الخميس ٢١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٦
بقلم وفاء عبد الرازق

ذات مساء

ذاتَ مساءٍ
حزَمتُ مَتاعَ العاشرةِ
وتجمَّعتُ كخيطِ الضوءِ بشمعةٍ
غامزتُ شتائي وتوحَّدتُ
كي أنشقَّ وجوهاً
محوتُ فضائي، رسمتُ
فتَّشتُ عني بذاتي
بفحيحِ العوزِ بروحي
حَزَمتُ مناديلَ الكفِّ
قرأتُ فنجانَ العُنقِ
وبكيتُ
كان الطالعُ ضباباً
والقهوة تسترُ تجاعيدَ الفنجان.
 
في يومٍ تباعدتُ عني
صَّفقتُ لحرمانِ الوصلِ
عصرتُ التوتَ لعمري
غمرتُ العَرقَ فيَّ
لسعتُ عيني بضوئي
وشرِبتُ نخبَ الصورةِ
كانت امرأةً خزفيةً
والفنجانُ مسَّ شفتيَّ وتبلَّدْ
من يشربُ ريقي
لا بُدَّ أن يجمعَ ضدين ويتجمَّد .
 
في المقهى دفءُ الصهوةِ مُرُّ
في البابِ حجرٌ يبني رغبَتهُ
واللوعةُ تستدفىءُ حُضني
وذاتَ مساءٍ مرَّت
ومرَّ الدمعُ دويَّ قيامة.
 
علَّقتُ قلبي بناري
أعطيتُ لكوني نهايةَ بدئي
ونقشتُ بشكلِ الطالعِ
بياضاً أسودَ
مخبولة أحمرَ
بعثرتُ الألوانَ شُعوراً
أوقدتُ قدمي لحصاةِ الشارعِ
تركتُ عتابي
يستجدي ضُلفةَ بابي
أسأتُ فهمي وأساءَ لقولي
أشعلتُ رأسَ سنةٍ أخرى
فوجدتُ بأني
متهمةٌ بسرقتي منيِّ
وأن با بلَ تبحثُ عنيّ فيَّ
 
وأنا غيبوبةٌ فنجانٍ
والفنجانُ لا يهوى القهوة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى