مقاومة

سأتدثر بكومة من أوهامي..

وأتشبث بذاك الطيف الجميل .. يمر من قدامي..

حاملاً قارورة مسك..

ينشر الطيب.. يعطر به أيامي.

لا تحاولي .. فعبث إن حاولت

استدراج لساني.. للبوح عما

يدور في كياني..

فلقد نذرت للرحمن صمتاً..

أكفر به عن عصياني..

عندما أخذت الحذر.. لعينيك

في لحظة من الشوق.. والوجدان..

ورحت في حلم جميل..

في نوم عميق.. وحالة من النسيان..

لن اعترف لك.. بشيء..

لكني لا أضمن تمرد الأشواق

في الأعماق..

ولن أقول شيئاً..

لكني أخاف أن تخونني عيناني..

حين ترتبكان.. تعلنان الحيرة..

ترتعشان.. عندما تمرين

كالنسيم العليل في المكان..

لن أعترف بشيء ..

فأنا لم أعلن الهزيمة..

وما زالت لدي العزيمة..

سأقاوم بكل ما أوتيت

من شكيمة..

ذلك السحر المنبعث من عينيك

يكاد.. لولا التصبر .. أن يرميني

صريعاً.. متوسلاً الرحمة بين يديك..

لن أقول شيئاً..

فلماذا أرسلت جند ابتسامتك..

لاعتقالي.. فأنا لم أصنع شيئاً

أكثر من التأمل الحلال..

للضياء المتمركز في زوايا شفتيك..

يرسلني في رحلة من الخيال

نحو عالمك المجهول.. يحيلني إلى زوال.

لا لن أعترف..

لن أبوح عن البركان..

الكامن في صدري..

فأنا أخشى أن يثور في غفلة من الزمان..

ومن عند ذلك يقدر

على مواجهة الطوفان.. من الحمم..

تزلزل الجبال..

وتولول الوديان.. ويكون آخر الزمان.

لن أقول شيئاً..

عن عقلي التائه.. في صحرائك..

منذ الآف السنين.. يبحث عن شيء من

الحنين..

عن قلبي المسكين.. النابض بالحياة..

طرباً .. وحباً .. وانتظاراً..

لموعد لن يأتي..

وقطاراً .. سار على

دروب الوهم.. والأحلام

لا ينتظر.. لا يتوقف..

لا يعود .. ولا يعترف

بالمساكين.. من أمثالي .. الواقفين أبداً

على جنبات الدرب..

لا يلوون على شيء..

غير الأمل بدخول الجنة..

دون بطاقات..

دون محطات..

بعد أن أعلن صاحب الأمر.. في المكبرات..

وتعالت الهتافات.. بأن الزمن قد فات!

وماذا عند ذلك.. تنفع الاعترافات..