السبت ٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦
بقلم محمد عبيدو

السينما الإفريقية السوداء

السينما الإفريقية السوداء ولدت بالنسبة لكثير من الدول الإفريقية في إطار عملية التجديد الثقافي ما بعد الاستعماري، وحقيقة لم يكن هناك أي شيء يمكن تسميته بالسينما الإفريقية السوداء قبل الاستقلال، فالسينما الوطنية الإفريقية قد ولدت بالضبط في وقت الوطنيات الإفريقية نفسه.
والسينما الإفريقية لم تقم بنيات تحتية صناعية بالبلدان الإفريقية ولكنها خرجت إلى الوجود بحكم ضرورة التعبير عن اللحظة التاريخية، فكان أن نشأت شبكة علاقاتها الإنتاجية والتسويقية من جراء التراكم الفلمي الذي أحدثته في حقبة تاريخية وجيزة لم تتجاوز الخمسين عاماً.
والسينمائيون الأفارقة رغم مشاكل القارة السوداء الاقتصادية والسياسية، إلا أنهم أصبحوا فنانين ذوي قامات سامقة تعرض أفلامهم في أهم المهرجانات العالمية وتكتب عنهم البحوث والمؤلفات.. وما يثير الإعجاب إزاء السينما الإفريقية السوداء، إنها الآن في حالة تغير مستمر. وهنا الحديث عن ثقافات سينما ما زالت في حالة تكون. فهناك بلدان إفريقية لم تصنع سينما إطلاقاً. وبينما أوروبا وأمريكا الشمالية تترنمان بالطقوس الجنائزية للسينما تقريباً، فإنه لا يزال الناس في أجزاء أخرى من العالم يستكشفون إمكاناتها. ونكاد نشعر حقيقة من خلال أفلامهم بأن هناك إمكاناً لتجديد بعض القواعد الأساسية للفيلم.. ويمكن الحديث عن بعد أخلاقي وآخر جمالي للسينما الإفريقية، وهي السينما التي تعالج شؤون إعادة البناء والتحليل السياسي. فالبلدان الإفريقية حوصرت بعلاقات استعمارية إلى هذه الدرجة أو تلك مع أوروبا ثم منحت استقلالها بعد ذلك تقريباً في اللحظة نفسها ثم بدأت في استخدام السينما في عملية التجديد الثقافي.

إن أفضل الأفلام الأجنبية التي عالجت قضايا القارة الإفريقية لا تخرج عن كونها (( رؤية الغريب )) فالمخرجون الأجانب لم يكونوا مؤهلين لمقاربة الواقع الأفريقي . ولم يكن بمقدورهم تقديم الثقافة الأفريقية الموغلة في القدم ولا طبيعتها المعقدة المتعددة الأعراق والملامح . ويصح هذا القول حينما نتحدث عن قضايا ومشكلات الحاضر . فالوافدون الجدد أو أولئك الذين قدموا منذ فترة قصيرة ليس بمقدورهم أن يعبروا بصورة مناسبة ، عن العمليات المعقدة للتطور السياسي والاجتماعي والثقافي في أفريقيا . هذا التعبير ليس متاحاً – إلا للأفريقيين الذين ورثوا جينات ثقافتهم الوطنية ، ووضعوا ألبانها ، ثم أدركوا مشكلات قارتهم وقضاياها المعقدة .

الأفريقيون هم المؤهلون حسب لعرض الواقع من الداخل وليس من الخارج لكن الاستعمار حجب الأفريقيين عن السينما لكونها أداة من أدوات التعبير عن الذات . لقد تمكنت مختلف أشكال الفن التقليدي – من أقنعة ، ورقصات ، ومسرح شعبي – من العيش والبقاء تحت ظل الإدارة الاستعمارية وبطشها ، كما تمكنت من الصمود أمام زحف الحضارة الحديثة . بيد أن نطاق الفنون التقليدية محدود أما السينما فذلك شأن آخر فالسينما تعني : التجهيزات الفنية ، والتدريب على تقنياتها المختلفة ، كما تعني النظام المؤهل والمتشابك لإنتاج الأفلام .

ولم يكن من المتصور حل هذه الإشكالات في زمن الاستعمار . غير أن بعض بلدان أفريقيا الاستوائية كانت بها وحدات لإنتاج الأفلام السينمائية تابعة لمصلحة الإعلام ، لم تكن تتمتع بالتجهيزات الفنية الكافية ولكنها استُخدمت لتلبية احتياجات الإدارة الاستعمارية . وكان الخبراء الأوربيون يقودون زمام العملية السينمائية برمتها ، بينما أُسندت للأفارقة بعض الواجبات الثانوية في مجال التجهيزات الفنية وليس في مجال العمل الإبداعي .
كان جان روش مُحقاً حين قال : (( مهما اجتهدنا فلم يكن بمقدورنا نحن الثلاثة : أنا وروغوسين ، وسام غريم ، أن نصبح أفارقة . و لا تعدو أفلامنا أن تكون أفلاماً عن أفريقيا أخرجها الأوربيون . ولا غضاضة في ذلك ولن يمنعنا شيء عن إخراج أفلام أخرى عن القارة الأفريقية . ولكن حان الوقت لاستقبال جيل جديد ، وعندما بدأ السينمائيون الأفارقة المسلحون بالعلم ارتياد مجال السينما الأفريقية ، فكان ذلك يعني تدشين مرحلة جديدة من مراحل تطورها .

من نافلة القول نشير إلى أن إتقان صناعة السينما كفن ، عملية تبدأ من إعداد السينمائيين الأفارقة بالتأهيل والتدريب ، ولم يكن هذا الأمر متاحاً إِلا في أوربا والاتحاد السوفيتي ، حيث أنجز طلاب السينما الأفارقة أول أفلامهم ، ففي عام 1955 م اجتمع ثمانية طلاب أفارقة من مدرسة باريس للسينما وأنشأوا جماعة أطلقوا عليها اسم (( جماعة السينما الأفريقية )) .
قامت هذه الجماعة المكونة من بولين فييرا ، وجان ميلوكا ، ومامادو ، وساسار والمصور روبير كيريستان ، بإخراج فيلم قصير عن حياة الأفارقة في باريس إذ لم يكن متاحاً لهم في ذلك الوقت إخراج أفلام في أوطانهم ، ولم يُتح لهذه الجماعة إكمال فيلمها الثاني – ( الصيادون ) والذي شرعوا في إنجازه عام 1956م – إلا بعد عشر سنوات من ذلك التاريخ بسبب ضيق ذات اليد .
لقد كان نقص الموارد المالية يشكل عقبة كبيرة أمام عدد كبير من المشروعات الإبداعية للسينمائيين الأفارقة في السنوات الأولى لنشوء السينما الأفريقية وحتى فيما يلي ذلك من سنوات . لقد تعين على السينمائيين الأفارقة أن يبتكروا الحلول لهذه المشكلة وأن يناضلوا نضالاً جماً في سبيل إخراج أي فيلم قصير . ولم ير أول فيلم روائي طويل النور إِلا عام 1966م .

بقدوم عام 1957م والسنوات الثلاث التالية نالت 13 دولة أفريقية استقلالها وتكونت مجموعات صغيرة من السينمائيين في كل بلد . وبمرور السنوات ازداد عدد السينمائيين الأفارقة الذين تلقوا دراساتهم في معاهد السينما بموسكو ، ولندن ، وباريس ، وروما ، ثم عادوا إلى بلدانهم حيث شرعوا على الفور في إخراج أفلام روائية وثائقية وسجلوا بعدساتهم التحولات العظيمة التي كانت تجتاح القارة الأفريقية آنذاك . وفي الأعوام (( 1956 – 1968 )) ظهرت أول الأفلام الروائية .

هناك أفارقة يريدون على نحو واضح عمل سينما كطريق لتأسيس سينماهم القومية، للحفاظ على بقائهم ضد الانقضاض اللامحدود للسينما الأوروبية نذكر:" بولين فييرا" و "عثمان سمبين" و "جبريل ديوب" من السنغال، و "سليمان سيسي" من مالي، و "أوليفر شميتس" من جنوب إفريقية و "ميدو هيندو" و "عبد الرحمن سيساكو" من موريتانيا، و "راؤول بيك" من هايتي و "دريساودراوغو " من بوركينا فاسو..
إن حياة وفن رائد السينما الأفريقية بولين فييرا من السنغال ، لها دور بارزفي العِقْد الأول من تطور السينما الأفريقية واتجاهاتها الرئيسية .
انحدر بولين فييرا ، الذي ولد عام 1925م من عائلة موظف كبير في الإدارة الاستعمارية الفرنسية وتلقى تعليمه على النمط الأوروبي ، كانت مشكلات المهاجرين الأفارقة في فرنسا ، التي صورها في أفلامه ، جزءاً من تجاربه الشخصية .
ومن المخرجين الذين التفتوا إلى التقاليد الشعبية وعبروا عنها في أفلامهم المخرج مصطفى ألسان الذي ولد عام 1942م في النيجر . ولقد وجد في الفلكلور إلهامه المتجدد

عثمان سمبين الذي عرف كروائي إفريقي متميز محب للحقيقة، تحول للسينما يصنع أفلاماً وضعت إفريقيا على الخريطة السينمائية للعالم، حيث كان مفاجأة. وعلاوة على ذلك، كان سمبين معنياً باستخدام الفيلم كأداة تحرير، كوسائل لتقديم الصورة الإيجابية الإفريقية على عكس الصورة الفيلمية الأجنبية المحرفة للواقع الإفريقي.

إن ميلودراما غابة طرزان وإهانة النماذج الإفريقية قد سادت على الشاشة الفضية السبعة عقود قبل أن يقدم سمبين أفلامه حيث فيها تجد موضوعات القوة المدمرة للسلطة والمال.. ومحاولة الناس بأن يحرروا أنفسهم من العقليات المسيطرة والتابعة للاستعمار، وتقديم البديل الإفريقي الحقيقي حيث تكتشف شعوب إفريقيا أنفسها وتعيد صياغة تراثها في المجتمع.. وهذا واضح في أفلامه مثل: "إكسالا" و "الحوالة" و "سيدو" وغيرهم.. عرض في (نظرة خاصة) بمهرجان كان الاخير (مولادي) أحدث أفلام "عثمان سمبين، العائد بعد انقطاع سينمائي مطوّل، حيث لم يقدّم، بسبب تقدمه في السن أي عمل جديد منذ فيلمه «فات ـ كيني» الذي عرض في العام 2000 * تناول عثمان سمبين في فيلمه الجديد «موولادي» قضية اجتماعية شائكة تتمثل في عادة ختان البنات في دول أفريقيا السوداء. لكنه يطرحها بشكل مغاير تماما للخطاب الآيديولوجي الغربي الذي يرى في أطروحات العصرنة والحداثة سبيل الخلاص آليا من تلك العادات التي لم تعد تتماشى مع روح العصر. فالخلاص في فيلم عثمان لا يأتي من قبل الأجيال الجديدة المتفتحة على الحداثة والعصرنة، لأن أحدا منهم لا يجرؤ على وقف عادات الختان المقيتة، إلى أن تنبري لذلك سيدة عجوز تدعى «كولي غالو أردوسي»، تمنع سكان القرية من ختان ابنتها الوحيدة، وإذا بالقصة تنتشر بسرعة، فتتوافد البنات الخائفات من الختان، من مختلف قرى المنطقة، على بيت هذه السيدة العجوز، طلبا لحق الضيافة والحماية، وفقا لقاعدة قبلية تعرف في المنطقة باسم الـ «موولادي» (ومن هنا جاء عنوان الفيلم).

وبذلك يحاول عثمان بالأسلوب الحكائي الأفريقي المميز الذي يطبع كل أفلامه، أن يثبت بأن محاربة الجوانب السلبية التي تجاوزها الزمن في التقاليد المحلية لا يتأتى بالانسلاخ الكامل عنها للعيش وفقا للمعايير الغربية، بل يجب محاربة السلبي من التقاليد بالإيجابي منها. فالسيدة العجوز التي منحت الـ «موولادي» للبنات المستجيرات بها من الختان، استطاعت أن تصمد أمام بقية السكان، لأنهم بقدر ما يحترمون عادة الختان المتوارثة في التقاليد المحلية، يحترمون أكثر قاعدة الـ «موولادي» المقدّسة في أعرافهم.
ويعد المخرج السنغالي جبريل ديوب مامبتي مسلحاً بخيال عريض، وبحس لا يعرف الخوف من "الممكن"، ومتمرداً مستخفاً بالعرف، هو الأكثر أسلوبية وخروجاً على السائد والذي قطعت أفلامه خطوات كبيرة في تطوير السينما الإفريقية. وهو يعتبر نتاجاً للإيمان والكبرياء العميقين في الثقافة والحضارة السوداء المعروفة باسم "حركة الزنوجة" والتي وصلت إلى تأثيرها الأقصى أثناء التسعينات... وكان فيلمه "توكي-بوكي" مثالاً لهذا الاتجاه لأننا سندرك فجأة أننا نشاهد الحلم الإفريقي بصوت عال.

لقد بدا كالوحي الصارم، إن هناك فيلماً إفريقياً لا يحتاج إلى التناغم مع مشاكل الفقر الاجتماعي-الاقتصادي، بل على العكس يشير إلى نوع من الجروح الشبابية التي أصبحت كالصدمة في معالجة السينمات في كل أنحاء العالم. فوجود سينما إفريقية تعزف على مثل هذا النوع من أزمة الحياة المبكرة بالطريق الجانبي لما يفترض أن تكون عليه السينما الإفريقية التي تعلّم شخصاً ما كيف نعيش وكيف نموت-أن تعبر بطريقة مستقيمة عبر الملحّ المدرسي: بطريقة مستقيمة عن هذا الشاب وفتاته اللذين يرغبان في الرحيل من إفريقيا.. يقول جبريل ديوب في حوار معه: "يدور عملي الحالي في السينما حول ثلاثية تعالج موضوع السلطة والجنون بداية من فيلمي الأوليين توكي-بوكي (عام 1973) وهينيز (1992) إلى فيلم الملائكة.

في فيلم توكي-بوكي ستجد هزيمة السلطة ويتضمن أحلام الفرار إلى أوروبا.. الخ، في فيلم هينيز تعاود شخصيات من فيلم توكي-بوكي الظهور: الفتاة التي رحلت عابرة الأطلنطي، والشاب الذي مكث بالقارة كما لو كان قد خانها، تعود هذه الفتاة كإمرأة في "هينيز" بعد خمسين عاماً أكثر ثراء من البنك كي تطالب حبيبها بمائة مليون دولار.

في فيلم الملائكة يعود الرجل، الشخصية الرئيسية، في عصر آخر، القرن الخامس عشر، يعود كـ "خاسر شرير"، كشخص مسموح له ضمن تركيبة المملكة، أن يقتل دون قصاص أي منافس في لعبة الإنهاكware game. يرحل إلى غرب إفريقيا، وفي النهاية يستقر به المقام في مونهموتابه بمملكة زيمبابوي حيث يموت. وهو يحمل في أي مكان يذهب إليه منطقاً أنه يستطيع قتل أي شخص يريد منازلته. إنه كاريكاتير عن عالم الطغاة. ونستطيع أن نلاحظ-وجود-هذه الشخصية التي تحمل الموت في حقائبها مرة في رواندا وأخرى في البوسنة".
وأثر المخرج سليمان سيسي من مالي ، تأثيراً بالغاً على مجريات السينما في أفريقيا . تلقى سليمان سيسي . المولود عام 1940م تعليمه السينمائي عام 1969م درس في معهد السينما السوفيتي و أخرج في المعهد ثلاثة أفلام قصيرة . ولدى عودته إلى الوطن أخرج عدداً من الأفلام الوثائقية . وفي عام 1974 أخرج (( الفتاة الشابة )) أول أفلامه الروائية . ومنذ خطواته الأولى في عالم الإخراج ، أظهر سيسي حساسية عالية للمقاربة المجازية والشاعرة

للواقع بمحاولته التعبير الإبداعي عن التدفق المعقد للأحداث والوقائع . إن اختياره لشخصية فتاة خرساء يرمز إلى حقيقة إن هذه المرأة في المجتمع الأفريقي لا يسمح لها بالتعبير عن آرائها وأفكارها المستقلة . وجاء فيلمه الثاني (( العمل )) عام 1978م أكثر رمزية وشاعرية . في هذا الفيلم يقوم المخرج بأمانة وحذر بالغين بتحليل الحياة كما هي . فيستبعد الخيال جانياً ، ليعرض بعمق أحوال الطبقة العاملة التي كانت هي في طورها الجنيني في القارة الأفريقية النامية )) .
فيلم سيسي الثاني هو (( الريح )) عام 1982. يتكون اسم الفيلم من صور ورموز بلغة البمبارا وفي هذا إشارة إلى ضرورة حفظ التراث أو إعادة اكتشافه . رياح العقل ، رياح التاريخ ورياح التغيير التي تمحو أخطاء الماضي ، كل هذه التأويلات المجازية نجدها متجذرة في سياق الفيلم والقصة التي تحكي عن روميو وجولييت أفريقيين ، تكشف التناقضات التي تكتنف المجتمع الأفريقي الحديث )) .
إن قصة فيلم الريح مخلصة وحميمة تحكي عن زمن التحولات ، والتناقضات التي تنشأ في المجتمع حين يحاول الناس التوفيق بين التقاليد وبين أساليب الحياة المعاصرة ، في سعيهم للبحث عن رؤية ناضجة وذات معنى هي في الحقيقة نتيجة الجمع بين التصورات القديمة و المفاهيم الحديثة . كما ظهرت مجهودات سيسي الإبداعية في فيلم (( النور )) . وعلى خلاف أفلامه السابقة : الحدث في هذا الفيلم غير محدد بزمن معين ، كما اتخذ الفيلم شكل الأسطورة أو الحكاية الشعبية . وللوهلة الأولى تبدو القصة كما لو أنها تدور عن الصراع بين الخير والشر وانتصار الخير على الشر في نهاية الأمر )) .

ويقدم المخرج التاهيتي راوول بيك فيلمه الروائي عن شهيد الكونغو باتريس لومومبا بعد أن كان قدم قبله فيلماً وثائقياً "باتريس لومبومبا موت بني" سنة 1993 يعتبر من أهم الأفلام والوثائقية وأندرها عن هذا الزعيم الكونغولي الذي قتل واختفت جثته بعد أن ترأس لفترة لم تتجاوز الثلاثة أشهر أول حكومة للكونغو المنبثقة عن أول انتخابات في البلاد إثر استقلالها عن بلجيكا.
والمخرج راؤول بيك بتناوله لهذه الشخصية التي تحولت إلى أسطورة بطولية وشكل اغتيالها خسارة كبيرة لبلد في بداية استقلاله، ولقارة في مرحلة من أهم مراحل تحررها، يقدم سيرة سياسية وتاريخية لباتريس لومومبا تحمل في طياتها الكثير من العناصر الذاتية في قراءة الأحداث، في البداية نقابل لومومبا (قام بدوره إيريك إيبوناي) في نهاية الخمسينات من القرن العشرين حين كانت حركته الكونغولية الوطنية تكسب دعماً شعبياً واسعاً، رغم معارضة القادة السياسيين للبلاد. ولتجنب التمرد العنيف، فإن الحكومة البلجيكية تبدأ بمفاوضات مع الحركة الكونغولية الوطنية لتسلم حكم الكونغو إلى المدنيين، وينجح لومومبا وحزبه السياسي في الانتخابات نجاحاً كاسحاً..

المخرج راؤول بيك تناول موضوعاً حساساً ودقيقاً، وهو موضوع الاغتيال الذي لا يزال حياً حتى اليوم من خلال المعلومات الجديدة والمستجدة في غير دولة في العالم، والمخرج لم يترك موضوع الاغتيال غامضاً وغير واضح إذ أبرز بشكل جلي أن بلجيكا وبالتنسيق مع الولايات المتحدة قامتا من خلال التعاون بين تشومبي وموبوتو بالقضاء على هذا الرمز الإفريقي المناضل.

برغم من دقة هذه الأحداث إلا أن الفيلم نجح في عرضها بشكل روائي وسردي أبقى على تشوق المشاهد لمتابعة المواقف السياسية لكل طرف وإدخالها في سياق العمل الفني فتداخلت الحالة الدرامية للأحداث الحقيقية مع الحالة الدرامية للسرد الفني في الفيلم. كما استطاع المخرج أن يوظف استخدامه للتقطيع السريع أحياناً لكي يعبر عن تطور الأحداث من دون السقوط في فخ التطويل. ونجح كذلك في خلق الأجواء والمؤثرة من خلال تصويره للمشاهد الليلية والإضاءة الخافتة ولم يقع في مأزق الشعارات السياسية أو الثورية. قبل فيلمه هذا، سبق للمخرج راؤول بيك أن قدم الكثير من الأفلام الوثائقية ذات الطابعين السياسي والثقافي.

عام 1987 كان مفاجأة السينما الإفريقية السوداء فيلم "النور" للمخرج سليمان سيسه من بوركينا فاسو، الذي صوره في مالي، وفيه يصيغ عدة قصص إفريقية في إطار ملفت للانتباه.
وقدم المخرج الجنوب إفريقي أوليفر شميتس أعمال سينمائية هامة بنزعتها التحريرية ومناهضتها لنظام الفصل العنصري "الأبارتيد" وذلك عبر أفلام مثل "ما بانتسولا" 1989 و "حكاية خطف" عام 2000وقم الخرج البوركني فاسو ادريس ودراغو افلاما لامعة في السينما الافريقية منها "الاختبار " "يابا" "تيلاي" الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان كان 1990 "كريم وسالا " "صرخة القلب" "و"كيني وادامز" الذي شارك بالمسابقة الرسمية لمهرجان كان عام 1997. ومن السينمائيين الموريتانيين المقيمين بفرنسا برز المخرج "ميد هندو" منذ السبعينات والثمانينات بأفلام متميزة ثم المخرج عبد الرحمن سيساكو الذي قدم أفلاماً لافتة مثل "الحياة على الأرض" عام 1998 الذي استلهمه من شعر إيميه سيزير، وفيلم "بانتظار السعادة" عام 2002.الذي حصل على العذيد من الجوائز بمهرجانات عالمية . يحكي الفيلم قصة مراهق في السابعة عشرة من عمره يعود من مالي إلى موريتانيا وطنه ليجد والدته تعيش في غرفة صغيرة في أحد أحياء العاصمة الاقتصادية نواذيبو في نفس الحوش تسكن مجموعة من الأجانب إضافة إلى فنانة تقطن الغرفة الملاصقة لتلك التي سيعيش فيها عبد الله مع والدته "سكينة". سيرتبط عبد الله بعلاقة عاطفية مع "نانا" الفتاة الغينية التي تكتري الغرفة المقابلة لهم، والتي تتمتع بحماية مواطنها "باري" الذي يدير مغسلة في نفس الدار شيئاً فشيئاً سيكتشف عبد الله هذا الفضاء المحيط به والذي هو جزء منه، لتفتح أمامه فضاءات أرحب من التخيل والحلم.
باختصار، يحاول هذا الفيلم أن يحكي قصص هؤلاء ليحكي قصة المنفي سواء على المستوى الداخلي الشعوري أو على مستوى الواقع اليومي الملموس من خلال لغة سينمائية فيها الكثير من البساطة والعمق.

"في انتظار السعادة" توليفة من الألوان ذات أبعاد جمالية كونية، تنطلق من التفاصيل الصغيرة، من اليومي، بل من غرفة معزولة في حي هامشي يقطنه "هامش المجتمع" مطلقة، حرفيون أجانب، فنانة عاطلة عن العمل، لكن لكل واحد من هؤلاء قصته الخاصة، حياته بكل آمالها وآلامها، إحباطاته وصبواته وعالمه الخاص، ومن خلال التفاعل والانفعال سيربط هؤلاء بنسيج علائقي فيما بينهم من جهة وبين المجتمع.
كما يقدم المخرج السنغالي جوزيف غاي راماكا أفلمه إفريقية لأوبرا كارمن بعنوان (كارمن غي) عام 2001. وهنا نجد حكاية كارمن العاصفة والتي كتبت كقصة قصيرة من قبل(بسر وسبير ميريميه)واشتهرت في أوبرا لجورج بيزيه، نجد مرة أخرى اقتباساً سينمائياً معاصراً لها في هذه الدراما المثيرة مع الموسيقي.‏

كارمن غي(ايساتو ديوب) نزيلة في سجن للنساء في السينغال، انها امرأة شهوانية متهورة، تهرب من سجن النساء وتذهب إلى البلدة ،حيث يلقي القبض عليها ضابط شرطة عسكرية،وعلى أي حال فإن الضابط يقع في أسر مفاتن كارمن وبعد أن تتلاعب به، تهرب مجدداً ويجد الضابط نفسه خلف القضبان، تدبر كارمن أمر هروبه من السجن لكن سرعان مايدرك أنها تتلاعب به كدمية ولاتحترمه كرجل ومع مرور الوقت يصبح مدمناً على حب كارمن.‏..

ترتبط السينما الافريقية ـ مثل المسرح الافريقي ـ والأدب الافريقي بالاسطورة فيلم (سيا حلم بيتون) للمخرج السنغالي سوتيجوي كوياتي ـ 2001 انتاج مشترك مع فرنسا ـ يعود الى تاريخ الممالك الافريقية القديمة، وقصة أو اسطورة الاله الافعى الذي يطلب كل عام عذراء تضحى من أجله، يوالي بيامر كهنة القرية عبر السنين تكرار هذه القصة، ولكن ذات يوم يقاوم شاب كان قد خطب فتاة جميلة من القرية، هذه الطقوس، حينما يقع الاختيار على خطيبته للتضحية بها، ويتحدى اللعنة التي كان يخشاها القرويون.

ويتناول فيلم (ثمن الغفران) اخراج منصور سورا واد ـ سنغالي فرنسي مشترك 2001 ـ حكاية الأرواح الشريرة التي تسيطر على قرية صيد سنغالية، من خلال ضباب ينتشر في سمائها، ممايشل نشاط السكان ويثير الفزع، وينجح أحد الشبان في التخلص من هذه الأروح ممايثير حفيظة أعز اصدقائه.

فيلم (خطوة ـ خطوتان) من بوركينا فاسو اخراج جوي دنيريريه باييجو، يدور حول الشقيقين أوا وعلى اللذين يعيشان في قرية صغيرة على حافة الصحراء ومسعيهما إلى رجل في المدينة من أجل علاج أمهما المريضة.
تمتد القضايا التي يثيرها الفيلم الافريقي العربي الطويل الى الفيلم القصير، مع اتساع مداه وأساليبه.
يقدم فيلم (عودة اليد الماهرة) للمخرج تايرو تاسيري أويدوراوجو ـ من بوركينا فاسو مشكلة عامل فني أفريقي لا يحقق نجاحا في فرنسا، يعود الى بلده الافريقي، يستطيع ان يعمل بنجاح ولكن يقابل مشكلة زوجته الفرنسية التي لا تستطيع ان تتأقلم مع الحياة في أفريقيا! مشاكل أفريقية مروعة يتناولها أكثر من فيلم خارج المسابقة أحداث رواندا وحرب الابادة فيها في فيلم (100 يوم) من خلال شهود عيان في المقابل فيلم اخر (عدالة البشر) حول مايقرب من 120 ألف شخص مازلوا في سجون رواندا متهمون في هذه الحرب بعضهم يدعى انه برئ وضحية شهادة زور، يدافع عنهم محامون من رابطة (محامون بلا حدود).

مشكلة الايذز التي تهدد أكثر من بلد افريقي في أكثر من فيلم مخرجان كبيران يتناولانهما المخرج الايراني عباس كياروستالي في فيلم (ABC Africa) انتاج مشترك بين رواندا وايران ـ والمخرج الافريقي ادريسا اويداروجو في فيلم (مائة يوم) للتوعية انتاج مشترك بين رواندا وايران.
الفيلم الإفريقي القادم من ــ جابون) (دولي) العمل الأول لمخرجه إيمونجا إيفانجا (33 سنة) بعد عدة أفلام قصيرة ــ نجد هنا أيضا جماعات المراهقين الذين يتحايلون على الحياة في مدينة الليبرفيل عاصمة الجابون بسرقة اطارات السيارات أحيانا, أو المحلات العامة , ويحلمون بالمال والحب, ومن بينهم موفلار الذي يقلقه مرض أمه وحاجتها للعلاج والأدوية فيلجأ إلى عمة ثرية, تلقاه بجفاء في بيتها الفخم مما يكشف عن التناقض الاجتماعي, كما أن صديقته تفضل عليه زميلا ثريا- نراه في زي نظيف وملفحة أنيقة على رقبته يبدو مغرورا بفوزه وهي يراقص الفتاة , لم تعد السرقات اليومية تشبع رغبات الصغار, فإذا بدعاية الكسب السريع عن طريق أوراق اليانصيب تدغدغ أحلامهم , وخاصة أن بائعة هذه الأوراق فتاة فاتنة تمثل لهم الجاذبية .. ولهذا فهم يطاردون الفتى الذي حاول سرقتها حماية لها .. تأتي النهاية بسقوط ورقة اليانصيب الفائزة في عمق البحر في رحلة بمركب. وقد صور الفيلم الشارع بواقعية بزحامه وضجيجه ووعاظه الذين يتحدثون عن الحياة الأخرى ومشعوذيه ــ الذين يحاولون استلاب وعي الشعب

تطرح القضية السياسية والاجتماعية فى فيلم (قائد)الفيلم التسجيلى الطويلى الوحيد بالمسابقة (61 دقيقة) وهو فيلم أفريقى من الكاميرون ,1999 اخراج وسيناريو جان مارى تينو (46 سنة) ترجع أهميته إلى تناوله لقضايا سياسية واجتماعية لا تخص أفريقيا وحدها بل العالم الثالث.. وعلى رأسها مفهوم القيادة من (القائد)؟ وما دوره في السيطرة والتحكم.. بدءا من (قائد) الأسرة في البيت الصغير الى قائد الدولة في البيت الكبير وتحكمه في مصائر شعبه مستندا الى السلطة (الفردية) اعتمادا على حق (إلهى) أو (قبلى).. مرورا بمختلف أشكال (القيادة) في كل الدرجات الوظيفية التى تمكنها البيروقراطية..

كما يتناول الفيلم قضية القيادة من منظوراجتماعى يتعلق بالعلاقة بين الرجل (القائد) والزوجة الخاضعة. تخرج الكاميرا الى الشارع تصور مظاهرات شعبية ضد الحكم الفردى مظاهر السيطرة.. مندرجة من رجل الشرطة في الشارع.. حتى أعلى المراتب يؤكد الانتهاك الصريح لحقوق الإنسان.

فرانز فانون.. بشرة سوداء قناع أبيض فيلم انتاج انجليزي اخراج ايزاك جوليان, كان من أهم عروض القسم الدولى بمهرجان قرطاج لأنه يتناول حياة وكفاح أحد رموز الثورة في العالم الثالث, والذي ساند حركة تحرير الجزائر حتى تنصل من جنسيته الفرنسية واتخذ الجنسية الجزائرية.. يتابع الفيلم مولده عام 1925 ونشأته في جزر المارتنيك ــ البحر الكاريبي التى كانت خاضعة للاستعمار الفرنسى وكان من بين مدرسيه الشاعر الكبير (إيمى سيزار) الذي أثار في نفس الطالب الصغير وقتئذ 15 سنة أفكار التحرر من العبودية التي يعانيها السود والملونون في ظل الاستعمار وأمام تهديد الفاشية للحضارة الأوروبية وسقوط فرنسا على يد النازي تطوع الشاب فرانز فانون (في سن 19 سنة) في الجيش الفرنسى بشمال أفريقيا.. ايمانا كما كتب (يهمنا سواء كنا بيضا أو سودا أو صفرا أن ندافع عن كرامة الانسان في كل مكان إذا تعرضت للتهديد)ومن شمال افريقيا (أرسل وعمره 19عاما ليحارب في جبهة شرق فرنسا حيث حاز على نوط شرف صدم المتطوع الشاب ما لاقاه - هو ورفاقه الملونون من شمال أفريقيا أو السنغال أو جزر الهند الغربية هؤلاء الذين حاربوا من أجل الحرية والاخاء والمساواة, من معاملة مهينة بعنصرية متغطرسة واحتقار وفي خطاب لأمه اليانور فانون وجد في حالة سليمة بعد وفاتها عام 1981 يقول لها (لماذا تركت فورت دى فرانس(بالمارتنيك) لأى هدف؟ لا شئ يبرر أن أدافع عن هؤلاء المستعمرين.

بعد أن عمل فانون طبيبا نفسيا في ليون حيث درس بجامعتها وحيث كان بعض زملائه مسلمين لاحظهم باحترام وهم يمارسون شعائرهم عين رئيسا لقسم الطب النفسى بمستشفى مدينة بليد بالجزائر تحت الاحتلال الفرنسى بين ,1954 و1956 ولمس عن قرب العنف الذى يمارسه الجنود الفرنسيون على المواطنين الجزائريين يقدم الفيلم مشاهد أرشيفية وسينمائية عن التعذيب يقول أحد الضباط الفرنسيين (لا يهمنى موتهم المهم الحصول منهم على معلومات عن المتمردين).

ومن هنا كان قراره أن ينضم (إلى حركة تحرير الجزائر.. والدفاع عن حقها في الاستقلال وكان مقتنعا مسبقا بحقوق المضطهدين واهتم بتحليل الموقف الاستعمارى في كتابه (بشرة سوداء قناع أبيض)الذى اتخذ عنوانا للفيلم. حيث كتب أن شعوب الهند الصينية (فيتنام) ثارت ضد الحكم الفرنسى لأنهم وجدوا أنه من المستحيل أن يتنفسوا, وقال ان اكتشاف الذات يأتى مع الحرية ومعرفة الثقافة الوطنية ولهذا أصبح فانون رمزا وملهما لكفاح الملايين حتى بعد وفاته كما ذاع كتابه الآخر, الملعونون في الأرض (ترجم الى العربية)يقول معلق الفيلم (لقد كانا فانون صوتا يوتوبيا ولقد تجاوز أفكار جان بول سارتر الذي تأثر به وهو شاب في فرنسا إلى افاق إنسانية أرحب قديما الى الانسانية الجديدة).

بعد استقالة فانون من عمله بالمؤسسة الفرنسية ذهب الىتونس مساهما في حركة تحرير جبهة التحرير الجزائرية, وكاتبا في صحيفة (المجاهد) وفي نفس الوقت لم يترك مهنته كطبيب نفسي حيث عمل في مستشفى بتونس. ولقد توفي فانون بسرطان الدم وعندما علم بتشخيص مرضه حارب الزمن لينجز دراسته عن مناهضة الاستعمار وتقرير المصيرونشر كتابه (الملعونون في الأرض) عام 1962 بمقدمة لجان بول سارتر (ترجم الى العربية) بعد شهور من وفاته.

ويحاول الفيلم السنغالي، "السيدة برويت"، للمخرج موسى سان أبسا ، أن يعطى صورة عن المجتمع السنغالى وإن كانت سلبية.
كما تميزت المشاهد فيه بالتشاؤم والمرارة والسخرية من عادات وتقاليد بالية، وممارسات مضرة بالإنسان، وخاصة المرأة.
ينطلق الفيلم بمشهد خصومة بين امرأة ورجل متنكر فى زى امرأة، وذلك على إيقاع صراخ رضيع، ثم طلقات نارية، يخرج بعدها الرجل مترنحا ثم يسقط منهارا، وهى بداية غامضة، تكتشف فى نهاية الفيلم..

إنها النهاية الحقيقية للرجل، الذى اشتركت المرأة وابنتها فى قتله.
فالبنت تطلق عليه الرصاصة الأولى وهى مرتعشة، وتضغط الأم على الزناد فى إصرار على إكمال المهمّة.
تواجه بطلة الفيلم \"السيدة عربة\"، وتدعى أيضا \"ماتي\"، متاعب جمة، ولكنها تظهر كامرأة فولاذية ذات عزيمة.
ومن خلال علاقة البطلة بصديقتها "نداكستي"، وصديقها الشرطى "ناغو" و"زير النساء"، يعالج الفيلم مجموعة من القيم، من بينها الصداقة والوفاء والتضامن.

وفى مقابل ذلك يستعرض مجموعة من الأمراض، التى يعانى منها المجتمع السنغالى ومن بينها الرشوة والفساد والانحراف الأخلاقي.
احتلت الموسيقى والغناء مكانة بارزة فى هذا العمل، وكانت الأحداث إما تسبقها أناشيد أو تأتى على إثرها مباشرة.
كما تم استخدام كورال لترديد الأغانى الفلكلورية السنغالية، على طريقة الأعمال التراجيدية.

وقد كان المناخ الإفريقى مجسما فى هذا الفيلم، وأعطى فكرة لدى النقاد وجمهور قرطاج السينمائية عن التجربة الإفريقية فى الإنتاج السينمائي.
كما عكس الديكور والمشاهد فصولا من الحضارة الإفريقية، بتلك الملابس المزركشة، ذات الألوان الزاهية، حمراء، وزرقاء، وصفراء، ومزهرة.
وظهر الأبطال السنغاليون بطرافتهم، ومكرهم، وشجاعتهم، وصبرهم، وتحديهم.

وقد عكست المشاهد التى تصور السوق الشعبية، والعربات المتنقلة، ومختلف المعروضات، والبنايات البسيطة، ومظاهر الفقر، فصولا من الحياة اليومية السنغالية المجهولة لدى كثير من شعوب العالم

فيلم رسالة حب زولو (افريقيا الجنوبية2004): للمخرج رمضان سليمان التمثيل للباميلا نومفات/ماريمبي/ ميومي مالاتسي/صوفي مغيينا/ كورت ايجيلهوف. المخرج رمضان سليمان أهم الأفلام التي أخرجها (الأغبياء شريط قصير 1997 ) رسالة حب زولو. وهو شريطه السينمائي الثاني.

الفيلم يصوّر صراع صحفية سوداء من أجل المصالحة مع ذاتها ومع الماضي المليء بالتجاوزات في بلدها الذي جرت فيه أول انتخابات ديمقراطية في جوها نسبورغ. وفي خضمّ الأجواء المملوءة بالأمل تصطدم الصحافية بجو آخر مشحون بالصراعات والتجازوات.
فيلم المدينة الفارغة (انغولا 2004): للمخرجة ماريا جو واوزغانجا سيناريو المخرجة نفسها. والتمثيل لرولدان بينتو جوواووـ دمنغوس فرتداس/راوول روزاريو/ جوليابوتيلهو/ أنا بويستوراف.
الفيلم يروي حكاية طفل في رحلته يتعرف على زي مراهق المدينة الذي يساعده على تدبّر أمور معيشته وتحاول المخرجة عبر ذلك أن ترصد الوجه القائم للمدينة المهمشة الخارجة من عباءة الأوهام الثورية التي أفرزت جيلا مهمشا يعيش خارج القانون.
فيلم بطل : (انغولا 2004): للمخرج زي/زي قامبوا أهم الأفلام التي أخرجها "انشقاق" /السيناريو لكارلا باتيستا ـ فرناند وفونديلال أما التمثيل فهو لماكينا ديوب ـ ميلتون كوالهو ـ باتريسيا بيل ـ نواز بورقاس ـ ماريا سايكا.
يحكي الفيلم عن نضال بلد ممزق بالحروب منذ 36 سنة وتروي شخصية "فيتوريو" المشوهة بفعل الحرب نضال أنغولا من أجل حياة طبيعية عبر رصد الحياة اليومية في لواندا.

فيلم ليلة الحقيقة(بوركينا فاسو 2004): للمخرجة فانتاريجينا ناكرو. التمثيل لناكي ساي سافاني/جورجات باري/ موسى سيسي/ آداما ودراأوغو/ راسماني ودرا أوغو. الفيلم يروي قصة بلد وهمي من افريقيا السوداء، تهزّه نتائج حرب عرقية مزّقت البوناندي والنناياك وسيحاول الرئيس في هذا الفيلم رغم الصراعات الخفية والمعلنة بين أطراف اللعبة السياسية والحسابات المستقبلية الطامحة والجانحة أحيانا أن يوفي بالتزامه بالعهد الذي قطعه على نفسه وهو السلام.

فيلم توماس النار(بوركينا فاسو 2003) : للمخرج كولو دانيال صانو والتمثيل لمامادو زوربو وبيزاني راوول خليل/ آي كيتا/ نوفو بابا ودراووفو وسارع هنري. " يروي الفيلم تفاصيل حياة صوقو صانون الجندي السينغالي القديم المحارب في صفوف الجيش الفرنسي خلال حربي الهند الصينية والجزائر سنة 1962 وهو يسعى للحصول على منحة عسكرية من بلاده ومن فرنسا. ويسلّط الفيلم الضوء على صعوبة الاجراءات الادارية كما يرصد حالة الانتظار المرير التي يعيشها البطل.

فيلم صمت الغاب (الكامرون ـ افريقيا الوسطى): للمخرجان : ديدي فلورون وينا نغاري/ وباسك باكو تهيو.
الفيلم يسجّل حياة غونابا متفقد تعليم مدرسي يقرر العيش في قلب الغابة الاستوائية. الفيلم يرصد مشاعر بشرية متنوعة في رحلة الاستكشاف التي يبدأها " غونابا" استكشاف ذاتي وللآخرين حوله.

فيلم باريس حسب موسى(غينيا 2002)Paris Selon Moussa : موسى سيديبي، قروي لا يخلو من حكمة افريقية من خلال رحلته إلى باريس يكتشف الظروف الحياتية الصعبة لمواطنيه.

وينتهي به المطاف إلى مقاسمة المقيمين بصفة غير شرعية مصيرهم. فيعتصم مثلهم بكنيسة السان برنار حيث يواصلون اضراب جوع في انتظار الاقتحام الوشيك للشرطة.

فيلم " درم " أي طبل من اخراج زولا ماسيكو من جنوب افريقيا الذي يحكي عن صحفي اسود مناضل يدعي هنري مكسومالو حارب بكتاباته وتحقيقاته من خلال الجريدة اليومية المتعاطفة مع قضايا السود التي كان يعمل بها, وتسمي " درم " DRUMحارب نظام التمييز العنصري , حني تم اغتياله وإخراسه إلي الأبد, والفيلم يحكي بالفعل عما وقع لهذا الصحفي الأسود من جنوب إفريقيا الذي كان صديقا شخصيا لمانديلا , ويقوم احد الممثلين بأداء دوره, ويظهر مانديلا في ذلك الفيلم الذي نعتبره من أجمل الأفلام الإفريقية القوية المبهرة , المكتملة شكلا وموضوعا, التي عرضها مهرجان كان 2005 , وكان انتهي بالوقوف تحية الي المخرج وفيلمه وتصفيق حاد اهتزت له جدران قاعة " الميرامار "في كان, المخصصة لعرض أفلام أسبوع النقاد. وكان مخرجه نبه في الكلمة التي ألقاها قبل العرض, وبحضور المخرج السنغالي الكبير عثمان سمبان, إلي أهمية اعتماد المخرجين الأفارقة علي صنع أبطال من تاريخهم القومي وزمنهم, كما في حكاية البطل الصحفي من جنوب أفريقيا التي يحكيها لنا في فيلمه, بدلا من استيراد أبطالHEROES وسو برمانات ومصارعين من الخارج, عبر أفلام السينما الأمريكية التجارية التي تروج لتقاليد وعادات وقيم, جعلتنا من فرط استغراق البعض في تقليدها, نتحول إلي " مسخ " بلا هوية في بلادنا, وقد أن الآوان لكي نتعرف أكثر علي أبطال بلادنا ونعرض لحياتهم ونضالا تهم علي الشاشة, لان وظيفة السينما الاسمي هي محاربة الظلم, والوقوف ضد انتهاك حقوق الإنسان في كل مكان..


مشاركة منتدى

  • بحثت كثيراً عن تفاصيل دقيقة للسينما الأفريقية إلا انني لم اجد ما يكفي من معلومات لقلة المصادر والمراجع المكتبية والإلكترونية بالأخص باللغة العربية علماً بأني باحث ومخرج في السينما الأفريقية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى