السبت ٢٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
بقلم باسل محمد البزراوي

كتبت لعينيك

كتبتُ لعينيك كل القصائد
حين افترقنا بذاك المساء
وأيقنتُ أنك قد تظمئين
لحلو الشراب وطعم اللقاء
كعشتار تبكين طول الليالي
رحيل الحبيب وبؤس الجفاء
وعشتار غيّبها الظاعنون
وراء البحار وليل الشقاء
فتخلو المضاربُ من ساكنيها
ويرتادها البومُ والأشقياء
وتعفو الرسوم وتمحو السنونُ
ملامح عهد بهيّ الرواء
سيرجعُ تموزُ بعد غيابٍ
ويلقى الحبيبَ فتبكي السماء
ويأتي امرؤ القيس يسرجُ مُهراً
ويحملُ سيفاً شديد المضاء
ويبكي الطلولَ ويشكو الفراقَ
ويبكي الرفاقَ ويبكي النساء
ويسمو سموّ الحبابِ لبكرِ
تجرجرُ فوق الرمال الرواء
وتبسم عشتارُ بين الغيومِ
ويلمعُ برقُ الهوى والوفاء
فتتلو الجزيرة طقسَ العبورِ
ويلهو بعذرائه في الخباء
ويبعثُ في الأرضِ خِصبا جديداً
وروحَ الحياةِ وروحَ البهاء
وتعلو الجزيرةُ كلُ الجزيرة
والرافدين سيول وماء
وتصدحُ كلُ عذارى العراقِ
تغنّي لتموزَ كلَ الغناء
وتبدو عيونُ المها من بعيدٍ
على الجسر كالفجر شقَّ الملاء
وتتلو الشواعرُ كلَ القصائدِ
بين الطلولِ فيعلو الدعاء
وتسدلُ كلُ العذارى الضفائرَ
كالليلِ خيَّم حول الضياء
ويسمقُ حولَ الفراتِ النخيلُ
ويهتفُ تموزُ يا نهرُ جاء
فيغسلَ عارَ السنين الفراتُ
ويغمرُ قلبَ العراقِ الهناء

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى