الجمعة ٢٣ آذار (مارس) ٢٠٠٧

إشكالية الانتماء في الرواية العربية المكتوبة بالفرنسية

بقلم: د. محمد صالح الشنطي

ثمة إشكالية ما زالت تثير نقاشاً واسعاً حول هوية الرواية العربية المكتوبة بالفرنسية، خصوصاً في شمال إفريقيا العربي، إذ حاولت بعض الأوساط الثقافية في فرنسا تجيير هذه الرواية لصالح الأدب الفرنسي، فأسمت الإبداع العربي المكتوب بالفرنسية "مدرسة شمال إفريقية" كتيار من تيارات الأدب الفرنسي، ولكن الكتاب العرب المغاربة أنكروا هذه التسمية مما أرغم الكثير من النقاد الفرنسيين على الاعتراف بأن هذه الإبداعات عربية، ولذلك نجد ناقداً فرنسياً له حضوره في الساحة الأدبية يقدم لإحدى روايات الكاتب الجزائري (كاتب ياسين) بقوله:
"يجب علينا أن نعد هذا الكتاب رواية عربية مترجمة إلى اللغة الفرنسية، لا لأن أبطالها عرب، ولا لأن أحداثها تجري في أرض عربية، ولا لأن مدارها على الآلام التي يتحملها العرب في الجزائر، ولا على الآمال التي تجيش في صدورهم، بل- أولاً وقبل كل شيء -لأن العقل الذي أنجبها عقل عربي له أسلوبه الخاص في كل شيء: في النظر إلى الأمور، في الإحساس بالمشكلات، في معاناة الحياة، بل حتى في تصور الزمان والمكان(1).

وإذا ما ألقينا نظرة إحصائية سريعة على الأعمال الروائية المكتوبة بالفرنسية في أقطار المغرب العربي، نجد أنه في الفترة الواقعة بين عام 1945م وعام 1964م ظهرت سبع وثلاثون رواية جزائرية مكتوبة باللغة الفرنسية، وفي الفترة ما بين عام 1965م وعام 1972م صدرت سبع عشرة رواية مكتوبة بالفرنسية، في حين أن الروايات التي كتبت باللغة العربية في تلك الفترة لم تتعد الروايات الثلاث؛ أما في تونس والمغرب فقد بلغ مجموع الروايات التي كتبت بالعربية فيما بين 1945م-1972م أكثر من خمس وثلاثين رواية، في مقابل إحدى وعشرين رواية مكتوبة بالفرنسية(2).

وعلى الرغم من تجاهل حمد السكوت لهذه الروايات في البيبلوغرافيا التي نشرها للرواية العربية في مجلداته الستة التي استوعبت أكثر من مئة وثلاثين عاماً عمر هذه الرواية، من عام 1865م-1995م(3)، وكذلك سيد حامد النساج في كتابه عن بانوراما الرواية العربية الحديثة(4)، والدكتور السعيد الورقي في كتابه (اتجاهات الرواية العربية المعاصرة)(5) فإن ثمة من اهتم من الكتاب المغاربة وغير المغاربة بهذه الظاهرة مثل بن سالم حميش والدكتور أحمد سيد محمد وغيرهما(6).

ولعل من المفيد أن نشير إلى أن مسألة نسبة الأدب وانتمائه أثارت دارسي الأدب المقارن وحفزتهم إلى البحث في هذا الموضوع، وتراثنا العربي القديم يضم نماذج من الكتّاب المزدوجي اللغة مثل عبدالحميد الكاتب وعماد الدين الأصفهاني، وكذلك لدى الأمم الأخرى مثل شاعر الغزل الأرديّ اللغة (مير) الذي عاش في القرن السادس عشر الميلادي فكتب بالفارسية إلى جانب الأردية، وكذلك الشاعر الإسلامي الكبير محمد إقبال الذي كتب بالفارسية والأردية، قس على ذلك الكاتب الروسي هنري ترويات الذي كتب باللغة الفرنسية عن قضايا ومشكلات المجتمع الفرنسي...
وقد نشأ عن هذا الوضع موقف يرى أن لغة النص هي هويته، لذا نجد عددا من مؤرخي الأدب الفرنسي يفردون قسما خاصا للأدباء غير الفرنسيين الذين يكتبون بالفرنسية، وهذا يعني أن ثمة فارقاً بين الأدب الفرنسي المكتوب من قبل فرنسيين، والأدب الفرنسي المكتوب من قبل الأفارقة أو الأمريكيين، فثمة فارق بين شعر أراجون الفرنسي وشعر سنغور السنغالي، على الرغم من الاشتراك في لغة كتابة واحدة، ومن ثم فإن ثمة اختلافا بين ما كتبه صاحب الرواية المشهورة (مدام بوفاري) وما كتبه الجزائري مولود فرعون صاحب روايات: "الدروب الوعرة" و "الأفيون والعصا"(7).
ولعل هذا ما يؤكد أن اعتبار اللغة وحدها فيصلاً في نسبة الأدب وهويته سيؤدي إلى إنكار آداب أمم استعارت لغة غيرها لظروف خاصة واتخذتها وسيلة للتعبير عن أفكارها ومشاعرها، وهي أفكار ومشاعر أمة تختلف عن مشاعر وأفكار الأمة التي استعارت منها لغتها(8).

وفي مقابل وجهة النظر التي ترفض انتماء الأعمال الروائية المكتوبة بالفرنسية إلى الأدب الفرنسي، هناك من يرى أن هذه الأعمال لا يمكن موضوعياً إلا أن تقوم كفصل في التاريخ المعاصر للغة الموطن التي كتب وطبع فيها؛ أي تاريخ الفرنسية من حيث هو حقل ذهني ونفسي ولساني، وأن لهم حق المواطنة الأدبية الفرنسية كالكتاب الفرنسيين جزائريي المولد مثل كامو و روبليس وسيناك وسكاليسي وغيرهم، وبالتالي فإن هذه الأعمال الروائية لا يمكن نسبتها إلى العربية بوصفها غنيمة حرب- كما يقول الكاتب الجزائري كاتب ياسين- فاللغة هي عالم في ذاته يعطي للخطاب قواعده ونواظمه، وللكتابة أرضية انغراسها واشتعالها، وللرؤية أفق نبضها وتحركها، كما يقول بن سالم حميش، فاللغة ليست مجرد مرافق، بل هي خيط عميق الحبك في نسيج الفكر، إنها للفرد كنز الذاكرة ووعي يقظ.

والحقيقة أن هذا الأمر مشكل، ووجه الإشكال فيه اعتبار الكتاب العرب الجزائريين، بخاصة الذين كتبوا بالفرنسية، أنفسهم منفيين عن لغتهم الأم إلى اللغة الفرنسية، وشعورهم بالأسى لعلاقتهم القسرية بالفرنسية التي فرضها الاستعمار لأنهم لا يتقنون غيرها، ويعتبرون المسألة "دراما لسانية" على حد تعبير ألبير ميمي، وحالة استلاب لغوي كما عبر عن ذلك أحمد الصفريوي وجان عمروش وكاتب ياسين وإدريس الشرابي فيقول: "منذ عشر سنوات ودماغي العربي المفكر بالعربية يطحن مفاهيم أوروبية على نحو بالغ العبث"(9)، وهو صاحب العبارة الشهيرة "إن أرواحنا تنزف دماً في فرنسا". وفي اعتقادي أن أبلغ تعبير إزاء الفرنسية جاء على لسان كاتب ياسين الذي قال:

"إن معظم ذكرياتي وإحساساتي وأحلامي ومناجاتي الداخلية تتعلق ببلادي، فمن الطبيعي أن أشعر بها في صيغتها الأولى- أي لغتي الأم العربية، ولكني لا أقدر على إنشائها والتعبير عنها إلا بالفرنسية"(10).

وإذا كان هناك من يدعم هذا القول، فهو ما أشارت إليه بعض الكاتبات الفرنسيات من أن كتاباً معروفين كتبوا بلغات ليست لغاتهم، فيونسكو كتب بالفرنسية وجويس كتب بالإنجليزية وكذلك كافكا. وعلى الرغم من أن ثمة من يرد عليه بأن الفارق بين الفرنسية والعربية فارق جوهري بينما تشترك اللغات التي كتب بها هؤلاء المشاهير مع لغاتهم الأصلية. ولكن ثمة شريحة من هؤلاء يقدمون أنفسهم ممثلين لحضارة عشوائية متجذرة في كل ما هو عجيب وغريب، استجابة لتصورات المتلقين على الجانب الآخر، فيمارسون لعبة الحواة في تصوير جانب من التراث الشعبي العربي، الذي يبدو من وجهة نظر أصحاب اللغة المستعارة (الفرنسية) رمزاً للتخلف، ويعللون ذلك بأنهم يستكشفون تراثاً شفاهياً غير مكتوب يضاهي ما لدى الأمم، وهم - في حقيقة الأمر- يستجيبون لرغبة الخيالات التي يمارسها الطرف الآخر.

ويعلل جيل آخر من كتاب الفرنسية انصرافهم الكلي عن العربية، بزعم أن العربية لغة مقدسة، وبالتالي فهي لغة " الرقابة والرقابة الذاتية" التي تعرقل نشاط الخيال وتعوق الإبداع، بينما يرون أن الفرنسية لغة إبداع تتيح لهم ممارسة التحليق والابتكار، وأصحاب هذه المزاعم جيل آخر تالٍ لجيل الرواد، وهم إنما يتبرقعون بهذه الحجة المتهافتة ليخفوا حقيقة مواقفهم الفكرية مثل جمال الدين الشيخ ومحمد أركون وابن جلون وغيرهم.
ثمة موقف آخر يلوذ أصحابه بما يسمونه التعددية ويمتدحون الكتابة باللغتين العربية والفرنسية، وهم في حقيقة الأمر لا يعرفون إلا الفرنسية، بل إنهم ليجهلون الكثير من أمور دينهم وثقافتهم كما هي الحال بالنسبة للطاهر بن جلون الذي يقول عنه بن سالم حميش: كثيراً ما تطلبه وسائل الإعلام الأوروبية عن سذاجة أو غبارة أو رغبة في التسخير من أجل استجوابه في الإسلام والحركات الأصولية وفي الثقافة التي يفتخر بها، هذا في حين أنه في روايته المجازة (الليلة المقدسة) أو (ليلة القدر) يخلط بين الشهور القمرية الاسلامية ويصف صلاة الجنازة كما لو أنها مشابهة لإحدى الصلوات الخمس... الخ.

ومع هذا فإن أصحاب هذا الموقف يبدون وقد خابت آمالهم بالفرانكفونية، ويعترفون بأن منهم مَنْ هو عربي في خدمة من يسخرونهم للسبّ في لغتهم وتراثهم، وإذا ما خالفوا ذلك يتهمون بأنهم يضربون مرضعتهم ويبصقون في الصحن الذين يأكلون منه.
وليس أدل من الإحساس بمأساوية الموقف الثقافي لشريحة ممن يكتبون بالفرنسية، من قول مالك حداد "إن اللغة الفرنسية تفصلني عن وطني أكثر من البحر المتوسطي". إن هناك ممارسة استعلائية ترغب في أن يكون الكتّاب العرب خدماً للثقافة الفرنسية وحملة للوائها، ولعل من المثير أن يسأل مسؤول كبير هو (تيري دي بوسي) عبدالكبير الخطيبي عن ضعف تأثير الفرنسية في المغرب فهي (قليلة الإخصاب) على حد تعبيره، بينما استطاعت الآداب اللاتينية وخصوصاً الإسبانية إخصاب قارة بأكملها.

واستخدام كلمة (الإخصاب) ينم عن منطق استعماري استعلائي. وقد تعرض الخطيبي الذي كتب بالفرنسية إلى القمع من أوساط ثقافية فرنسية منعت إلقاء ورقته في مناظرة حول الأوضاع العامة للفرانكفونية لأنها لا تخدم الثقافة الفرنسية، ولهذا يقول:
"إن كتُابنا لا يُطلب منهم أن يكتبوا بالفرنسية ويعملوا على إشعاعها فحسب، وإنما كذلك أن يكونوا خدّام الأعتاب الفرانكفونية نظاماً وسياسة محددة الاختيارات والرؤى.

ومهما يكن من أمر، فإننا لا يمكن أن نشطب عملاً بججم ثلاثية محمد ديب المكتوبة بالفرنسية التي تضم ثلاثة أعمال روائية هي "الدارة الكبيرة"، التي ظهرت عام 1952م "والحريق" التي صدرت عام 1954م، "والنول" نشرت عام 1957م، فقد كانت أشبه بثلاثية نجيب محفوظ التي صور فيها جانباً من الحياة في مصر بين الحربين: العالمية الأولى والعالمية الثانية، فهذه الثلاثية- بدورها- صورت الحياة في الجزائر خلال ما يقرب من ثلاث سنوات من الحرب العالمية الثانية (من عام 1939-1942) في شكل سيناريوهات أو مشاهد تكشف عن جوهر الحركة الاجتماعية في تلك الحقبة.

وقد اختار الكاتب (تلمسان) على الحدود المغربية الجزائرية، حيث دارت الأحداث في دار سبيطار، التي وصفها الكاتب بأنها تشبه البلدة في اتساعها وعدد سكانها، فهي بيت عتيق موقوف على سكان همهم الاقتصاد في النفقة، ويعمد إلى وصفها وصفاً دقيقاً على نحو ما يفعل الكتاب الواقعيون؛ والأسر التي تعيش في غرف مستقلة ويشتركون في منافعها كالبئر والمطبخ ودورة المياه، وهذا البيت يضم نماذج بشرية بائسة جائعة، وهذه المشاهد المأساوية تقابلها صورة للترف الذي يعيش فيه المستعمرون الفرنسيون.
وقد عمد محمد ديب إلى تقديم عينات لنمط الحياة التي يعيشها هؤلاء دون أن يطيل الوقوف أمامها. بينما تعمل كاميرته على التقاط ألوان التسلط التي تمارسها الشرطة التي تقرع باب دار سبيطار باحثة عن الخارجين على سلطة المستعمر مثل (حميد سراج) الذي يسكن مع أخته في غرفة من غرف هذه الدار.

وفي الرواية الثانية من هذه الثلاثية (الحريق) يصور محمد ديب حياة الفلاحين ومشكلاتهم في قرية (بوبلان) المجاورة لتلمسان حيث تسكن واحدة من بنات الدار الكبيرة بعد زواجها من أحد الفلاحين. ويكشف الكاتب في هذا الجزء عن شرائح من المناضلين والخونة الذين يعملون في خدمة المستعمر، وصوّر جانباً من حياة السلبيين الجامدين الذين لا يعنيهم شيء مما يدور حولهم، ويصور تباشير حركة الوعي التي مهدت لقيام الثورة.
أما الرواية الثالثة (النول) فيركز الكاتب اهتمامه فيها على حياة طبقة من العمال في مصنع نسيج (ماحي بوعنان) ويقدم الكاتب في هذا الجزء من الثلاثية مشهداً من مشاهد الحياة الاجتماعية، فقد هاجر الفلاحون من قراهم وفروا ليعملوا في المدينة وكانوا يزحمون الطرقات يتسكعون في الشوارع: "كان بعضهم يظل نائماً بغير انقطاع متلففاً كالقنفذ، فإذا أراد أحد أن يحسن إليه كان لا بد له أن يميل عليه ليدس له القرش في راحة يده".
إن هذه الرواية تنتمي إلى بيئتها الوطنية وإن لم تنتمِ إلى لغتها، غير أنها ترجمت إلى العربية وبالتالي عادت إلى لغتها الأم، ولهذا لا يمكن إلغاؤها من التراث العربي الروائي في الجزائر، فهي تصور بيئة تلمسان الاجتماعية كنموذج للحياة في مرحلة تاريخية معينة شديدة الأهمية بالنسبة للجزائر، وإن اختار الكاتب فترة هدوء تاريخية (1939م-1942م) في الجزائر بسبب ظروف الحرب العالمية وإعلان فرنسا حالة الطوارئ العامة في هذا القطر العربي، ولكنها كانت فترة تشكُّل واختمار للوعي الذي فجر الثورة الجزائرية فيما بعد.

ولهذا تعتبر هذه الثلاثية أنموذجاً للرواية العربية المكتوبة بالفرنسية، ولربما تسلط الضوء على الإشكالية برمتها، فما كان متسقاً مع الحياة العربية منتمياً إليها ومترجماً إلى العربية ينبغي أن يُعتدّ به كجزء من هذا التراث، وما لم يكن كذلك فهو ليس عربياً، وبالتالي يُستبعد منه.
المراجع :

(1) الدار الكبيرة، من مقدمة المترجم، ص7.

(2) انظر: عبدالكبير الخطيب، الرواية المغربية، منشورات المركز الجامعي للبحث العلمي، الرباط، 1971م، ص40.

(3) حمد السكوت، الرواية العربية، ببلوجرافيا ومدحل نقدي(1865م-1995م) قسم النشر بالجامعة الأمريكية- القاهرة، نيويورك - 2000م.

(4) د. سيد حامد النساج، دار المعارف، القاهرة 1981م.

(5) د. السعيد الورقي، اتجاهات الرواية العربية المعاصرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الإسكندرية، 1982م.

(6) د. أحمد سيد محمد، الرواية الانسيابية وتأثيرها عند الروائيين العرب، دار المعارف. بمصر، 1985م. وقد تناول بالدراسة الدار الكبيرة بوصفها رواية انسيابية من ص 86-ص113.

(7) راجع د. محمد غنيمي هلال، دار نهضة مصر، القاهرة (د.ت) من ص3- ص15.

(8) راجع د. طه ندا، دار المعارف، القاهرة، 1980م ود. أحمد سيد محمد، الرواية الانسيابية، ص88، ص89.

(9)، (10) إن معظم الاقتباسات المتعلقة بأقوال الكتاب الجزائريين مستقاة من بحث ل : بن سالم حميش، منشور في مجلة فصول تحت عنوان: في إشكالية الهوية المزدوجة (الأدب المغاربي المكتوب بالفرنسية نموذجاً).

(11) مجلة فصول، القاهرة، المجلد السادس عشر، العدد الرابع، ربيع 1998م، ص137-ص146. ودراسته المنشورة في مجلة الوحدة تحت عنوان (الفرانكفونية ضد الفرنسية)، مجلة الوحدة، مايو، 1992م.

بقلم: د. محمد صالح الشنطي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى