الأربعاء ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠١٩
بقلم عاطف أحمد الدرابسة

النُّباحُ في سجنٍ خمسِ نجومٍ

قلتُ لها:

هذا الزَّمن لي وحدي
أُحرِّكهُ كيفما أشاءْ
مرَّةً أجعلُه يميناً
ومرَّةً أجعلُه يسارْ
أُظهرهُ شيوعيَّاً حيناً
وحيناً من الإخوانْ!
أظهرُ على صورةِ داعش
وأظهرُ على صورةِ القاعدة
أجتاحُ دولاً
وأُغيِّرُ أنظمةً
وأُعيدُ تقسيمَ الشَّرقِ
على نحوِ ما أُريدْ!
أُبدِّلُ الزُّعماء
كما أُبدِّلُ الثِّيابْ
أسبحُ في بحرِ الشَّرقِ
كالسُّفنِ الهوجاءْ
أتركُ ورائي ألفَ جرحٍ عميق
وألفَ عينٍ مُطفئَةٍ
فأنا المِخرزُ
وأنا السِّكينْ ..
كلُّ الضَّحايا أنا جلَّادُها
وكلُّ الدُّموعِ المالحةِ
أنا مَن سيَّلها
وكلُّ الدِّماءِ في بلادِ العربِ
أنا مَن أراقَها
وكلُّ العواصمِ
أنا مَن أوقدَ نارَها
الفتنةُ النَّائمةُ
أنا مَن أيقظها
تأتونَ إليَّ شيوخاً
وتأتونَ إليَّ وجوهاً
فلا تأخذونَ منِّي
إلا اللَّطمَ والصَّفعاتْ ..
أنا الدُّولارُ
الإلهُ في الأرض
وأنتم أتباعي
وعبيدي
متى أشاءُ
أجعلُ صحراءَكُم جنَّةً
ومتى أشاءْ
أجعلُها جحيمْ!
أيُّها العُميانُ الأوفياءُ
ذهبكُم لي
وأنا أجزي به
بترولُكم لي
وأنا أجزي به
خيرُكم خيرُكم لي
وأنا خيرُكم لي!
أنا الدُّولارُ
أنا السُّمُّ والعسل
أنا الدَّمعُ والأمل
أنا العصا
وأنتمُ الطَّبلْ!
أنا الدُّولارُ
أنا مَن يحكمُ عليكم
بالرَّحيلِ أو البقاء
فأنا الخيطُ
وأنتُم الدُّمى!
تعالي يا خرافيَ الجميلةَ
إلى حضنِ الجزَّار
فرؤوسُكم
منذ أن تبوأتُ عرشَ هذا الزَّمنِ
تحت سكِّيني
وهذه الرُّبوعُ
اللاتي تقتاتونَ على أعشابِها
من أملاكي
أُقسِّمُها كيفما أشاءْ
مرَّةً على طريقةِ سايكس
ومرَّةً على طريقةِ بيكو
وأهبُ منها ما أشاءْ
على طريقةِ شيخي بلفور!
أنا الدُّولارُ
وبيدي كلُّ شيءٍ
وبأمري تصيرُ أرضُكم
أكفانْ
وبأمري أخيطُ لكم منها
الحريرَ أثوابْ!
أنا الدُّولارُ
أينما اتَّجهتُ تتبعوني
كالكِلابْ
لا رأيَ لكم
لا قرارَ لكم
لا حقَّ لكم
سوى النُّباحْ!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى