الاثنين ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٩
بقلم عبد الستار نور علي

أسوار وأخاديد

إلى الكبيرة (الزهرة رميج):

للأسوار وأخداديها حكايةٌ:
الفتى المغربيُّ الذي امتطى صهوةَ الشمسِ..
والنارِ في الأخاديدِ،
ألقى عصاهُ ينابيعَ حبٍّ، وماءَ عينٍ،
وضوعَ زهرةْ.

أنا المشرقيُّ الذي امتطى صهوةَ الريحِ، هبَّتْ
في ليالي الشرقِ/ ألفَ ليلةٍ وليلةْ....
والليالي التي عانقَتْ قمرَ المغربِ..
مُشرِقاً
في ليالي الأندلسِ،
ونامَ على صوتِ (بهيجةَ بنتِ إدريسَ) صادحاً:
"حبيبي تعالَ تجدْ منزلاً...."
فجئتُ....
وجدْتُ منزلي على (جبلِ طارقٍ)
يومَ نشرَتِ السفنُ قِلاعَها،
فأمسى البحرُ ورائي زورقاً
منْ دخانْ.

أنا المشرقيُّ
أداوي جروحي بإكسيرِ (سَبتةَ)..
و(مَليلةُ) جواري،
سفني أبحرَتْ،
وأناخَتْ بحِمْلِها في الأخاديدِ..
ذاتِ الفضاءِ الرغيدِ..
ينابيعَ منْ أحرفٍ..
خطّتِ السورَ أبوابَ مُشرَعةً
دخلْتُها باباً.... فباباً...،
وخلفي خيولٌ منَ الكواكبِ مُثقَلَةً..
بالأحاديثِ:
"هذه ليلتي وحلمُ زماني"..
و(عزوزةُ) حملَتْ أثقالها..
صخرةً ... صخرةً....
ثمَّ أنبتَتْ شجرَ التينِ والزيتونِ..
وأخاديدَ منْ عشقِها،
أثمرَتْ دوانيَ القطوفِ،
قطفْتُ....
فكنْتُ الذي مثلَ نهرٍ جرى..
بين وديانِ قلبها،
انتشيتُ كروماً..
خمرةً منْ حكايةٍ أرعشتْني.

هي (الزهرةُ) أطلقَتْ..
أوراقَها خضراءَ وحمراءَ..
فارتمتْ..
روايةً منْ حصادِ الحقولِ..
وشمعةً تحترقْ،
تطردُ الظلامَ عن السهولِ،
عنِ العيونِ،
فتولّي الأسوارُ أدبارَها..
كتابَ هزيمةٍ..
حينَ فكّتْ (الزهرةُ) اللغزَ..
في الأخاديدِ..
ذاتِ النارِ والوَقودِ....

* (أخاديد النار) و(عزوزة) روايتان للروائية المغربية الكبيرة (الزهرة رميج)

عبد الستار نورعلي

السبت 21 سبتمبر 2019

وقد نشرت الروائية على صفحتها في الفيسبوك خبر نشر القصيدة في صحيفة (العلم) الورقية المغربية، مع تقديم لها قائلةً:

"في الملحق الثقافي لجريدة العلم ليوم الخميس 24 اكتوبر 2019، نشرت هذه القصيدة المعنونة ب "أسوار واخاديد" للشاعر العراقي الكبير عبد الستار نور علي. وهي قصيدة نظمها يوم 21 شتنبر 2019، وبعثها الي في اليوم الموالي اي يوم 22 شتنبر. وقد استلهمها من روايتي "أخاديد الأسوار" و"عزوزة"، كما استلهم رموزا فنية وتاريخية مغربية.

كانت سعادتي كبيرة بهذه القصيدة، وكان بودي ان أنشرها آنذاك، لكن الشاعر أرادها أن تنشر في منبر ورقي لتكون هديته للقراء المغاربة من خلال تكريمه لكاتبة مغربية يعتبرها "كبيرة" تكتب لهم وعنهم. وامتنع عن نشرها في العراق قبل نشرها في المغرب.
لا أجد الكلمات المناسبة ولا القادرة على التعبير عن امتناني العظيم لهذا الشاعر المتميز الذي مذ عرفته في دروب وهو يغمرني بتقديره ويضعني في مكانة عالية للغاية حتى وأنا في بداياتي، إذ أهداني قصيدة رائعة سنة 2006 نشرها في موقع دروب، واحتفى بها القراء آنذاك، أيما احتفاء.

ألف شكر لك ايها الشاعر الإنساني العميق، المحب للإنسان والمدافع عن قيم الخير والجمال.
والشكر موصول للأخ العزيز الأستاذ محمد بشكار على نشره لهذه القصيدة واحتفائه بها على مستوى الإخراج والحيز الفضائي. "


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى