الخميس ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم حسن خاطر

كتاب العربي "حوار المشارقة والمغاربة" - الجزء الثاني

صدر في الكويت مؤخرا كتاب العربي رقم (66) وهو بعنوان "حوار المشارقة والمغاربة" – الجزء الثاني ، حيث صدر الجزء الأول من الكتاب الشهر الماضي وحمل رقم(65) ، جاء الكتاب على محورين ، جاء المحور الأول بعنوان "المشارقة والمغاربة قضايا ثقافية ولغوية" ، وجاء المحور الثاني بعنوان "المشارقة والمغاربة بين الإبداع والتواصل" ، تناول المحور الأول موضوعا مهما للدكتور التونسي عبدالسلام المسدي بعنوان "إختلاف المصطلح بين المشرق والمغرب" حيث أكد على أن تاريخ العرب قد يكتب من خلال تاريخ الثقافة العربية ولكن تاريخ الثقافة العربية سيظل منقوصا ما لم يستوف تاريخ اللغة العربية وربما أيضا تاريخ المصطلح العربي ، وأكد الدكتور المسدي على أن للمصطلح العربي قصة مشوقة بين مشرقة ومغربة ولكن له قصصا أكثر تشويقا هي قصصه في كل جناح من الجناحين وقصصه داخل كل قطر من أقطاره . وبعنوان "بلاغة الخصوصية والعقيدة المغربية إزاء الثقافة المشرقية – مقاربة لفكر الدكتور محمد جابر الأنصاري" للدكتور المغربي أنور المرتجي والذي أكد على أن معنى الخصوصية عند الدكتور الأنصاري يمكن حصرها في إتجاهين أساسيين أولهما : التأكيد على خصوصية التشكيلة الإجتماعية والصيرورة التاريخية للمجتمعات العربية ، وثانيهما : على مستوى المقاربة النهجية يؤكد الدكتور الأنصاري على ضرورة التبني للنسق المفاهيمي الملائم لخصوصية المرحلة التاريخية والأبنية الاجتماعية التي تم فصلها . وتناول المحور الأول أيضا موضوعا هاما بعنوان "تأثير الثقافة المشرقية في المغرب العربي ودور المشارقة في نشر اللغة العربية في الجزائر" للدكتور الجزائري عبدالملك مرتاض الذي تناول – فيما تناول – دور المشارقة في نشر اللغة العربية في الجزائر ابتداء من القرن الأول للهجرة وظل مستمرا تحت أشكال مختلفة وبوسائل متنوعة ومتعددة ، وأخير تناول المحور الأول مقالا مطولا للكاتب عبدالرحيم العلام أمين إتحاد الكتاب المغاربة بعنوان "دور مجلة "العربي" في التواصل الثقافي بين المشارقة والمغاربة حيث أكد على أن الحضور الثقافي المشرقي في مجلة العربي كان دائما يفوق بكثير الحضور الثقافي المغاربي لاعتبارات تاريخية وثقافية معروفة ولكن المقالات والحوارات المنشورة في أعداد مجلة العربي اهتمت أساسا بفكر المغاربة وحضارتهم أدبهم وأعلامهم وكتبهم وإبداعاتهم يبدو أن المشارقة هم الأكثر إهتماما بالكتابة عن الأقطار المغاربة .

أما المحور الثاني من الكتاب فقد تناول ثلاث موضوعات في غاية التشويق وهي "فن"الواو" بين المغرب والمشرق للشاعر عبدالرحمن الأبنودي الذي ذكر أن الواو أو الرباعي كلها تسميات لفن واحد من فنون القول تنتمي من حيث التصنيف الوظيفي إلى المثل الشعبي وهو إنتشر من المغرب زاحفا إلى ما حوله من أقطار مثل تونس ولكن الليبيين القدامى إحتفوا به إحتفاء شديدا ونسجوا على منواله ، ومقال بعنوان "حوار المشرق والمغرب ؟ أم كسر مرجعية التقليد" للدكتور كمال عبداللطيف الذي أكد على أن السقف النظري الذي يهيمن على نظام الأفكار في مختلف مجتمعاتنا في المشرق العربي وفي الخليج العربي وفي الشام الكبرى وشمال إفريقيا ثم في السودان وموريتانيا فإنه يتمظهر في مرجعيتين متناقضتين ، مرجعية الموروث التقليدي ومرجعية الفكر المهيمن في الحضارة الغربية المعاصرة ، والموضوع الثالث جاء بعنوان "التصوف في مصر بين المشرقية والمغربية" للكاتب جمال الغيطاني حيث تناول قصة قدوم أقطاب الصوفية في مصر حيث جاءوا من بعيد خاصة المغرب منهم سيدي أحمد البدوي المدفون في طنطا فهو من فاس بالمغرب ، وسيدي أبو الحسن الشاذلي فهو من مراكش بالمغرب ، وسيدي أبو العباس المرسي الذي جاء من مرسيه بالأندلس ، وسيدي عبدالرحيم القنائي السبتي والذي وفد لمصر من مدينة سبتة بالمغرب التي تحتلها إسبانيا حاليا .

كتاب العربي رقم (66) جاء في 176 صفحة من الحجم المتوسط ويعد إضافة ثرية للمكتبة العربية ولا يختلف على ذلك إثنان .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى