الاثنين ١٢ آب (أغسطس) ٢٠١٩
بقلم عمرو العماد

ترانيمُ الضباب

رمتني الحياةُ بيأسٍ تَسيرْ
علي منكبيه خُطايا الحزينهْ
يُشرَّدُ عيني فتضحي قبورْ
يُكفَّن دمعي بآهٍ سخينهْ
فأصبحتُ جمرًا يَهُدُّ الجسورْ
ونجمًا كذوبًا أضلَّ السفينهْ
صبايا القديـمُ رياحٌ تثورْ
خريفي المديدُ رواني منونهْ
فضحكي بكاءٌ وشدوي نحيبْ
وقلبي وريدٌ جفتهُ الدماءْ
طعامي ظلامٌ ومائي لهيبْ
يمر علي القلبِ يمحو السماءْ
أماني بعيدٌ وهولي قريبْ
وذكري حنينٌ فقيدُ الرجاءْ
فصرتُ عصارة فحمٍ تشيبْ
تبث الليالي بريقَ الفناءْ
وخاصمني الكونُ منذ أتيتُ
فصَوْت الحياة عدوٌ لئيمْ
ينادي فأنكر ما قد سمعتُ
وتنقر صدري طيورُ الغيومْ
كتابُكَ يا كونُ نارٌ تفتُّ
مدادُكَ يا حرفُ قلبٌ هشيمْ
غناؤكَ ناعٍ لروحي يُشِتُّ
يفرقها بين كلَّ الجسومْ
فيومًا يتيمٌ عظيمُ النواحْ
ويومًا أميرٌ يقود الشموسْ
يُهتَّكُني ضوءُ هذا الصباحْ
ويطلقني ليلُ همَّ عبوسْ
فأضحي فقيرًا يجيدُ المراحْ
وأضحي غنيًا عليلَ النفوسْ
عيوني بمرٍّ تضئُ الصباحْ
ودمعي بشدوٍ يزف العروسْ
أثورُ أُحطَّم كُلَّ المعابدْ
وأرجع أبكي أوانَ الفناهْ
أُعانقُ قلبَ الأمينِ المجاهدْ
وأهوي الرحيلَ بعينِ الفتاهْ
وبالقلبِ سرٌّ دفينُ المواجدْ
أُسائل دنيايَ كُنْهَ هواهْ
فيأتي الجوابُ بسؤلٍ مُعاندْ
وما ذاك إلا إختناقُ الحياهْ
يُسلُّ الربيعُ سيوفَ إحتراقي
ويأتي الخريفُ بنار الربيعْ
يجئ الأنينُ بخطوِ البراقِ
فأمضي أحلق وسط الشموعْ
أذوب وتفني خيوطُ إنطلاقي
وأسكن ضوءًا يذيب النجوعْ
وأذهب في رحلةٍ للسواقي
فتخشع روُحي وآبي الخشوعْ
فتلقي عيوني لذئبٍ شريدْ
يمزَّقها، والنداءُ العقيمْ
يُسائل نفسيَ ماذا تريدْ؟
وتجهل نفسي ما قد ترومْ
فتغشي السحابَ بقلبٍ مَريدْ
وتلقي السؤالَ بعينِ النجومْ
فتبكي النجومُ أنينَ الرعودْ
فتنسي فتلهو برقصِ النسيمْ
وقلبي حواهُ إرتجافُ السؤالْ
وتفنيدُ نورٍ يضئُ الجوابْ
كأني خُلقتُ لهذا القتالْ
ملاكي وشيطانتي والضبابْ
وحربٌ ضروسٌ تشقُّ المحالْ
فيفني لأسكنَ شطْرَ العذابْ
أيمَّمُ وجهي فيبكي السؤالْ
ويصدأُ حرْفي بموتِ الجوابْ
الشاعر عمرو العماد


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى