الجمعة ١٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم نعمان إسماعيل عبد القادر

المباراة العجيبة

الجمهور الواسع يصدح ضاحكًا في مكانه مزلزلا أركان المدرج الكبير.. صراخ المتحمسين يدوّي من كل جانب.. وصافرة حكم المباراة لم يستطع سماعها أحد من اللاعبين.. وجمهور الصحافيين ينقل أحداث المباراة الساخنة منذ ساعات الصباح أولا بأول.. وأصوات المذيعين والمراسلين تطرب آذان المشاهدين والمستمعين في البيوت.. صور تُنقل على الهواء مباشرة إلى جميع أنحاء المعمورة عبر شاشات المحطات الفضائية.. والمتفرجون يصورون مجريات المباراة بهواتفهم النقالة.. وها هم اللاعبون قد تبادلوا أشنع الشتائم وأبذأ الألفاظ. تجرّدوا من ثيابهم الرياضية الثمينة التي اشتروها من أرقى المحلات التجارية، فانكشفت عوراتهم واندفعوا يتشابكون بالأيدي وأخذوا يتصارعون من أجل السيطرة على الكرة المطاطية وإلقائها في المرمى القريب. أوقع الأقوياء خصومهم أرضًا وداسوا بأقدامهم على صدورهم.

الصراع أدمى وجوه بعضهم فقُطعت آذان وشُجّت أنوف وكُسّرت عظام.. إنها مباراة ثأر قديم.

حاول بعض المتفرجين النـزول إلى أرض الملعب والتدخل من أجل فك الـنزاع بين الفريقين إلا أن الشرطة حالت دونهم بحجة أن المباراة لم تنته وأن القرار الأول الأخير يرجع إلى حكم المباراة وحده.

والعجيب في الأمر أن الحكم والجمهور والشرطة لم يتركوا أرض الملعب إلا بعد انتهاء المباراة.. وصفّر صفرته الأخيرة بعد مرور أربع ساعات من بدئها معلنًا انتهاء المباراة بخسارة

الفريقين ومقتل لاعبين وجرح ثمانية نقلوا على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

قال أحدهم وهو يحتسي القهوة في أحد المطاعم الأوروبية:

 أي مباراة همجية هذه، لا يلعبها إلا المجانين.

وقال آخر :

 بل بالعكس! إنها مباراة جميلة إنها من أجمل المباريات...

(كفر قاسم)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى