السبت ٩ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
أدعو إلى اختفاء الأمراض العضوية وغير العضوية حتى إذا أصيب بها عدوي
بقلم إياد حسن ناصر

حوار مع الشاعر صابر الفيتو ري

شاعر من ليبيا احد أهم الأصوات الشعرية في جيله صاحب أفكار مشاكسة ورؤى تستدعي الحوار لكنه لبق ويجيد استخدام العبارات المهذبة التي تغيب عندما يتحرك داخل النص الشعري أو المقاربات النقدية حاد إذا تعلق الأمر بالقصيدة والفعل الثقافي يعتبر تجربته ذروة ما وصل إليه الشعر العربي الحديث يفتح قلبه للجديد لا يصادر الآخرين بقدر ما يحاول تحسس جوانب الجماليات واستبصار أفق أفضل, متفائل لدرجة يحسد عليها بغد أفضل للقصيدة معتبرا أيها وطنه وملاذه الرحب , كتب معرفا بالمشهد الثقافي الليبي في مناسبات ومع أن تلك القراءات تثير جدلية كونها تحمل معول النقد ألا انه لا يزال مصر علي تناولها معتبرها مشرعه الثقافي صدر له مجموعة شعرية واحد من منشوراته الخاصة , له مخطوطات شعرية ونقدية تنتظر النشر لا يركض خلف الظهور المبتذل مع أن حقيبته مليء بالأجوبة الثقافية حورناه لنرصد هذه الإجابات ونستخلص شيء أخر عنه..

 أنت من أهم الشعراء الشباب الليبيين والعرب هذا ما كتبه عنك عدد من النقاد في الوقت ذاته تمارس النقد فهل أنت شاعر أم ناقد ؟
 مسالة أن أكون الأهم أو احد أهم الشعراء الشباب مسالة نسبية تعتمد علي ذائقة كل شخص على حدة، وأيضا يمكنك أن تسمع أو تقرا أني أيضا أسوا شاعر علي الإطلاق وقد قرأت أخيرا قراءة في مجموعتي لطم لتاريخ الأمواج تفيد بهذا, تم هذا الأهم بما يتم قياسه بالميكرومتر او او بالقدمه ذات الو رانية ام بمقياس الضغط .

ذكرتني بشاعر صديق من بنغازي اعذرني لن اذكر اسمه يحمل رسالة وصلته عبر الاميل بالصينية في حقيبته باستمرار ويطلع عليه الأصدقاء كونها مراسلة تمدح شاعريته وتثبت انه شاعر عالمي لو بهذا المقياس أظنني أيضا شاعرا عالميا ومهم فصندوقي مليء كذلك برسائل طائشة بلغات ميتة كثيرة الحقيقة - أنا احترم أي تجربة ولا يمكنني أن انتقص من قدر أي شاعر مهما كانت سنه أو عدد مجموعاته التي أصدرها او رسوخ في تجربته وأحاول جاهدا أن أتحسس شاعر يته لأنه لابد أن يحمل شخصية ما و بالفطرة .

في بدايتي مـثلا كنـت متحمسا لتنظيم أمسيات شعرية أسميتها أمـسيات ( الكل شاعر )وهي أمسيات شعرية وملتقي شعري كرنفالي مفتوح لكل من يري أنه يحمل في قلبه الحلم في كتابة القصيدة واعتبر آن ذاك كل من شاركوا شعراء مهمين مع أنهم ابتعدوا وتلقفتهم تفاصيل الحياة اليومية واتجه منه من اتجه ألي ابعد نقطة عن الثقافة ومنهم من ركب البحر , أؤمن وادعوا الي عدم احتكار الشعرية تم ما هو الداعي لاحتكار الشعرية ؟ كما احتكر غيرها من المكاسب الإنسانية فنحن في عالم طغت عليه المادة , والممارسة الأدبية في حد ذاتها انجاز انساني فالثقافي فعل جدواه افتراضية لكنه عنصر بناء علي الأمد البعيد , لا يجني الثمار الموسمية كالبساتين ولا يسوق وبالتالي العائد المتأتي منه بسيط ولذلك يترك ويتجه المرء إلى ما هو أجدي, أما أنا فلا أجيد شيء غير ذلك .
أما عن أن كنت شاعرا أو ناقدا , أو اجمع بين الاثنين ؟ فاسمح لي أن أسالك من هو الشاعر في تاريخ الشعر الحديث الذي لم يكتب في النقد ولنستعيض عن مصطلح نقد ( بالتنظير ) وبه يصنع الشاعر حيزا يتحرك بداخله و يضيء آفاقا جديدة لقصيدته لاشك انك لن تجد أي اسم كبير ..
 يقول البعض أن مزج مصطلح القصيدة بالنثر أمر غير مقبول فالقصيدة هي ما تحيلنا إلي الشعر ليس غير ذلك؟

  قصيدة النثر صارت الأكثر شيوعا وصارت تحوي علي نمطية ومحاكاة وغاب التجديد علي متنها ووضعية القصيدة الحديثة كوضع القصيدة الكلاسيكية التي كان يمثلها احمد شوقي والجواهري وآخرون قبل أن تهب ريح الشعر الحر علي يد السياب والملائكة مما ينبآ عن اقتراب أفولها ,ومع هذا وان اختفت قصيدة النثر أو القصيدة الحديثة فلا خوف علي الشعر العربي لأنه قادر علي أنتاج آلية بعدية وكما حدث في الثقافة الغربية صار الجديد والحديث هو المنغمس والمتماهي مع التراث أي هو الأقدم مما تفرزه الحضارات ذات الاصالة البدائية فبفضل الحراك الاجتماعي اعتمرت في النفس البـشرية رغبة وحنين للعودة إلي الاصالة ..مثال ذلك القبول الذي تجده قصيدة( الهايكو )وغيرها من المسميات والتي وان دخلت علي الثقافة العربية ولكن بتحفظ كبير فثقافتنا مازالت تفرض محاذير وترسم لنفسها عزلة إرادية .

ليست لدي مشكلة في التجنيس أو التصنيف فسمي كما شئت قصيدة مقطوعة, نص او ترنيمه فليس هناك مصطلح مقدس أو طوطم ما كما ينظر البعض, فاختر أي قالب لنفسك توصل به تجربتك التي هي جزء من التجربة الإنسانية بأسرها , ومن ذلك تأتي دعاوى بعض النقاد إلي القصيدة الرقمية التي تؤكد أن تجربة الحرف وصلت إلي ذروتها ولم يعد ثمة فرص لظهور الحديث والنقي تماما لكن أنا لا يمكنني أن أتصور قصيدة تخلو من الحرف والكلمات لحساب الأرقام فذلك طمر للمشاعر والطبيعة وسيطرة للمادة علي الحس ..
 هل يمكن أن تضعنا في أجواء الحركة الثقافية الليبية ؟
أن المشهد الثقافي الليبي هو جزء من المشهد الثقافي العربي و اشكالياته هي - ليست بمعزل عن إشكاليات الثقافة العربية عموما ويمكنني ان اقسمه الي اجيال جيل الرواد الذي ينطلق من الخمسينيات والستينات القرن الماضي وما قبلها , وهو جيل رصد الانطلاقة وهذا كل ماله مثل علي مصطفي المصراتي وخليفة التليسي وبن زكري ويوسف الدلنسي واحمد الشارف وعبد القادر ابو هروس و كامل المقهور ومحمد المهدي ابو حامد واحمد رفيق وغيرهم ..جيل السبعينيات هو امتداد لذلك الجيل وللآسف ولأسباب الجدل الفكري السياسي تعرضوا الي الإقصاء ومع نهاية الثمانينيات أطلق صراحهم في حدث تاريخي هام يسمي(اصبح الصبح ) وعلي فكرة هو مطلع لقصيدة مغنى لشاعر سوداني لا يحضرني اسمه منهم عمر الككلي - السنوسي حبيب - ادريس بن الطيب -منصور ابو شناف - احمد الفيتو ري - ادريس المسماري وآخرون ..

ولذلك نجد أن حلقة تواصل مفقودة بين الأجيال فجيل الثمانينات لم يجد الامتداد الطبيعي ليجعل التطور الفكري والأدبي يمر بمرحله الطبيعية فكان جيل الثمانينيات جيل عبثي بامتياز رافض ومولع بالتطور وبالحداثة وعدد من تلك الأصوات هي ذروة التجربة الليبية من ناحية البحث عن الشكل ومحاولة طرح شكل مغاير من الأسماء محي الدين محجوب والكيلاني عون ومفتاح العماري وعبد المنعم محجوب عاشور الطويبي و عمر الكدي وحسين المزداوي وآخرون تم وصلنا إلي جيل التسعينيات ولا اعرف ماذا حصل هنا فبدا ظهور أصوات منقطعة عن ما سبق كذلك فالقصيدة عادت تحن إلي الجرس والمباشرة والتبسيط وانكمشت التاسيسات التي بنيت من ناحية الصورة والترميز والتجريب واضن ان السبب هو ظهور الانترنت ربما لأنه يتطلب وجود لغة سهلة. و للأسف لا ترقي أن تكون لغة شعرية لكن دائما كانت تظهر شواذ من الأسماء رامز النويصري و صلاح الغزال و خالد درويش و غازي القبلاوي وعمر عبود وصلاح عجينة وعبد الباسط أبو بكر والعابد و إبراهيم الككلي وعبد الوهاب قرينقو و سعد الغاتي وآخرون ..
كما يوجد أسماء غير منتمي لجيل كسالم العوكلي وعبد السلام العجيلي وعبد الرزاق العاقل وآخرون كثر ..
واستثني هنا الأسماء النسوية ليس من باب المحافظة التي يصبغ بها الشعور الشرقي بالخجل من ذكر أسمائهن لكن لتميز الصوت النسوى وزخمه الكبير علي مر الأجيال فقط أن استطعن قطع شوط أطول في مسيرتهن الثقافية فالتزاماتهما الاجتماعية تطغي دائما وتعيقهن عن الاستمرار ..

 قلت أن الشاعر لابد أن يمارس التنظير ليسلط الضوء علي تجربته الشعرية ويعطيها بعداً فكرياً , إذا ما الذي تريد أن تقوله كرؤية نقدية مساندة لتجربتك الشعرية أن جاز التعبير و هل تنتمي لمذهب أيديولوجيا ما تبشر به في كتاباتك وتعتنقه وتعتبره المحرك والمؤسس لتجربتك الشعرية ؟
 مشروعي الثقافي و وضعة تحت وطأة السؤال وحجزه في اسطر الجواب أضنه إجحاف ما تمارسه ضدي يا صديقي.. ليس من الواجب علي الشاعر أن يكون مبشراً أو مناضلاً أو منتمياً لأي أيديولوجية ما لكن صوته هو الموتر واعلي من المنابر والمذاهب وبذا يتم استقطابه واستدراجه لخرافات تنظيرية عقيمة والشاعر لمحاولته الكسب المادي ينجر إليها وتجده يدعوا بشعره للدكتاتورية والفاشية والنازية وما هو أسوا منها في واقعنا السياسي العربي . وللأسف يمدح القتل ويستهويه سفك الدم , و يتلدد بألم انسان آخرين ,انا اكتب بحس ايدولوجيا فطري ينحاز للإنسان ولعالم الغد الجميل مع التأمل في مصيره والمتناقضات التي يعيشها وقلق النفس واحلم ان ينعم الإنسان باستنشاق هواء الله دون ما ينغص عليه صفوه وان يصطفي لنفسه بيئة خلابة تتناغم مع طموحه وان تختفي الأمراض التي تسبب الوجع لي حتى أن أصيب بها عدوي السكري وضغط الدم والإيدز والسرطان وغيرها ويكفيها ما كلت من أجسادنا و أصادق أصدقاء البشرية والإنسان حتى من الشياطين اضن أن هذا هو محرك تجربتي وهذا هو مشروعي ورسالتي..

 هناك دائما حوار قائم بين الشرق والغرب العربي مفاده أن الشرق ينجب الشعراء والمغرب العربي ينجب النقاد ما رائيك في ذلك ؟
 أنا ارفض تقسم الوطن العربي ثقافيا إلي مغرب ومشرق وهنا أشير ان شعراء قطر عربي واحد مثل العراق تسيدوا التجربة الشعرية العربية الحديثة عامة فعندما يذكر الشعر العربي الحديث فانك تسرد قائمه من الشعراء العراقيين الرواد والمميزين تم تذكر ما يأتي بعدها.التجارب عندما تجتاز الوطنية فان سقفها يصبح قومياً .

كان النقد دائما مواكب للعملية الإبداعية فإذا لم يكن النص الذي يقبل الممارسة النقدية علي متنه موجودا سيكون النص النقدي المواكب ضعيفا وهذا ينفي أي اتهام لعدم وجود نص شعري في المغرب .ويؤكد وجود النص النقدي الموازي للنص الشعري في المشرق , مسالة الجغرافيا المترامية لا تعطي خصوصية ألا افتراضية ,في ليبيا مثلا هل يمكن ان تضعها جغرافيا في المشرق ام المغرب بلا شك الجواب مستحيل,وبذلك فان التجارب وما تحمله من خصوصية فردية تؤرخ لصاحبها ومن تم إلي الجغرافيا الإقليمية الأقرب أي الوطنية فالأكبر اي القومية ولا وجود لعدا ذلك وأنا لا اعترف بالتكتلات السياسية في الثقافة فلا أري أي وحدة ثقافية أو أدبية أو امتياز في أي من المسميات التي تمطط الوطنية كالخليج العربي أو الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا او المغرب العربي ,لعل اجابياتها تكمن في المواقف السياسية والغائبة والخجولة والخطط الاقتصادية كتوحيد العملات ,او إزالة التعريفة الجمركية ,الخ .
 مارست الصحافة الأدبية في جرائد حكومية ليبية كجريدة الراية الخضراء والزحف الأخضر و الفاتح ما هي مشاكل الصحافة وهل ما تقدمه هذه الجرائد يرتقي لي أن يكون جرعة ذات نفعية وكيف لك أن تضع تلك التجربة في مقارنة مع أنموذج النشر عبر الانترنت ؟
 الصحف التي ذكرتها لا تسمي في ليبيا بصحافة حكومية وإنما صحافة جماهيرية او ثورية وهناك فرق عموما لم أكن اخطط في البداية في طبيعة الصحيفة التي اكتب بها, ما كان يهمني هي الكتابة لمجرد الكتابة وبحماس كبير و دون مقابل, في زاوية في الذيل او قرب إعلان عن ضياع جواز سفر ,لم أري أن ذلك مهم , تم ان كتاباتي كانت عبارة عن نصوصي الشعرية وبعض المقالات والمقاربات النقدية والقراءات في الإصدارات, مشكله الصحافة الجماهيرية ان أعمالك قد تأجل عشرات المرات لصالح الاولويات والمناسبات الوطنية والدينية والمستجدات خاصة اذا لم تكن موظف في تلك الصحيفة , فالموظفين هم من يعرفون الاولويات والتوجهات اليومية فيتواجدون رغم ضعف موهبتهم , فتغيب أسماء أبداعية تاركا مكانها للموظفين وهنا تعبيرك بكونها صحافة حكومية اقرب الي الحقيقة وهناك مشاكل أخري غير مستعصية ممكن ان تحل بمجهودات الصحفيين والقائمين عن الصحافة ..

تقديم بدائل وحلول ونسمع ألان أن المشهد الثقافي في حالة مخاض وقد يتمخض ما هو أفضل ليعود المتلقي للمصالحة من صحفه التي أحبها ذات يوم ..
أنا اليوم كاتب مستقل لذي موقعي الخاص علي الانترنت ويمكن ان اعبر عن رائي في الوقت الذي أحب وفي الصحيفة او المجلة التي اشعر أنها تقدرني وتحترم وجهات نظري وسأستمر وأعود إذا استدعتني الصحافة في بلادي علي أساس أن ابقي كاتبا مستقلا فلا تنازل عن حريتي حتى لم أحب ..

 وجدت مجموعتك (لطم لتاريخ الأمواج ) قبولا من قبل النخب المثقفة و استهجان من قبل المتلقي العادي أو لنقل عدم قبول ؟
 التعميم دائما أمر غير صحيح والحكم المطلق علي الأشياء غير جائز هو الأخر فعلا قد اثني عدد من المثقفين علي مجموعتي عندما كانت مخطوطة وعندما تجسدت في إصدار وهناك من لم تروق له وتجاهلني وتجاهلها لكني سعيد فهي تجربتي الأولي في الكتابة وقد تجاوزتها وقد مر علي كتابتها قرابة العشر سنوات أضنني الآن قد تغيرت وقد تنقلب المعادلة ومن لم تستهويه المجموعة الأولي قد تستهويه الثانية والعكس ما اعرفه أن الثانية ستصدر .والنوعين سيكون موجود حتما ..
أما عن عدم قبول النص من قبل المتلقي فأقول أن المتلقي ثلاث أنواع متلقي مثقف ومطلع علي تجارب عربية وعالمية تقبلني بترحيب والنوع الثاني متلقي غير مثقف وهو من رفضني بالكامل ومتلقي تربطني به أواصل اجتماعية وقد تقبلني هو الأخر وبارك عملي ..

 صابر كتبت القصة والمقالة والنقد الأدبي وكتبت في الترجمة بالإضافة إلي الشعر هل ننتظر منك عملا روائيا في القريب خاصة أن الرواية قد أخذت مكان وتحقق نسب عالية من القراءة ؟
 فكرة كتابة رواية تراودني واحلم أن أحققها لكني في كل مرة ارجي ذلك فالتقنية التي تتطلبها الرواية ربما لا تتوفر عندي منها احتياجها للوقت والتفرغ للكتابة كما أن الرواية يجب ان تتحقق فيها شروط ورفضي للشروط وامتعضي من تتبع القواعد يحكم علي أن ابقي خارج أسوار الرواية كما أنها تحتاج إلي زخم حياتي يكون بمثابة الحبر الذي تكتب به لكن الفكرة واردة ربما في وقت لاحق . ما استغربه انه كيف يمكن أن تحقق الرواية كل هذه الأعداد من القراء علي الرغم من النمط السريع و المتسارع للحياة اليومية التي يشهدها العالم والعجلة التي تطغي علي الشعور والتفكير ..

 هل لك أي إضافة ترغب أن تكون في هذا الحوار ؟
 شكرا لك وأمل أن أكون قد قدمت كل ما لدي وأجبت بصراحة ولا شك أني لن اجري أي حوار آخر ألا بعد أعوام عندما تكون هناك متغيرات قد استجدت تستدعي ذلك ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى