الاثنين ٢٧ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٦
بقلم محمد عادل عبد العظيم

القرية: فيلم ل م. نايت شاميالان

بقلم : محمد عادل عبد العظيم

لا أعلم ما إذا كان القرار ، الذي اتخذناه بشأن بقائنا في القرية ، هو القرار الصحيح ! ..

هذه هي الإفتتاحية الحقيقية ، للدخول إلى عالم القرية ، أو بالأصح غابة ( كوفينجتون ) ..
أمامنا قرية مثل أي قرية أخرى في أي بلد آخر ، سنجد الأطفال يضحكون ، والفتيات يرقصن ، والرجال يعملون ، لا يجمع بين هولاء أي شئ سوى القرية ، ونظرة الخوف التي ترتسم في عيونهم عند نظرتهم إلى الغابة المحيطة بهم ..
لا نعلم ما الذي يخيفهم منها ؟! ..

إنها مجرد غابة مثل أي غابة أخرى .. لكن نظرة الهلع المرتسمة في عيونهم ، تُنبئنا بأن هذه الغابة ليست غابة عادية .. إنها غابة الذين لا يجب التكلم عنهم ..

) نحن لم نخرق حدود الغابة ، التي يقطن بها الذين لا يجب التكلم عنهم .. نحن في هدنة ، لذا لا داعي للخوف ) ..

لكن رغم ذلك نجد أنه هناك العديد من مظاهر الخوف في كل شبر من القرية ، بالله عليك إذا لم يشعروا بالخوف ، لِم كل هذا الفزع عند رؤيتهم للتوت الأحمر ؟! .. ألا تعرفه ؟! .. غريب ؟! .. إن التوت – الأحمر بالذات - يجذب الذين لا يجب التكلم عنهم .. إنهم حولنا .. إنهم يحيطون بنا ..

( إنهم أكلة اللحوم ) ..
نعم ! .. هم كذلك ! .. إذا لم يكونوا أكلة اللحوم ، فمن يكونوا ؟! .. لقد شُوهد أكثر من حيوان ممزق ، ولا أحد يعرف السبب ! .. لا أحد يعرف السبب ، على الرغم من أن الجميع لديهم فكرة واحدة عن من فعل هذا .. إنهم الوحوش .. أقصد الذين لا يجب التكلم عنهم ..

( بعد وفاة صديقي - لعدم وجود أدوية في القرية - قررت أن أعبر الغابة ، لكي أصل إلى المدينة ، لأحضر الأدوية من هناك ) ..
هذا هو ( لوتشيوس هانت ) .. ألم تعرفه بعد ؟! .. إنه من أكثر فتيان القرية شجاعةًً ، ونبلاً .. إنه لا يرقص .. لا يشرب الخمر .. لا يخدع أحداً .. لكن ..

( لكني أراها فكرة سيئة .. أنت نبيل جداً " لوتشيوس " ، لكي تذهب إلى المدينة ، وتحضر لنا الأدوية ، التي نحتاجها .. لكنها فكرة سيئة ، والأهم من ذلك أنها فكرة خطيرة .. خطيرة " لوتشيوس " ) ..

( أيفي العمياء ) تُحذر ( لوتشيوس ) .. إنها تهتم به كثيراً .. لِم يا ترى ؟! .. ألم تفهم بعد ؟! .. الحب لا يستطيع أي شخص مداراته ..

( قبل أن تذهب إلى المدينة " لوتشيوس " ، يجب أن تعرف كيف مات والدك .. في الساعة التاسعة صباحاً وُجدَ والدك في المدينة مسروقاً ، ومُلقى في زقاق .. لقد .. لقد كان عارياً " لوتشيوس " ) ..
لأول مرة يسمع ( لوتشيوس ) هذا الإعتراف من والدته .. لكن لِم الآن ؟! .. لِم لمَ تخبره بهذا السر منذ مدة طويلة ؟! ..

( ألا تشعر معي بأن هناك أسرار في كل شبر من القرية ؟ ) ..
( لوتشيوس ) ينظر إلى أحد شيوخ المجلس الحاكم للقرية .. ينظر إليه الشيخ ، ليرد قائلاً :
( أنت عطوف جداً " لوتشيوس " .. لكن الحزن سيجدك في أي مكان ، سيشم رائحتك حتى يجدك ) ..
رغم كم التحذيرات التي تعرض لها ( لوتشيوس ) ، إلا أنه - في النهاية - يُقرر دخول الغابة ولو على سبيل التجربة و .. ويدخل الغابة ..

( لقد أرعبتنا لدرجة لم يقم بها أحد من قبلك " لوتشيوس" ) ..
( واكر ) - أحد الشيوخ ، ووالد ( أيفي العمياء ) - ينظر إلى ( لوتشيوس ) بإبتسامة صافية ، و ( لوتشيوس ) يقابلها بنظرة ندم .. لقد أدى تصرف ( لوتشيوس ) إلى دخول الذين لا يجب التكلم عنهم إلى القرية ..

( لقد .. لقد طلبوا منا الرحيل ) ..
الخوف يتغلغل ، وينتشر في القرية بسرعة البرق ، كما ينتشر النار في الهشيم ..

( كيف لا تشعر بالفزع " لوتشيوس " ، مع أننا جميعاً نشعر به ؟! ) ..
ينظر ( لوتشيوس ) إلى محدثته ( أيفي ) .. ( أيفي العمياء ) .. لكنها جميلة ، بسيطة ، تركض مثل الفتيان ، كما يصفها ( لوتشيوس ) ، والأهم من ذلك أنها تحبه ..

( ألا تعلمين أنه في الوقت الذي أشعر فيه حتى بالأنانية ، أفكر فيكِ " أيفي " .. أفكر فيكِ " أيفي " ، قبل أن أفكر في الآخرين ) ..
يتعانق المحبان ( أيفي ) و ( لوتشيوس ) .. ( أيفي العمياء ) ، لكنها رغم ذلك تراك ..

) أرى ما حولي بعكسك " لوتشيوس " .. أنا لست عمياء .. أنا فقط أرى الكون بزاوية أخرى ، غير التي ترى بها الكون " لوتشيوس " ) ..
وعلى الرغم من الحب ، الذي يجمع بين ( لوتشيوس ) و ( أيفي ) ، إلا أن القرية لا تشعر بأي نوع من الفرح .. القرية خائفة ، وإن لمَ يخنى التعبير ، فإن مباني القرية ترتعش من الأشياء التي ستحل بها على أيدي الذين لا يجب التكلم عنهم ..

( من ؟! .. " نوح بيرسي " ! ) ..
( نوح ) - المُختل عقلياً - أتى في زيارة إلى ( لوتشيوس ) ..

( أعلم أنك تحب " أيفي " كثيراً " نوح " .. لكن هناك الكثير من أشكال الحب و ..... ) ..
لم يُكمل ( لوتشيوس ) ما يريد قوله لأنه .. لأنه .. لأنه قُتل بسكين على يد ( نوح( !! ..

( أنا أحبه يا أبي ، وهو يحبني .. إن مات ، سيموت كل ما تبقى مني ) ..
يعجز ( واكر ) عن قول أي شئ لإبنته ( أيفي ) ..

( سأذهب يا أبي إلى المدينة ، لأحضر الأدوية من أجله .. من أجل " لوتشيوس " ) ..
ينظر (واكر) لعينيها ، ويقول :
( " أيفي " ، سأُريك شيئاً .. أتمنى ألا تصرخين ) ..
( أصرخ ؟! .. لماذا ؟! .. ) ..
لماذا ؟! ..

لماذا ؟! ..

؟؟؟!!! ..

ومن أداة الإستفهام ( لماذا ) تتضح لنا كل الأشياء ، التي لم ننتبه إليها طوال متابعتنا للأحداث ، ومن ( لماذا ) أيضاً تتكشف أمامنا جميع المفردات الرمزية التي يعج بها الفيلم ، ولعل روعة الفيلم الحقيقية تأتي من هذه المفردات الرمزية ، وغيرها من الإيحاءات لتقديم حالة عامة - لا خاصة - نشعر بها جميعاً ، وفي نفس الوقت نُعاني منها ، وهذه المفردات لم تأت فقط في الجمل الحوارية ، بل أتت أيضاً في الموسيقى ، والأداء التمثيلي ، وجميع عناصر الفيلم الأخرى كإضافة حقيقية للتعبير وتوضيح هذه المفردات ..

ولعل أكبر دليل على ذلك هي بداية أحداث الفيلم ، فنجد جثمان أحد الأشخاص ثم تتبعها عبارة ( الصبر والإيمان ) ، لنجد ( واكر ) بعدها يقول :
( لا اعلم ما إذا كان القرار الذي اتخذناه بشأن بقائنا في القرية هو القرار الصحيح ) ..
وكأن العبارة السابقة - بجانب عبارة( الصبر والإيمان ) - توضح لنا ، ولو من بعيد - ملامح القرية التي تتصف بالكآبة ( دفن أحد الأشخاص يرمز ها هنا ، لدفن أهل القرية جميعاً لحياتهم داخل غابة " كوفينجتون " ) .. كما أن مقولة ( واكر ) - سالفة الذكر - توضح بأنهم على الرغم من الكآبة التي يحيوا داخلها ، إلا أنهم يعيشون أو - بمعنى أصح - يخلقون مبرر ، لكي يعيشوا ها هنا ، وإن كانوا لا يعرفون ما إذا كان هذا القرار صحيح أم لا ، ولتأكيد هذه الفكرة يأتي مشهد سماعهم للأصوات المتوحشة للذين لا يجب التكلم عنهم الصادرة من الغابة ، لتتلاقى عيون الجميع الخائفة ، ولتتجه ناحية الغابة ، وهو ما يجعلنا نسأل السؤال التلقائي :
لِم كل ذلك ؟! .. لِم تعيشون هنا وأنتم خائفون من الخارج ؟! ..

ومن أداة الإستفهام ( لماذا ) - كما ذكرت - نحاول أن نتبين أي ضوء وسط الظلام ، والأصوات المخيفة ، المحيطة بنا ( أصوات الذين لا يجب التكلم عنهم ، والظلام ، والضباب هي أهم المعالم ، التي تميز القرية ، ودليل آخر على كآبتها ) ، وعلى الرغم من الكآبة ، وضيق التنفس ، الذي نستشعره من أهل القرية ( معظم الأحداث صُورت في أماكن مغلقة ، لتدل على ضيق أهل القرية من قريتهم ، وإنغلاقهم الفكري ، والمُقتصر على العيش في القرية ، دون اللجوء إلى أي مكان آخر ، ورغم ذلك فهم ماكثون في القرية ) ، إلا أننا نجد محاولات من أهل القرية للعيش - حقيقةً لا مجازاً - ، وهو ما يتمثل في ( محاولة ) الإستمتاع بالحياة ( رقص الفتيات \ ضحك الأطفال .. الخ ) ، وإن كانت هذه اللحظات سرعان ما تنتهي ، ليحل محلها الكآبة المعتادة ( الفتيات يرقصن ، لكنهن يتوقفن ، لرؤيتهن التوت الأحمر ، لذا يسارعن إلى إخفاء التوت ، والهرب من المكان المتواجد به \ ضحك الأطفال يتسمر في مكانه عند رؤيته لجثة حيوان ممزقة ) ..

ونحاول أن نتبع الأدلة ( أيفي \ لوتشيوس ) ، وأي وكل شئ متعلق بالقرية ، لمحاولة الوصول إلى ما يريده الكاتب ، لنصل في النهاية إلى كلمة واحدة ( الحدود ) ! ..
دائماً ما تُقال ، ودائماً ما نشعر بها عند متابعتنا للأحداث ( الحدود بين القرية والغابة \ الحدود المرسومة لأهل القرية - أي القوانين - التي يجب ألا يتعدوها ، وإلا كان مصيرهم الحبس في غرفة منعزلة \ الحدود الحياتية لأهل القرية أنفسهم ، فلم نجد أحد يعمل في مصنع ، بل الكل تقريباً يعمل في تربية الماشية أو الزراعة ، وكأن القرية لا تريد أن تختلط بالعمران ، فليس هناك تلفاز أو أي مظهر من مظاهر العمران ، التي تميز - الآن - القرية قبل المدينة \ مشهد ما قبل النهاية عندما يأمر رئيس المحمية الحارس بألا يقع في المشاكل ، لأن كل مهمته ها هنا متمثلة في حماية الحدود لا أكثر ولا أقل ) ..

ومن خلال كلمة ( الحدود ) نحاول التعمق أكثر فأكثر في المفردات الرمزية ، لمحاولة الوصول إلى الهدف الحقيقي من كل ذلك ، وكلما نتعمق نكتشف شيئاً لم ننتبه إليه من قبل ، وإذا شاهدنا الفيلم أكثر من مرة ، ستتأكد لنا هذه الفكرة بشكل أو بآخر ..

( نحن أمام مسرحية هزلية ؟! ) ..

وكم كانت (أيفي) صادقة إلى حد كبير عند قولها لتلك العبارة ، فكل ما يحيط بالقرية من ( الذين لا يجب التكلم عنهم ) هو مجرد وهم كبير .. لكنها ليست الكذبة الأولى ، فمجلس الشيوخ الحاكم للقرية هو المُروج للوهم الكبير ، ويأتي على رأسهم ( واكر ذاته - والد أيفي العمياء ) ، مخترع الحكاية من الأساس ، وكأننا أمام شكل مستحدث من لعبة المكعبات سرعان ما تنهدم مع (هزة ريح بسيطة \ اكتشاف الحقائق ) ، ولعل التلميح بجملة ( مجلس الشيوخ الحاكم للقرية ) لم تأتِ من فراغ ، بل أنها تشبه إلى حد كبير ( مجلس الشيوخ الأمريكي ) ، وعند تتابع الأحداث ، وعند رؤيتنا للفيلم أكثر من مرة ، سكنتشف شيئاً فشيئاً أننا أمام الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أو بآخر ، فالقرية وأهلها هما المعادل ( المكاني \ الرمزي ) للولايات المتحدة الأمريكية ، والقاطنين بها ، بينما الغابة المحيطة بالقرية هي المعادل لأي بلد ، تتخيل أمريكا أنها تناصبها العداء ( دائماً ما يُحذر الشيوخ أهل قريتهم من ضرورة الإبتعاد عن الغابة ، والذين لا يجب التكلم عنهم ) ، ولعل التلميح إلى الذين لا يجب التكلم عنهم جاء بصيغة ) هم ) ، وهذه الصيغة لم تأتِ من فراغ أيضاً ، حيث عمد الكاتب إلى ذلك ، ليتم تطبيق صيغة ( هم ) على أي وكل شئ أو فرد تظنه الغابة عدواً لها ..

إذن نحن في النهاية أمام فيلم سياسي ، كبير ، ممزوج بالتشويق والرعب ، فالمفردات الرمزية التي تم وضعها داخل أحداث الفيلم ، لا يُنكر أي شخص أنه لم يُعانِ منها بشكل أو بآخر ، خاصةً إذا علمنا أن الفيلم ظهر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بفترة قليلة ، وكأن الفيلم كُتب خصيصاً للتعبير عن الولايات المتحدة رمزياً بعد سقوط برجي مركز التجارة العالمي ، فنجد الولايات المتحدة تُحذر مواطنيها من كل ما يمت للعرب بصلة ، لأنهم من أشاعوا الرعب بيننا ( مجلس الشيوخ الحاكم للقرية يُحذر مواطنيه من الذين لا يجب التكلم عنهم ، أي القاطنين في الغابة الخارجة عن حدود القرية ) ، وعلى الرغم من عدم تأكد الولايات المتحدة ما إذا كان العرب هم فعلاً من نشروا الرعب بها ، وهو ما يُعادل عدم تحديد لهوية أو شكل الذين لا يجب التكلم عنهم ، إلا أن الولايات المتحدة تُسارع إلى دخول ( أفغانستان ) ، وإحتلال ( العراق ) ، وترويج العديد من الأشياء نتبين جميعاً - الأمريكان قبل العرب - عدم صحتها ( ترويج أمريكا لوجود أسلحة دمار شامل في العراق ، على الرغم من أنها تعلم بعدم وجود مثل هذه الأسلحة = ترويج المجلس الحاكم للقرية بوجود أذى عند الإقتراب من الذين لا يجب التكلم عنهم ، وفي نهاية الأحداث نكتشف عدم صحة هذه الإدعاءات ) ، وعلى الرغم من أن هذه الأكاذيب تؤثر على الخارج ، إلا أنها أيضاً تؤثر على داخل القرية ( نظرة الهلع في أغسطس دون أي مبرر منطقي \ وفاة نوح بيرسي - المُختل عقلياً - نتيجة لترويج إشاعات لا أساس لها من الصحة \ الشعور بالكآبة نجدها في كل شبر من القرية ، خاصةً في لحظات تصوير مشاهد صامتة لا يوجد بها أي شئ سوى كرسي يتم إظهاره أمام الغابة وغيرها من الأشياء الأخرى ، وكأننا أمام لوحة تُعبر عن مدى الشعور بالوحدة والكآبة ، بل والأدهى من ذلك الخوف من القادمين من خارج القرية دون وجود أي عدو حقيقي ملموس وراء ذلك ) ..

لنصل في النهاية إلى أننا أمام مأساة حقيقية سواء أكانت هذه المأساة متمثلة في الأكاذيب ، أو متمثلة في عدم إدانة الشيوخ على الرغم من أنهم مدانون ( قاموا بالذهاب إلى القرية ، والعيش بها نتيجة لما لاقوه من مآسي في الخارج ، وهو ما يتمثل في قتل شقيقة أحد أعضاء المجلس الحاكم للقرية خارج الحدود ، وهو نفس الحال مع والد " لوتشيوس " كما ذكرت من قبل ) ، وغيرها من الأشياء التي تجعلنا نتعاطف - لا إرادياً - مع هولاء ، إلا أننا نحاول أن نصل إلى صورة حقيقية إلى حد كبير في فهم العلاقة بين ( القرية وما هو خارجها \ أمريكا ومن هم خارجها \ الشرق والغرب ) ، فعلى الرغم من أن أهل القرية مدانون ، إلا أن الخارج مُدان أيضاً ، وفي نفس الوقت يتم التعاطف مع الأثنين لمحاولة فهم كنه ( الحدود ) ، التي تفرق بين الشعوب ، وبين كل ما يجمعهم من حب ، وأمل ، وقوة ، وهو ما اتضح في عبارة ( واكر ) - عند تركه لأبنته ( أيفي العمياء ) ، لتحضر الدواء-

( " أيفي " لديها الحب ، وعندما يقودها لن يستطيع أي أحد الوقوف في طريقها ) ..
وكأن كلمة ( الحب ) هي الكلمة السحرية المراد أن يتم استبدالها بكلمة ( الحدود ) ، لأنه إن حل (الحب) في مكان ، سيحل كل شئ جميل ( البراءة \ الشفقة \ الأمل .. الخ ) ، وكأن كلمة (الحب) مقصود بها الحب ، الذي ينبغي تواجده بين شعوب العالم الواحد ..

وعلى الرغم من أن الفيلم مُشبع إلى حد كبير) بالمبدأ الرمزي ) ، إلا أننا نجد m.night shyamalan بوصفه مخرج وكاتب ومنتج الفيلم أيضاً قد أدار فيلمه بإحكام ، وعلى الرغم من وجود العديد من الأبطال إلى جواره مثل Joaquin phoenix ( لوتشيوس ) ، و ) William hurt واكر ) ، و adrien brody ( نوح بيرسي ، المختل عقلياً ) ، و المبدعة Bryce Dallas Howard ( أيفي العمياء( ، إلا أننا نجد أن البطل الحقيقي هو shyamalan نفسه بوصفه صاحب الفكرة ، والمتحكم كما هو واضح في كافة تفاصيل فيلمه ، وهو ما ليس بغريب على shyamalan صاحب العديد من الأفلام العبقرية مثل the sixth sense و signs..

إن فيلم the village من تلك الأفلام ، التي تسحرك ، ولا تمل مشاهدتها مراراً وتكراراً ، خاصةً أنها تلعب على وتر دقيق للغاية داخل كل منا - سواء في الخارج أو الداخل - لا زلنا نشعر بتبعاتها إلى اليوم ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى