الثلاثاء ٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
أطفال مخيم البداوي بعد انتصار حزب الله
بقلم ميسون جمال مصطفى

أحلام وتطلعات للمستقبل

أطفال من مختلف مناطق فلسطين، يحملون في نبضاتهم أريج الحب والبراءة، يحلمون بوطن حر بعد انتصار كبير لحزب الله على المحتل الصهيوني، التقيت بعدد منهم حاورتهم، أذهلتني أجوبتهم التي تنبأ بوعيهم السياسي. جاءت اسئلتي على النحو الأتي:

ماذا تحلم أن تصبح في المستقبل؟ ولم؟

هل تعتقد أنك ستعود إلى فلسطين؟ وكم سيستغرق من الزمن؟

ما رأيك بانتصار حزب الله؟

هديل محمد (11 سنة): "أحلم أن أصبح محامية كي أدافع عن أرضي"، تعتقد هديل أنها سترجع إلى وطنها، والسبب يعود إلى أن الشعب "عم بناضل، وعم بوقف جنب بعض، وإيد بإيد يعني زي الأسرة وأكيد راح نرجع"

أما عن موعد رجعتها فتقول: "يمكن نطول لأنه إذا ضلت الحالة مع اسرائيل هيك، وعم بقتلوا كتير بلاد"، تصمت وتقول "هو في أمل بس راح نطول" ثم تنظر إلي باستغراب "اللي عملوه بلبنان شي ما بتصدق، قتلوا كتير صغار وهدّموا تقريبا نص البلد، أنا مش مبسوطة للي عن بصير بغزة، لو بإيدي اسوي شي كنت ساويت عمليات زي حزب الله ودافعت عن فلسطين وحررتها".وتعرب هديل عن سعادتها بانتصار حزب الله على العدو الصهيوني.

وتحلم سارة طالب التي لم تتجاوز الاثني عشر عاما بأن تصبح معلمةلأنها تحب الأطفال وتريد أن تدرسهم عن فلسطين وماذا حصل بها، وكيف يحبونها والا يتخلوا عنها " مهما صار"، إذ تقول "لأن فلسطين بلدنا ورمزنا وبالعلم بنحررها".

تقول: "بحس إنه بدي ارجع على فلسطين، وبدي أعلم الأطفال وتستدرك أنا من عكا، وبدي اعلم بمدارس عكا، لأنه أهلي خلقوا فيها يمكن نرجع بكرا يمكن في وقت طويل" وتقول ببراءة الأطفال "إذا ضلت فلسطين تحارب راح ننتصر على اليهود، ونصير شهدا، وبس تخلص الحرب وننتصر على اليهود، لازم نرجع ونساعد أهلنا هناك بالمصاري ونعمّر البلد" وتقول بلهجة التحدي "زي ما إسرائيل هدمت بلادنا لازم نهدم كل شي الها زي ما عمل حزب الله اللي انتصر هاي السنة وأنا كتير مبسوطة" ثم ترى الحزن بعينها وهي تقول "بغزة بتمنى كل يهودي قتل طفل إن شاء الله يموت متله، وبقول لأطفال اسرائيل لما بعتوا لأطفال لبنان صواريخ هدية وكتبولهم عليها انه راح يموتوا"، وترتفع وتيرة صوتها متحدية "لا الموت راح يرجع لا إلهم لأنه بلدنا ما راح يتدمر، لأنه فيها أطفال كتير"، تصمت ثم توجه سؤالا: "عشان شو عملت حكومتهم هيك ودمرت؟!"

وتحلم فاطمة ياسين (12 سنة): بأن تصبح رسامة ومعلمة لأن الرسم يساعدها كثيرا في نقل ما يجري داخل فلسطين".

أما عن موعد الرجوع تقول: "بس تهدى الحال ونخلص من اليهود راح نرجع على بلدنا، ولازم نطلع سلاحنا ونحاربهم، ونضربهم بالحجارة، ثم تصمت وتتسأل" بس الحجارة شو بدها تعمل، وهني عندهم سلاح وقنايل كتير، بس احنا أقوى منهم بإيمانا بالعودة، ولازم يصيروا ضعاف زي ما عملوا فيهم حزب الله، صاروا قوايا (الحزب) وخلاهم ضعاف"

أما عن رأيها بانتصار حزب الله "أنا مبسوطة لأنه حزب الله انتصر عليهم بس بكون مبسوطة أكتر لما حزب الله يموتهن كلهن".

يجيب معين سعدة (14 سنة) إنه يريد أن يصبح طبيبا كي يعالج المرضى والجرحى الفلسطينين، كما يتمنى ان يعيش في غزة لمساعدة الجرحى، ثم يستدرك "أنا من يافا بفلسطين وما بقبل أضل بغزة بدي اروح على يافا وكل واحد على بلده".

ويردف "حزب الله انتصر واحنا كفلسطنين راح ننتصر ونرجع على فلسطين، بعد سنتين، لأنه حاس انه النصر قريب، لأنه الشعب إيد وحدة".

محمود عياش (10 سنوات) "أنا من الدامون بحب أصير مهندس عشان بس نحرر فلسطين من اليهود أرجع على أرضنا فيها وأعمرها...هكذا رد محمود ثم أكمل "راح نحررها ونرجع، أنا ما بعرف امتى بدنا نرجع حسب ما الله يكتبلنا، يمكن عشرين سنة أو تلاتين، وحتى نحررها لازم نعمل هجوم عاليهود ونكحشن من بلدنا زي ما طلعونا"

ثم ينظر إليّ مفتخرا "حزب الله أكيد انتصر، فجّر ما بعرف كم طيارة اسرائلية، ودبابات كتير. أنا كنت كتير مبسوط لأنه انتصر" يقول والحزن يملأ قلبه "بس شفتي غزة خلوها كلها ضواحي وهدموها من الغارات وخلوا كتير قتلى" يقصد بالضواحي أي أنهم قطعوا أوصالها.

ويختم "حابب ارجع على فلسطين عشان اعمرها وأقعد فيها".

وتحلم هبة سويدان (11 سنة) أن تصبح طبيبة ورسامة لتكون في أرض المعركة فتساعد الجرحى"بدي أرجع على فلسطين إن شاء الله يعني شي خمس سنين، أنا ما كنت متوقعة هلاء، بس بعد ما نتصر حزب الله، قلت النصر قريب، كمان بحب ارسم عشان يعرفوا الناس شو عم بصير بفلسطين وبدي اعمل معارض وافرجي العالم على قضية فلسطين".

عندما سألته أجاب عبد الكريم الصفدي (14 سنة) بعفوية الثوار "بدي أصير أستاذ لمادة العربي" وشرد قليلا ثم أكمل "من صغري بحب مادة العربي، وبحب أرسم، كل واحد عنده طريقة ليوصل لهدفه، وأنا استخدمت مادة العربي لأحقق حلمي وأفيد بلدي، بالعلم بنفيد البلد، لأنه العلم سلاح، وبقدر من خلال القصائد والقصص والرسم أنه أعلم الأولاد عن فلسطين"

ويؤكد أنه سوف يرجع إلى فلسطين "إذا تكاتفنا مع بعض غير هيك لاء،أنا من حيفا وبدي أرجع على بلدي وقريتي، عشان اشوف جدودي وين كانوا عايشين"

كما يقول ثائرنا الصغير "الأمل كبير أول انتصار هو نصر حزب الله، هلاء بلش العمل للعودة وخاصة وقت اللي تحررت غزة".

عماد زيد (13 سنة)" بحلم أصير دكتور لأعصاب الرجلين عشان لما جدي وستي وعمامي يكبروا احكمن، وكمان إذا واحد انصاب برصاصة في المعركة اداويه"

ويقول وكأنه يرى العودة تلوح في الأفق "راح نرجع على فلسطين، بعد شي خمس سنين لأنو الناس هلاء ما متحالفين مع بعض، هادا الجيل تبعنا يمكن يطلع متحالف، جيلنا الجيل الصاعد عشان نوصل لفلسطين، الأمل بجيلنا نحن، لازم يكون عنا ايمان كبير بالله، وما نخاف من العدو، ونكون متعلمين لأنه العلم سلاح تاني"

أما عن رأيه بالحرب على لبنان فيقول: "لما انتصر حزب الله حسيت في بعد ناس مناح لأنه هني الوحيدين اللي حاربوا منشان الإسلام والعرب، كنت مفكر إنه فلسطين ما راح ترجعلنا، بس بعد هادا الانتصار صار في أمل أنه نرجع، وكمان كنت افكر اللبنانية ما بحبوا الفلسطينية، بس هلاء عرفت أنه اللبنانية بحبوا الفلسطينية"

سناء حمزة (13 سنة) "بدي أصير محامية، بحامي عن القضية الفلسطينية واتعلم لأوصل شي منيح وأرفع دعوى على اسرائيل وما أخلي حدا يأذي أرضي". تحدد سناء موعد رجعتها بحوالي 22 سنة، والسبب أن اسرائيل "كل مالها عم بتدمر وبتموتنا، فلازم نقوم كلنا عليها هي بتضرب لازم نضربها، وما انضل قاعدين، لازم نعمل شي بفيدنا، نرجع على ارضنا نحاربهم بالحجر، اه بنرجعها بالحجر، إذا ما معنا سلام بنضربهم بالحجر"

فرحت سناء كثيرا لانتصار حزب الله لكنها تبدي حزنها على الذين استشهدوا خلال الحرب خاصة وأن اكثريتهم من الأطفال ولا ذنب لهم.

أحمد ياسين (12 سنة) يريد أحمد أن يصبح طبيبا نفسانيا وذلك لأنه يرى أن عليه معالجة ابناء شعبه كي لا يبقوا مرضى ويعملوا لأجل فلسطين، ومن ناحية أخرى يقول "بصير اعرف كيف العدو بفكر وبفهموا عشان احاربه بنفس السلاح"

ويربط أحمد موعد الرجعة بموعد اتحاد الدول العربية، لأن فلسطين وحدها لن تقدر أن تتنتصر ويلزم الأمر برأي احمد حوالي 10 سنوات، ويعيد سبب انتصار حزب الله إلى أنه حزب قوي وقدر أن ينزل الهزيمة بإسرائيل لأنه يمتلك الصواريخ الجيدة، كما أنه قدر أن يشل حركتها كليا ولم يقدروا عليه، فترى بريقا في عينيه وهو يقول "الشي المنيح أنه ما عم بعرفوا من وين عم تنطلق الصواريخ"

ويبدي حزنه لما يحصل في غزة بأنه "ظلم وحرام، وأنا بدي اجاهد في سبيل الله تعالى، وما بدي أكون مع حدا (يقصد التنظيمات الفلسطينية) لانه بتخانقوا مع بعض بدل ما يهجموا على اسرائيل"

هذه بعض أراء واحلام أطفال مخيم البداوي، التي عبروا عنها بكل صدق وبراءة. الحرب غيرت بعضا من المفاهيم القديمة التى وعوها- الخوف من العدو الصهيوني- ولكنها لم تغير فيهم حبهم للوطن، ولم تثنهم عن طريق العودة واملهم بها.

تمت هذه المقابلات بمخيم البداوى


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى