الأحد ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٦
بقلم أديب قبلان

صفحة من مذكرات قط

اليوم الأول :

اليوم هو عيد ميلاد ولدي ، ويجب أن أؤمن له هدية تقر لها عينه وينشرح لها قلبه ، سأؤمن خروفاً ( عصفوراً ) عميق العظام ، ضحل الفراء ، وسأقدمه له في آخر الليل بحيث يختفي أصدقاؤه عن الأنظار .

( خيم ستار الليل وجاء القط بالخروف الذي وعد نفسه به وقدمه لابنه على طبق بجانبه بعض أنواع المكسرات ( العظام ) وبعض أنواع العصائر ( حليب ) .

تناولنا العشاء وانتقلنا إلى فراشنا كي نودع هذا اليوم الشاق بنوم عميق ولكن فجأة .... قطع صفوتنا ضرب بمطرقة على باب البيت ، انتابتنا حيرة لكنني أخذت موضع الرجولة وفتحت الباب وتلفت فرأيت المزارع أبا حسن يدق بمطرقته الكبيرة المشابه صوتها لصوت مدفع .

اليوم الثاني :

كنت صباحاً أبحث عن طعام فلاقيت عدداً من الركلات التي طرحتني يميناً وشمالاً ولكنني لم أستسلم لهذه العقبات وتجاوزت مبنى الحقل لأرى البهجة ترتسم على وجهي بعد أن رأيت باب بيت الـ(صيصان ) مفتوح ، تسللت قليلاً إلى أن وصلت مدخلها فاستقبلني الديك بابتسامة عريضة شريرة ووجه منقاره نحو جمجمتي التي بدت ترتجف من الخوف ونقرني عدة نقرات حولت هدوئي إلى نيران اشتعلت وبدأت بالهرب كالمخلوق الضعيف الخائف الذليل .

عدت إلى البيت منكسر الكرامة " أنا أهان من مجرد كائن كهذا " ، ودخلت فاستقبلتني زوجتي بنبرة صوتية ساخرة وعيون تقدح منها الشماتة " مع من اليوم! مع فأر ؟ " رميتها بنظرة حسبتها نظرة رجل لكنها حسبتها نظرة مخلوق غريب ، واتجهت إلى غرفتي مكسور الخاطر والجمجمة ، فلم أستطع طيلة هذا اليوم التحرك أبداً .

اليوم الثالث :

كنت قد صحوت باكراً على أثر الألم الذي سببه لي ذلك الديك اللعين، حاولت النهوض لكن لم أستطع ، فكيف سأخلق المشاكل هذا اليوم ، التقت بأذهاني فكرة لا يمكن لشخص تخيلها يمكنني من خلالها الانتقام من الديك وإثارة المشاكل، فأرسلت في طلب صديقي الهر القاتل وشرحت له الخطة وأرسلته لتنفيذها ، فذهب والتقى بزوجة ذلك اللعين وأخبرها بخيانة الديك ، و ملاحقته لابنة الديك المجاور بيته لبيتهم ، و هنا ثارت الدجاجة وتركت بيضها وانطلقت تبحث عن ذلك الخائن المتصنع.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى