الجمعة ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم أحمـــــد صبـــري غبـــاشي

(في محاولة للخروج عن صمتنا) - 1

في البدء كانت الشرارة التي أطلقتها العزيزة (يارا وفيق) في حماسة وإخلاص بالغين مع اندلاع حرب لبنان مؤخراً.. كان مجرد اقتراح، تَطَور ليصبح تحركاً فصار عملاً جماعياً منظماً نسعى كلنا الآن – كفريق عمل – لأن ينال حظه كما يجب من الشهرة والنجاح..

فكرة المشروع ببساطة تسعى لأن نستغل تجمعنا بمثل هذه الأعداد الضخمة كشباب متواجد على شبكة الإنترنت بصورة مستمرة أو شبه مستمرة، لأن نقوم بتغييرٍ إيجابيٍ يُحدث التأثير المرغوب، ويكون له وقعه وصداه ونتائجه المثمرة..

في البدء كان الأمر قاصراً على تحرك خاص بحرب لبنان فقط!.. بحيث نغزو الغرب في مواقعهم - الإخبارية منها والسياسية -، ومنتدياتهم، ومجموعاتهم البريدية، فنعرض لهم قضيتنا كما هي وليس كما ينقلها لهم إعلامهم مستعينين بالأرقام والإحصائيات والصور وكل ما أمكن من وثائق تساعدنا في هذا.. لكننا بعد نقاشات عديدة، واقتراحات، وخطط قرّرنا أن يكون هذا المشروع ثورة على كل ما هو سلبي.. داخلياً وخارجياً..

بعدما أتت أحداث التحرش الأخيرة في ميدان وسط البلد بالقاهرة، وبعد أن صرنا جميعاً شهوداً عيان على الإعلام في عالمنا العربي الذي يثبت يوماً بعد يوم تدهوره وانحطاطه لمستويات ما كنا نعتقد في وجودها.. آمنّا أن علينا أن نقاتل في جبهتين لا واحدة..

جبهة تقاتل خارجياً كي تعرض قضايانا على الغرب كما ينبغي، وترد أيضاً على أي ادّعاءات نتلقاها كعرب منهم.. وجبهة أخرى تقاتل داخلياً كي تنتشل كل متابعي إعلامنا العربي من المستنقعات الضحلة التي تكاد تودي بحياتهم الفكرية والثقافية.. أي أننا نسعى لأن نمثل نحن إعلام شبكة الإنترنت بكل عالمها الضخم المعقد المتشابك.

(في محاولة للخروج من صمتنا) هي العبارة التي أرادت بها (يارا وفيق) أن تجمع عدداً كبيراً من شباب الإنترنت للتحرك.. وهي العبارة التي اقتبستُها منها ووضعتُها عنواناً للمشروع كله، وهي أيضاً العبارة الذي عمل تحت ظلها رؤساء اللجان في هذا المشروع.. (آية عبد الحكيم)، و(إنجي حمدي)، و(ابتهال إبراهيم)، و(أحمد حسين).. وارتضوا أن يضحوا بوقتهم ونشاطهم على الإنترنت وجهدهم من أجل بادرة تحرك إيجابي غير مضمون، ومجهول العواقب.. لذا وجب شكرهم جميعاً - هم وكل من تبقى من أفراد الفريق - شكراً يليق بما قدموه..

وبهذا صار للمشروع جدول أعمال ضخم، وفريق عمل من عشرات الأفراد.. قطعنا شوطاً كبيراً فعلاً في العمل فقد...

 تم تكوين فريق خاص للترجمة.. مستعد لترجمة النصوص التي نحتاجها من الإنجليزية إلى العربية، وجاهز لترجمة النصوص الجاري إعدادها من العربية إلى الإنجليزية فور انتهائها.

 جمعنا كمّاً كبيراً من عناوين أشهر المجموعات البريدية الأجنبية وأكثر منتدياتهم شيوعاً.

 جمعنا كذلك كمية منتقاة بعناية من الصور التي سندعم بها نصوصنا وتقاريرنا في مختلف القضايا.

 حصلنا على تصميمات عالية الجودة من فنانين ومصممين عرب للاستعانة بها في المشروع.

 أوردنا بعض النقاط والاقتراحات المفيدة في كيفية التخاطب مع الغرب بشكل ممنهج وواضح.

هناك بالطبع بعض الكفاءات التي لا زلنا نحتاجها كـمصممين محترفين، ومخترقين محترفين أيضاً.

من الممكن أن نقول أن هدفي من هذا المقال هو الإعلان عن المشروع.. ربما هو أول مقال (إعلاني) أخطه، ومن المؤكد أني سأتلقى الكثير من التعليقات غير المريحة عقب نشره.. لكن الأمر أكبر من أن نهتم جميعاً بهذه التفاهات..

والمقال ليس إعلاناُ بقدر ما هو دعوة مفتوحة للجميع لأن يشاركوا في هذا العمل الإيجابي..
نحن بعملنا هذا نجاهد.. على الرغم ممن سيستخف، لكننا بالفعل نقوم بعمل غير هين.. من الممكن أن يغير الكثير من المسارات، ويصحّح الكثير من المفاهيم المغلوطة لدى الغرب عنا..

أن نجمع أنفسنا كشباب عربي مسلم وغير مسلم..

أو أن نجمع أنفسنا كشباب مسلم عربي وغير عربي..

ثم نجتمع، ونتدارس، ونفكر، ونضع الخطط، ونبذل جهداً كبيراً، ونحشو عملنا بأكبر قدر ممكن من النضج والعقلانية والنظام والدراسة.. كل هذا في سبيل بلادنا وديننا – فهذا ليس أمراً هيناً على الإطلاق..

هذا لونٌ فعّال من ألوان الجهاد..

ما دام الكبار لن يفعلوا شيئاً فنحن سنفعل.. هم لهم أسبابهم ومقاييسهم وعالمهم المعقد.. لكننا لسنا بمثل هذا التعقيد.. لدينا كل الوسائل التي من الممكن أن نحتاجها، وتتمثل في.. جهاز كمبيوتر، وموهبة التحدث والإبداع..

فلننطلق إذن ولا شان لنا بأي شيء يدور حولنا..

سنقوم بالغزو الإلكتروني الذي خططنا له.. من أجل أن يعرفوا المسلمين والعرب على حقيقتهم.. كما هم.. وليس كما نقل إعلامهم لهم..

المواجهة ستكون مباشرة ومؤثرة بالتأكيد، ولن تصدمنا ردود الفعل مهما كانت..

لقد بذلنا جهداً في المشروع بالفعل ولا نريد له أن يضيع.. ولا زال أمامنا بعض الجهد..

بعض الجهد من أجل من سالت دمائهم – وتسيل – ليل نهار في كل شبر محتل من أراضينا..

من أجل العجوز الفلسطيني الذي جلس يتحسّر على شبابنا واتهمهم بالخواء..

من أجل أطهر مخلوقات الله.. رسول الله.. أهانوه علناً غير مدركين لحقيقة الجرم الذين ارتكبوه..

هذا لأنهم لم يعرفوا من هو بحق.. وهذا أيضاً لأنهم لم يجدوا من يعرّفهم من هو..
وها نحن..

انتفاضتنا في مواجهتهم ستكون في كل ما يخصنا.. في كل قضايانا وحقوقنا المهضومة نتيجة للأوضاع التي تجري..

هذا جهادٌ..

والأمر لن يكلف سوى بضع ساعات على الكمبيوتر، والقليل من الجهد..

ونحن سوياً سنعين بعضنا البعض..

على كل من يرغب في الانضمام لفريق العمل مراسلة إدارة المشروع على هذا البريد الإلكتروني:

To.break.our.silence@hotmail.com


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى