبرها، وترى كلّ منّا وشاشة محموله ونقّاله، في الشارع والمقهى والبيت...في الحيّز الخاصّ والعامّ ... في كلّ مكان، صرنا في زمن فقد الإصغاء والتركيز والإحساس بالآخر.

وجدت أعماله عشوائية، تماثيل طينيّة ذات روح وحياة، تنظر إلى عينيك لتحكي لك قصّتها وتشكي لك همّها علّك تُصغي لها وتبادلها أطراف الحديث.

رأيت فيها الكثير من الحداثة وما بعدها... أعجبتني!

ملاحظات لا بدّ منها؛ لفت انتباهي غياب مئات فنّانينا وعدم مشاركتهم حفل افتتاح المعرض، كلّ وأعذارِه، وحبّذا لو ينحّوا نرجسيّتهم جانبًا، ويشاركوا غيرهم، تشجيعًا له وإثراءً لهم!

وكذلك عدم تسمية الأعمال وعنوَنتها؟ كلّ الأعمال بدون عناوين وتساءلت: هل هي رسالة مقصودة للمتلقّي وترك له قراءتها والتفاعل معها حسبما يريد؟ أم سقط سهوًا؟
بدا جليًا أنّ الفنّان أحمد كنعان، منظّم وكانز المعرض، بذل جهودًا جمّة ساهمت في نجاح المعرض وهو يواكب مسيرة الكثير من فنّانينا ويشجّعهم في طريقهم للنجاح.

لفت انتباهي بأنّ المعرض قد أقيم بدعم من مطعم العثماني، عربسكو للدعاية، شوارما البركة، حمّص حمودي، مجمع السيدة عائشة، مكتبة بيت الطالب، سمارت كمبيوتر والأكاديمية طمرة، وكلّها مصالح تجاريّة طمراويّة، وهذه مبادرة مباركة وأناشد رجال الأعمال في بلدنا دعم فنّانينا ومبدعينا لشحّ الميزانيّات والمؤسّسات الداعمة لهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى