الاثنين ١٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٩
بقلم عمرو العماد

هذا العَذابُ الأزرقُ العَيينِ

هذا العَذابُ الأزرقُ العَيينِ
يفتننى نداهْ
هذا الغَرامُ الأسْودُ الوَجناتِ
يأسرُني ضِيَاهْ
هذا المَساءُ النَّابضُ الأحلامِ
تظمئني رُباهْ
هذا الوجودُ الفاتنُ الأحزانِ
يسكنني لظاهْ
مِن أي دربٍ
أيُّها المجهول تشنقني يداكا
مِن أي بابٍ
أيُّها المِختالُ يشعلني هواكا
ورأيتُ فيكِ عزيزتي
فَرْحًا
يظلَّلُهُ السَّحابُ
ولمستُ فيكِ أميرتي
حُزْنًا
يُبَرقِعُهُ الضَّبابُ
وكأنما البَسَماتُ حزنٌ
باطنٌ فيه الغيابُ
وكانما الأحْزانُ فرحٌ
ناطقٌ فيه الايابُ
رباه هل تلكَ الغيومُ البيضُ
منطِقها السماءُ
أم أنَّ رؤياها عيونُ الارضِ
يسكبها المساءُ
لي أيكةٌ في الروحِ
يُسْكِنها الشياطينَ الغروبُ
في نهرها موجٌ من النيرانِ
تلْهِبُهُ الغيوبُ
في كفَّها نَغَمٌ
من الأحلامَ ترسِلُهُ الذنوبُ
في خمرِها شعرٌ
من الرَحَماتِ تنفثه القلوبُ
كانَ الربيعُ له حديثٌ يجتلي صَدَأ الخريفِ
صدا الربيعُ ودَاهَمَتْهُ جبالُ همَّ كالسيوفِ
* * *
يا بحرُ ماذا في عُبابكَ
من تجاعيدِ الندَمْ
ومحارُكَ الموعودُ
يقتله غريقٌ في الألمْ
وكتابُكَ المرصودُ
يسري في نواضِرِهِ السقمْ
يا بحرُ ماذا في شعابك
من خفافيشِ العَدمْ
اخْلَعْ سكونَكَ واستبق
هذي دروبُكَ للحياهْ
اجْمَعْ عبابَك وانطلقْ
هذي تباشيرُ النَّجاهْ
لكنَّ قلبكَ في يدِ المجهول
يأسرُهُ البراحُ
هذا حَمامُ الليلِ يبكي
في مغانيه المراحُ
والنخلُ في أواكره يدعو
فتسكته الرياحُ
والحبُّ في احلامه طيرٌ
وقد قُصَّ الجناحُ
من أيُّ ريحٍ
أيُّها المجهولُ
يقتلني صداكا
ويصُبُّ في عينيَّ بحر الذعرِ
خوفًا من لقاكا


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى