الاثنين ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم وفاء عبد الرازق

إقرأ وحدّث

لو جُنَّ الغيمُ

وتمزقت الغاباتُ

أيسألونك عن الماءِ

عن عُشبٍ مزَّق أُنوثَتهُ

ليعمدَّ الأرضَ بالضحايا

عن جسرٍ ظلَّ مضفوراً

تُهيبُهُ قطرةُ مطر؟

أم يلُجُّ الزجاجُ بعُتمتهِ

ولا يراكَ بوجهي؟

زمناً، رتقتُ لحظةً

كي لا تنفصلَ البصرةُ عن قدسِها

ولا يجنُّ السكونُ في جملةٍ

فقدت هيبتَها

ما زال الزهرُ على ثيابِكَ

كما حلمتُ بهِ

وكآخرِ الطقوسِ

تجمَّرت العامريةُ في غشاوةِ المكانِ

كانت الماءَ بحالتيه

الجريانُ وغرابةُ النظرةِ

وكانت كفاطمَتكَ تلك العامريةِ

في قفزةِ السكونِ

كيف تصيرانِ أصابعَ

وكيف نراهما منفصلتين عن خصرِ النشيدِ!

هل يأذنُ اتحادي بهما

أن أختصرَ الروحَ

وأجمعَ القصبَ

ننسجُ نارنا لقبَّةِ الصخرِ

ونوَّلدُ الريحَ الغائبة؟

يا ابنةَ القصبِ

دعيني أراكِ حينما تغمضُ قامةُ البحرِ

ورملُ الأغاني يخطو

كجُرحٍ أقربَ للزبَدِ

لكني تذكرتُكِ

والرصاصاتُ الحارقاتُ لا تعرِفُ الثباتَ

نسيَتْ قلبَها في ضلعٍ طفلٍ

شرَّدتهُ العيونُ

ووشوشت لظهرِ أبيهِ

ألا اغتسلْ

هي المرايا الحمرُ

إيقاعُ القناطرِ

إعبر قطرتَها

فالجمرةُ الحمراءُ متزاحمةٌ

تخاتلُ شُعلتَها

وتسيِّجُ الحدائقَ باللهبِ

بكلِّ خلايا الصوتِ أفتديكَ

واستحياءِ الجنوبِ

إني نستُني على شفتيكَ

فحدِّق واقرأ

مُنذُ أن حبلتُ بكَ

كنتُ الجزيرةَ

مغرمةً بشيلةِ التمرُّدِ

فاقرأ وحدِّث واندمل

لنعيدَ الجراحَ لنزفِها

وابحث عن طيرٍ اغتربت صيحتُهُ

تنقرُ قامتَها بصدري

إني افتحُهُ للرمحِ

فاقرأ وحدِّث

وراود لغةً عاريةً

لسؤالِكَ الصعب جوهرُ الرؤى

يا أنتَ

يا من تموت ألفَ مرةٍ في البصرةِ

وتنفلقُ بغدادُ

لرايةٍ دثّرتكَ

فاقرأ شُعلةَ دفَّتي

كم حكيتُ لدارِها عن عروسِ المعجزةِ

رأيتُكَ كطفلةٍ جائعةٍ في الناصريَّةِ

وكمشطِ أمِّي تبعتُ صيحتَهُ

فتلاقي الرعدُ والرمحُ والنارُ

وأسبلَ الخِصبُ جفنَ سعفتهِ

هي روحي لا تعرفُ إلاّك

يا وطناً ابحثُ عنه اقترب

فأنا امرأتُك المؤجَّلة

تضحكُ

حين تقسمُ الطفولةُ

وتدخلُ الرعشةَ

يوم تحبلُ الغيمةُ

بانسياب الصوتِ

تخدشُ الزوابعَ

وتمضي إلى عُنقِ البسملةِ

أعيذ ُكَ باللهِ، والمدرسةِ

وظنٍ سافر والريحَ

خطوةٌ ببابلَ

وخطوةٌ بالقدسِ

وخطوةٌ لك0


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى