الأحد ٢٥ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
بقلم نمر سعدي

موت أبي حيان

مات أبو حيان في غربته!
مات وحيدا وشهيدا
آه لم يترك وصية ولا خبر
اراد ان يعيش ان يموت في سلام
اراد ان يعمل كي يكسب قوتا خالصا
من منة القوي من يكسب قوتا خالصا
من منة القوي في ازمنة الاقطاع والظلام؟
اراد ان يقاوم الحياة
والدبابة العمياء والصماء
بالشعر وبالحب وبالزهر
هُشمّ رأسه بصخرة كبيرة ولكن
قهر الموت العنيف ثم بابتسام
يرحمه الله لقد كان وديعا طيبا
يحلم بالخلد وبالورد وبالشهد
وبالنجوم في مزبلة البشر
ويمسح الدموع في العيون
والعذاب في القلوب
بيده هل كان قديسا؟
وكان الشوق في معطفه يذوب؟
ومرة رأيته في ساعة الغروب
يحنو على ضعيف
يطعم للفقير قلبه فمن ذا قلبه
حبة تفاح ومن ذا قلبه رغيف؟
يرحمه الله لقد اراد لكن غاله الحجر
فتى يساوي نصف هذا الكوكب
الموبوء بالشقاء
بمن عليه عاش لا يملك ما يقتات
يرحمه الله ابيّا عاش لا يزاحم
الذئب على الفتات
يرحمه الله ابيّا مات
الموت والحياة ذئبان من الرماد
والثلوج والدماء
هما اللذان افترساه ساعة المساء
مات ابو حيان في غربته
طفت على مقلته
صورة محبوبته
وانعكس القمر
ومات فيه الشاعر الملتاع
وبيع في شوارع العالم. في اسواقه السوداء
عيناه ايقونتان تذبحان الليل بالضياء
قد فهم اليوم بأن العصر ليس عصره
فالوقت وقت الجاز والروك
وطبع الوشم فوق جسد الصبية الحسناء
رأيته بحرا بلا شراع
رأيته صيفا بلا سحر
تفيض من عيونه.. رائحة العذاب والمطر
ونشوة سحرية.. كأنها الغرام في الصغر
رأيته يبكي على بوابة الموتى
وكان النجم في السماء واضحا
وضوح الدم.. والاشجار
كالافكار
كانت كلها سوداء!

(بسمة طبعون)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى