الثلاثاء ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٩
بقلم عمرو صابح

مصر بين حرب اليمن والحرب فى ليبيا.

فى الفترة من 26 سبتمبر 1962 حتى ديسمبر 1967 تواجد عدد يتراوح مابين 50 إلى 70 ألف ضابط وجندى مصري فى اليمن لنصرة الثورة اليمنية ضد الحكم الإمامي.

نتج عن ذلك التواجد العسكري المصري:

 سيطرة الجيش المصري على موانئ اليمن ليحول البحر الأحمر لبحيرة عربية وهو ما تجلى بعد ذلك فى إغلاق مضيق باب المندب عند اندلاع حرب 1973.

 تحولت اليمن لجمهورية وخرجت من القرون الوسطى التى فرضها عليها حكم أسرة حميد الدين.

 أزيح الملك سعود عن عرشه وحل محله الملك فيصل الذى ألغى الرق وبدأ عملية تحديث كبرى فى السعودية تحت وطأة الوجود المصري فى اليمن وخوفاً من انتقال الثورة إلى السعودية.

 انتهى الاستعمار البريطلنى فى شبه الجزيرة العربية والخليج العربي.

 بالنظر للخريطة يظهر ان السواحل المقابلة لسواحل اليمن هى سواحل أثيوبيا وقتها، فلم تكن أريتريا قد استقلت بعد، كان النظام المصري فى هذا الوقت يساعد ثوار أريتريا ويستخدمهم كأداة ضغط على النظام الأثيوبي المعادى لمصر عبر التاريخ.

 الأسلحة التى استخدمتها مصر فى حرب اليمن جاءت كلها من الاتحاد السوفيتى مدعم منه للثورة ولم تكلف مصر شئ.


 استشهد فى حرب اليمن 3400 شهيد مصري.

 صرفت مصر على جيشها فى اليمن 500 مليون جنيه، كان من نتائج حرب اليمن ورحيل القوات البريطانية عن الجزيرة العربية والخليج العربى ان استقلت إمارات ساحل عُمان،وتحولت فى 1 ديسمبر 1971 إلى دولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بعد استقلال الإمارات منحت مصر مليار دولار تقديراً لدورها فى رحيل الاحتلال البريطاني.

 فى حرب 1967 كانت القوة الضاربة للجيش المصري كلها موجودة فى مصر، وكانت القوات المصرية التى تم حشدها فى شبه جزيرة سيناء بدءً من مايو 1967 حتى بدأت الحرب يوم 5 يونيو 1967 تكفى وتزيد لتنفيذ الخطة قاهر الموضوعة للدفاع عن سيناء، وبعد انتهاء الحرب والمصالحة بين عبد الناصر وفيصل فى مؤتمر الخرطوم، عادت القوات المصرية من اليمن لتشارك فى حرب الاستنزاف.

 خلال سنوات حرب اليمن أتمت مصر أول وأخر خطة تنموية شاملة هى الأنجح فى تاريخ مصر المعاصر بمعدل تنموي 6.7% سنويا بشهادة البنك الدولى الصادرة فى تقريره فى يناير عام 1976، كما تم بناء السد العالى الذى اختارته الأمم المتحدة كأعظم مشروع تنموى فى القرن العشرين.

 رغم كل المذكور أعلاه، شن تيار اليمين المصري حملة ضارية ضد عبد الناصر لمساندته ثورة اليمن امتدت منذ وفاته حتى الأن رغم ان دعم ثورة اليمن كان ضرورياً للحفاظ على أمن مصر القومى، ولعب تنظيم الإخوان دور رأس الحربة فى الهجوم على عبد الناصر.

 بعد أكثر من 5 عقود على حرب اليمن، يخوض تنظيم الإخوان الأن غمار حرب إعلامية لنصرة الرئيس التركي أردوغان وتأييد قراره بإرسال جيش تركي للقتال فى ليبيا من أجل سرقة الثروات النفطية الليبية وإيجاد موطئ قدم أخير لميليشياته الإخوانية الإرهابية التى فشلت فى سوريا ويريد استخدامها الأن فى ليبيا، وفى نفس الوقت يهاجم التنظيم الإخوانى وذيوله الدور المصري فى ليبيا الجارة الغربية لمصر، والتى يُعتبر استقرارها من ركائز الأمن القومي المصري.

 الغرض مرض، والإخوان ليسوا جماعة أو تنظيم سياسي فقط، بل أيضا جنسية، يصطبغ بها من يلتحق بصفوف الإخوان.

 الجنسية المصرية مناقضة للجنسية الإخوانية.

المصادر:

 50 عاما من العواصف.. ما رأيته قلته.. أمين هويدي.
 حروب عبد الناصر.. أمين هويدي.
 يوميات ضابط فى حرب اليمن.. محمود مبروك.
 بصراحة عن عبد الناصر.. فؤاد مطر.
 حرب الثلاث سنوات.. الفريق أول محمد فوزى.
 مذكرات الفريق عبد المنعم خليل.
 سرد الذات.. الشيخ سلطان بن محمد القاسمي.
 تأثير الفكر الناصري على الخليج العربي.. نور الدين بن الحبيب حجلاوي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى