الأربعاء ٢٤ تموز (يوليو) ٢٠١٩

هواجس قلم

يوسف حمدان

هل قرأَتْ خلجاتِ المعنى
أم هي لا تقرأُ همَّ القَلَمِ
حين كتبتُ إليها
كان الحبرُ دمي..
والقلبُ دواتي..
كانت روحي تنضحُ
بالسيلِ المتراكمِ
من آلام الأُممِ..
إن كانتْ قد قرأتْ
فلماذا ردَّت بهدوءِ الثلجِ
الناصعِ فوقَ القِممِ؟
وإذا كانت لا تقرأُ
أو لا يعنيها همُّ القلمِ
هل أخطأ نزفُ الروحِ
إذْ انساقَ إليها كتَقِيٍّ وَرِعٍ
ينساقُ إلى محراب الحَرَمِ؟
يومَ نثرتُ حروفي
حول زهور حديقتها
كنتُ أرى فيها
وجهَ نقاءِ الدنيا
ووميضَ ضياءٍ يتعالى
من أبراج القِيَمِ
ما زلتُ أرى فيها
نبعَ صفاءٍ يغسلُ روحي
من آثار الخيبة والسَقمِ
وسأكتبُ حتى ينفذُ
نزفُ الروحِ ..
سأكتبُ دون عناءٍ أو ندمِ
يا قلمي!
لا تكتُبْ بعد الآنَ
إلى سلطانٍ مغرورٍ
لم يتعلم شيئاً
من عِبَر التاريخِ
ومن موروث الحِكَمِ
أكتُبْ لفراشاتٍ
يعشقنَ النورَ
ولو في لهبِ الحُمَمِ
أكتُبْ للإنسانِ الكادحِ
في الحقلِ وفي قاعات
المعهد والمصنعْ..
ولأمٍّ تعجنُ
مطحونَ الحنطةِ
كي تصنعَ خبزاً لفَمِ
أكتُبْ لحديقةِ أزهارٍ بشريةْ
تتناغمُ فيها الألوانُ
كألحانٍ تتوحدُ في نَغمِ..
أكتُبْ كي يبتسمَ الأطفالُ جميعاً
لمُعلمةٍ رسمت
بضياءِ العينينِ سلالمَ
كي يرقى منها الأشبالُ
إلى مجد الهممِ
واكتُبْ ..
أكتب بدمي!
كي يُبعثَ حياً بعضُ ضميرٍ
خرَّ جريحاً تحت غُبارِ حروبٍ
يُضرمها جَشَعٌ لا يشبعُ
من جوعِ الفقراءِ
ولا من دسم التُخَمِ.

يوسف حمدان

مشاركة منتدى

  • نص جميل .. وفكرة تجلي كثيراًمن واقع معاش يحتاج أصحابه لهزة قوية علهم بعد ذلك يرعوون عن غيهم وسدورهم في غفلتهم .

    بنية النص وإيقاعه .. هادئ... لا يكاد يدخل في التعالي حتى يعود للهدوء ... ولو كانت مقاطعه طويلة كانت ستعطي مجالاً لتقريع تلك الفئات فتعطي مساحات أكثر للمشاعر أن تكون محرقة لاذعة موقظة أو منبهة.

    وفقك الله أستاذ يوسف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى