الجمعة ٢٣ آذار (مارس) ٢٠٠٧
بقلم نعيم عودة

الأمسية الشتوية

للشاعر ألكسندر بوشكين
أشاهدُ زوبعةً صاخبةْ
تُغالبُ عتمتـُهـا الأمســـياتْ
تدوّي مع الليلِ أشـباحها
أعاصيرُها في الدُجـى سابحاتْ
تنــوحُ كطفـــــلٍ
وتــعوي كوحـــشٍ
وتعـبرُ من ســقفِ قـــشٍّ
عـــــراهُ البـِـــــــلى،
تـدقّ علـى صـفحة النافذةْ
كطـارق ليـلٍ مشى عابـــرا
يدمـدمُ في العتمـة الصاخبــةْ
 
وكــوخُ لنا يتــداعى كئيبــاً
تظـــللُ عتمتــهُ خاطـــري
ألا أيها الصابرُ المستكينُ
لمــاذا يلُفــكَ صمــتٌ غـريبٌ
يطــول ُ وقــوفك فـي النافــذةْ؟
فمـــاذا يضيــــرُكْ !!
عــواء الرياح يثــــيرُ الســأَم!!
فمغــزلكِ العاكــفُ المســـتذَلُّ
يجـرجـرُ في الليـل ثـوب الأمــل
ويبعـثُ في النفس حــسَّ الألــــم!!
ومغزلكِ الهالكُ الأثــريُّ
يـُــراوحُ منـزلةً هاويـــةْ
وصـوت الأزيـزِ على وهنـــهِ
يــرددُ تـرنيمــةً واهيـــــةْ
 
رفيقــة عمــري، رفيقــة عمـــري
تعــالي إلـيَّ أيا طيبـــــة
تعالــَيْ إلــيّ وهاتي الشّـــمولَ
وغنــي كما النبعـة الصافيــة
فكـم أنتِ طيبــةٌُ كالطيـــورِ
تهاجـرُ متعبـــــــــــةً راضيـــة
صحبـتِ حياتي كأنشــــودةٍ
وتغمـــرنا صُحبــةٌ حانيــــــة
وأيـام عمـري ضيـاعُ وبـــؤسُ
وتنهشــها الضــبُـعُ العاويــة
إلــيّ فقـد سـحقتني الحيـــاةُ
إلــيّ بكـــأس هــي الشـــــافيةْ
لنفـــرحَ قلبـــينِ هـــزّتهمــــا
مــآسٍ وزوبعـــةٌ عـاتيــــــــــةْ
فــأنتِ وكــأســي نـديمــاي حقـــاً
وأنــتِ حشـــاشـــتيَ البـاقيـــــة
للشاعر ألكسندر بوشكين

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى