الجمعة ١٦ آذار (مارس) ٢٠٠٧ بقلم
رصاصة من زجاج (قصتان)
جريمة في فيللا المليونير
– ارمي السدس من يدك يا طاهر
– و لماذا ارميه ؟
– لأن وجوده في يدك هراء لا طائل تحته .. سوف لن تجرأ على استخدامه
– انت واهم بل سأفعل بكل تأكيد
– لا تكن متهورا يا طاهر!
– ان كان التهور فيما افعل فشرف لي ان اكون متهورا!
– و ماذا تظن نفسك فاعلا؟
– سأجهز عليك لأخلص العالم من خبثك و قذارتك.. افلا يستحق هذا الحلم شرف المحاولة ؟ انت احكم بنفسك!
– يبقى العقل خير الاسياد!
– العقل؟! لقد شفاني الله منه أخيرا!
– انت اهدء الان و لنتفاهم بروية كل شيء يتم بالتفاهم
– علامَ نتفاهم هه.. اتريدني ان اساوم على دمي و عرضي؟!
– ارجوك يا طاهر لا ترفع صوتك هكذا ان يتناهى الى الجالسين في الخارج
– ماذا.. اتخاف الفضيحة يا سيادة المليونير الموقر؟
– ....
– ان كنت تخافها فعلا فلماذا هان عليك ان تلصق بي عارا ابديا لن استطيع منه فكاكا ماحييت؟!
– ....
– دع الصمت و أجبني!
– يا طاهر ارجوك ... حذار ان يخرج المسدس عن طوعك!
– اتخاف من الموت؟
– اتوسل اليك يا طاهر لا ترفع صوتك هكذا ستفضحني
– الفضيحة! نعم هي ما تستحق ايها الوغد.. لن اقتلك قبل ان اجعلك تحيا الفضيحة الحقة!
– طاهر...!
– اخلع ملابسك يا حيوان
– ماذا..؟ ما الذي تنوي فعله بحق السماء
– قلت اخلع ملابسك دون ابطاء.. هيا !
– حسنا حسنا ..
– نعم جيد جيد
– ....
– تابع.. جيد.. اخلع سروالك ايضا.. هيا..!
– اوه..!
– هكذا اصبحت عاريا كما ولدتك امك اول مرة! هل تشعر بقيمتك الحقيقية الآن؟!
– طاهر اتضرع اليك بكل جوارحي ان ترمي هذا المسدس اللعين من يدك و نجلس سويا لكي نتصافى فإن انت قتلتني لن تفيد في شيء بالعكس سوف تلف حبل المشنقة حول رقبتك.
– لا يرهبنك المسدس يا عزيزي .. فلن اقتلك به!
– بدأت ترجع الى صوابك يا طاهر.. اذن فارمه من يدك
– اخرس! تعال من هنا افتح النافذة.. بسرعة!
– ... حسنا ها هو لقد فتحتها لكن ما الذي تنوي فعله يا طاهر
– حسنا قف في هذا الركن هنا .. نعم الى الوراء قليلا..جيد..و الان هل انت مستعد للفضيحة الحقة؟!
– ط... ا...ه...ر !!
**************
– هل سمعت بالخبر؟
– ايّ خبر
– ها هو مكتوب في الصحيفة انظر بنفسك
– " قام احدهم بالتسلل الى فيللا المليونير (...) و قتله بطلقتين مكتومتين في الرأس اثناء اقامته لحفل عشاء كبير!"
– رغم كل الحراسة و التشديدات الامنية تهيأ للرجل من يقتله في عقر داره و بين مدعويه .. أرأيت ان الله لا يدع مجرما دون عقاب؟
– لكن يا لله هذا هراء!... محض هراء
– ماذا تقصد؟
– العملية!
– اية عملية؟!
– عملية القتل و الطلقتين المكتومتين لا و جود لهما .. هذا تحريف و هراء.. الكلاب يتسترون عليه!
– عما تتكلم بحق السماء؟!
– هذا افتراء هذا تحريف .. هراء!
– لا تقل انه ..!!!
دليل ساطع
تجمد القول في فيه و عقد الوجوم لسانه و احرقت جوانحه نيران الحنق و اتسعت حدقتاه في نظرة حنق جنونية كادت تلتهمها غضبا و انتقاما .. و هي ظلت تقف حياله بتحد و لا مبالاة بعد ان قذفته بقولها فكان له في نفسه وقع الرصاص و لذع السياط.
– لا تتظاهر بجهلك للموضوع فقد كنت تعرف اكثر مما انا كنت!
هذا ما قالته من شفتين ترسمان ابتسامة شامتة لا أثر لرحمة فيهما فجاءه القول كالصاعقة. " لا تتظاهر بجهلك"!! بما عساه يجيبها و بأي لسان يرد عليها هل يخلق به ان يصيح بكبرياء و غضب:
– كاذبة! ما كنت اعلم شيئا عن خيانتك لي انما كنت تمارسين القذارة و تطعنين شرفي
و انا عن ذلك كله في غفلة الغافل؟!
او تراه يسكت و عن اي شيء يسكت؟ لن يكون ناجيا في كلتا الحالتين.. جبان متواطئ دنيء لا كرامة له .. ام زوج مخدوع يفيق بعد دهر على خيانات زوجته ؟!
اي الامرين عليه اهون؟! هل من سبيل للمناورة او من مفر للنجاة؟ انه ينوس بين حدين كأن سبل الفرار قد انقطعت كلها و لم يعد من مناص من المواجهة!
لكن اية مواجهة هي؟!
و لفته بريق زجاجة الخمر على الطربيزا قرب الاريكة فاستعر في رأسه جنون ماحق
.. من بقايا الجريمة و اثار العار!!
و وثب الى ذهنه خاطر أغواه بأن يمسك بالزجاجة و ينقض على الخائنة بها بضربات تهشم رأسها تهشيما فلعل هذا يشعره بشيء من العزاء او يبرد من نار جوانحه و لو الى حين..
ها هي لا تزال تقف امامه في قوة وصمود تنتظر محاكمته لها.. و لعلها تدري بما يجيش في صدره و ما يلف اطرافه من خذلان و خور فتكون بذلك هي من يحاكم و من ينكل..
لكن مهما يكن من امر فإنه لا بد من قرار لا مناص له من فعل شيء ما، أي شيء
هو الان مشوش الذهن مضطرب محموم لا يقر في نفسه قرار و احس برغبة عارمة بأن ينهي الموقف بأي صورة فاستجمع شتاة عزيمته و ارتعشت شفتاه اذ هم بأن ينطق بشيء ما لكن عزيمته خذلته مرة اخرى و استبد به الوهن مشوبا بنار تستعر في داخله.. فأطبق شفتيه في وجوم و خذلان لا ينبس بكلمة
ان كان عاجزا عن الحسم فلربما تأتيه منها كلمة الخلاص لكنه على اية حال لن يستطيع ان يسمعها صوته ... و ربما لوقت طويل .. و قت طويل جدا !!
