الأحد ٢٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
قصص قصيرة جدا
بقلم حسن برطال

(ثلاث زيارات لملاك الموت)..

حائط الموت.

الدراجة النارية تدور.. تلتصق بالحائط الأسطواني الخشبي.. الفكرة تدور في رأس الصبي، تلتصق بدماغه.. الأب يشجع.. التصفيق يلتصق بهدير المحرك و يضيع.. السائق يقبض على المقود بيد ويغطي عينيه بيده الثانية و يدور.. الفكرة تدور..

وبعد يومين كل سكان (الدوار) يدورون.. يبحثون.. فوجدوا الصبي جثة هامدة داخل (مطمورة) [1] وهو يعانق دراجته الهوائية و يغطي عينيه بقطعة قماش كُتبَ عليها بخط رديء: (علي بلحسين) [2]../

عيد الموت.

بالونات تتدلى من السقف بشكل متعامد مع طاولة وُضعتْ فوقها (حلوى) مغروسة فيها خمسة وثلاثون
شمعة.. جسد متهالك فوق كرسي، يحافظ على التوازن بواسطة منكبين نحيفتين..

جمع أنفاسه.. أطال في عملية الشهيق ليتمكن من شرب أكبر كمية من هواء الغرفة و كأنه يستعد للنفخة
الأولى في (الصُور)..

سَعَلَ.. انطفأت الشمعة الأولى.. تكرر السعال.. كُــــحْ... كُــــــحْ... كُــــــــحْ... الشموع تنطفئ تباعا..
توقَفَ السعال.. سقط الرأس فوق الطاولة.. ثم ساد الظلام...

وفي الغد أكدتْ محاضر الضابطة القضائية بأن الوفاة كانت بفعل عمل إجرامي وأن الهالك لم يكنْ بمفرده
وذلك حينما وجدوا بصمات داء (الــســـــل) على الشموع.../

نتيجة الموت.

لستُ أدري ماذا أصابه اليوم.... وما به يرتعد رعبا و ورقة التحليلات الطبية لا تُعلن سوى.. على
النتائج الإيجابية.../


[1حفرة عميقة يستعملها سكان الأرياف لخزن الحبوب

[2مغامر مغربي معروف بحركاته البهلوانية وهو يقود دراجته النارية على (حائط الموت)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى