السبت ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم سليم أحمد حسن الموسى

صــرخة ودمعة عــين ..

[ قصة حقيقية .. حدثت أثناء تقديم امتحانات الثانوية
العامة - التوجيهي - ، وهي باللهجة الأردنيـــــــة
المحكيــّة .. ]

خايفةْ ، أنا يمـّا .. ضُميني في صدركْ .
خبيّني في حضنكْ ..
احميـــني يمــّا الموت بِسْـــتنى ..
واقف على جنب الطريق ،
صيـّاد ما عندو نظر ، سِكينو بقْـطر دم ،
وعيونه مليانه خطر .. ودروبو هـّم وغـّم ،
ماشيها حــزين ،
عُمرو مَ فرّق بين عدو وبين صديق ،
ولا عمرو عرف الحب أو طعم الحنان ..
أو عمرو ساب الناس تحيا في أمان !
يا ريت يعرف قيمة الإنسان ..
ويخـلـّي كل الناس تحيا في أمان .
 
* * *
كنــّا يا إمي أربعة .. فوق الصيف ماشيين ..
ليلى ، وسعاد ، وفادية ، وبنْتك شيرين ،
لمــّا الصُبح شفتينا باب الدار ..
قلتي ، مـا شا الله ،
صرتو عرايس .. يا بنات كبار !
روحوا بحفظ الله محــروسين .
كنــّا يا إمي المدرسة رايحين ..
بعيونـّا نظرة أمل ..
وبقلوبنا شـوّيـة قلق خايفين ..
اليوم أوّل امتحان .. توجيهي ، تقرير المصير ..
وبعدو إلى بــرّ الأمـــان .
* * *
 
كنـــّا يا إمّي ماشيين ..
سعاد تسأل .. وفادية تعطي جواب ،
تعليق من ليلى .. وضحكة من شيرين .
وفجأة مثل لمح الصر .. مثل القدر ..
سيّارة طلعت عَ الرصيف .. إعصار مخيف ..
وطرنا يا إمي بالهوى ..
وما عدنا نعرف شو جرى ، أو إحنا فين ..!
 
* * *
 
الحمد الكْ يا ربْ .. والشكر الكْ يا ربْ ..
لا تخافي يمـّا .. لا تخافوا يا أحلى البنات ،
الله حارسكم بيحميكم ، والامتحان ما ضاع ،
اللجنة .. بعد شـوَي تيجيكم ..
 
* * *
 
لكن ، خلـــّوني أنده ، خلــوني أصرخ ..
يا خلق .. يا ناس ؟!
باسم العدالة والضمير والدين ..
باسم الأمومة ، وخوفها وأحزانها ..
باسم الطفولة ، وحــبْها وأحلامها ..
باسم الصبايا والشباب .. أغلى سواعد في الوطن ،
تِـعملْ لخيرو ونهضتو .. وتِحمي لَـَمجدو وعــزّتو ،
دايما على طول الزمن .
 
* * *
 
مشـــّان الله ..!
وعلشان نحيا الحب راعينا ..
والخير تنمو زهرتو فينا ..
لا تســوقوا .. وانتو مسرعين ،
ولا تعطوا سياراتكم .. لوْلادكم لـِمْدلـّلين .!!
 
خلّوني أصرخ .. ويا ريت كل البلد تسـْمعنا ..
ويا ريت هالصرخة .. تـِفيد السـامعين . ؟!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى