الجمعة ١٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم نزيه حسون

أما أنا فأذوبُ في الكلمات

قالتْ عَشِقتُ الشِعرَ بلْ أدمنتُـهُ
وَعَشِقتُ نَبضَ الحرفِ والكَلِماتِ
حَتّى تَرَكتُ الشِعرَ يُزهِرُ في دمي
وَعَشقتُ حرفاً.. يُسْكِرُ النَبضَاتِ
هَلاَّ قرأتَ قَصيدةً يـا شاعـري
لتُثيرَ فِـيَّ مكامـنَ اللوعَـات
هات اسْقنيي كأسَ القصيد فإنها
كأسٌ تَسيلُ لِسحرهـا عبراتـي
فَشَرَعتُ أقرأ منْ زُهُور قصائدي
شِعراً يَفوقُ محَاسنَ الزَهـراتِ
شِعراً يفوحُ عذوبـةً ...ونـداوةً
غَزَلاً رقيقـاً ناعـمَ اللمسـات
وتَلوْتُ منْ سورِ الغرام قصائـداً
تُُْسبي العقولَ وتأسرُ الخلجـاتِ
فَتَأوهـت وتنهَّـدتْ وَتَغنّـجـت
حتّى رأيتُ السحرَ في الحدقـاتِ
وَرأيتُ فَوقَ الثغرِ وَهجَ صبابـةٍ
وطغى احمرارُ الدّمِ في الوجناتِ
فسألتُها لمّـا رأيـتُ هيامَهـا
هَلْ تَرشُفينَ الخمرَ منْ كلماتـي
قالتْ وقدْ فَتَنَ القصيدُ شِغافَهـا
وأصابَ منها القلبَ والخلجـاتِ
يا ربُّ قدْ عبثَ القصيدُ بمهجتي
ما عدتُ أقـدرُ كتمَهَـا آهاتـي
إنَّ ارتشافَ الخمر محضُ خطيئةٍ
أما ارتشافُ الشعرِ كالصلـواتِ
الخمرُ تـودي للجحيـم بفعلِهـا
والشعرُ جسرُ الوصل ِ للجنَّـات
الناسُ تسكرُ بالخمورِ وبالهوى
أمَّا أنا فـأذوبُ فـي الكَلمـاتِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى