السبت ٢١ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم محمود مرعي

قراءة في ديوان «شبق وعبق»

للشاعر سعود الأسدي

شبق وعبق هو الديوان الرابع للشاعر سعود الأسدي صاحب أغاني من الجليل، ونسمات وزوابع ، وعَالوَجَع، وقد شهدنا في هذه الدواوين تصاعداًَ فنيّاً بناه شاعرنا على تجربته الشعرية الكبيرة في معالجة القصيدة باللغة المحكيّة .

إنّ أول ما يلفت النظر عند معالجة مجموعة «شبق وعبق» وقبل البدء في أبعادها، ومضامينها، وأحلام الشاعر وأمانيه من خلالها هو حضور المرأة، وتجلّيها في هذه المجموعة بصوركثيرة فهل أراد الشاعر بتلك الصّور أن يتغزّل بالمرأة؟ أو أنّها هنا تمثّل جزاً أساسياً من المشهد الحياتي العام؟ إنني أرجّح أن الشاعر لا يقصد التغزّل بالمرأة فقط مجرّدة عما يحيط بها، بل وضعها لجمالها ولاكتمال المشهد الحياتي بها كمكوّن أساسي له، وهي طبعاً المحبوبة والمعشوقة والثمرة المشتهاة حسبما يرشح من التسمية الموحية «شبق وعبق».

والمرأة في «شبق وعبق» الأسدي مقترنة دائماً بالأرض، لأن الأرض هي المسرح الوحيد الذي تتحرك فيه المرأة الفلسطينيّة، في الرعي والزرع والقلع ، وذلك لغلبة الحياة الريفيّة الفلاّحيّة على المجتمع الفلسطيني، وقد عاش الشاعر تلك الحياة في طفولته وأول صباه لصيقاً بالأرض، فتركت في روحه ومخيّلته ومشاعره ووجدانه وعواطفه أبلغ الأثر. فما أكثر المشاهد الريفيّة المصوّرة التي لا تكتمل إن لم تدخل فيها المرأة، وهنا يمكننا إطلاق تسمية «التصوير بالكلمات» على مشاهد الديوان الشعريّة، وإن كنا لا نريد أن نحاكي «الرسم بالكلمات» للشاعر نزار قبّاني فالتصويران مختلفان جدّاً، ونزار قبّاني الذي طبّقت شهرته الآفاق لم يحاصر (كما حوصر شعبنا ومن ضمنه شاعرنا الأسدي)، وهو أي القبّاني لا يرسم بكلماته نسوة فلاّحات ريفيّات لهن علاقة بالأرض من قريب أو بعيد.

ولعلّ ذكر نزار قبّاني أيضاً يوحي بالمقارنة بين الشاعرين الغزلين، مع أننا لسنا في معرض مقارنة أو مفاضلة بينهما أيضاً، فلكل له نظرته إلى المرأة وأسلوبه ولغته وطريقته في التعبير، كما أن لكل منهما بئره التي يمتح منها عذباً زلالاً.

إن أبعاد ومضامين «شبق وعبق» تتمثّل أولاً في التاريخ بقريبه وبعيده، ثمّ في حلم الشاعر وحنينه وأمانيه، والوطن بشكل بارز، وحضور المرأة الكليّ كما أشرت سابقا ، ثمّ في «الآخر» ولكن ليس بطريقة مباشرة، وسنأتي على تبيان ذلك.

لقد بعثرت تلك المواضيع بعثرة دون ذكرها متسلسلة ، وأضيف إليها أمراً آخر سأعالجه أخيراً وهو قضية الوزن الشعري، وميل الشاعر إلى التنويع فيه كإيقاع ونبر
كما في شعر التفعيلة الفصيح، دون التقيّد بالشكل العمودي ، وإن تقيّد به أحيانا قليلة في النصّ الواحد . ومعرفتي بالشاعر وبشعره تقول: إنه على اطّلاع واسع ، وصاحب خبرة بالشعر العربي وأوزانه ، ولديه أذن موسيقية لا تخطىء خفايا الأوزان وأدق أسرارها ، وقد سبق له أن عالج أوزان الشعر الزجلي وقوافيه في كتابه الأول : أغاني من الجليل .

1ـ ألتاريخ

لا أقصد بالتاريخ فترات وعصور قديمة من حياة الأمة ، بل ما أصبح ماضياً من حياة الناس العاديين التي عاشوها ، وعاشها الشاعر معهم ، وجاءت بلغة تضجّ بالحنين إلى الطمأنينة وهداة البال " أيام زمان " في قصائد هي صور صغيرة ريفية رعويـــة ( Idylls / إيديلات ) مرسومة بدقّة تعبيرية ، وعناية فنيّة فائقة تضجّ بالحنين إلى المفقود من حياة الفلسطينيين في حاضرهم بسبب التغييرات السياسية والجغرافية والاجتماعية والمعيشيه الطارئه قسراً على حياة الناس عموماً ، وذلك في قصائد عديدة أذكر منها : من " صف أوّل " ص 8 و " موسم ومارق " ص 24 و"تخمين " ص 29 و " لعيون صفورية " ص 40 وسواها.

ولتوضيح بعض تلك الصور الحياتية أضرب مثالاً قصيدة " تخمين " بنصّها الذي يقول :

من وقتها لهالقيت يا أمّ الحلقْ
تخمين بعدو ما انخلقْ
مثلِكْ ،
وإنتي نايمِه بتشرينْ
في الليل مع أهلِكْ
عا سطح بيتكو الطينْ
بجنب منشر تينْ
وفايقه من شكل هَبِّة ريحْ
ومقبّعَه بِسْطيحْ
وفايته بفراشكو عالبيتْ
خوف ليطولو غَرَقْ
من شتوة المَسَطيحْ !!

مشهد حياتي كان مألوفاً في قرانا الفلاّحية مبناه بيوت طينية ، وظرفه فصل صيف حار يلجأ فيه الفلاحون إلى النوم ليلاً على سطوح بيوتهم في جوّ لطيف ، بدءاً من شهر نيسان إلى سقوط المطر الأول في تشرين تمشّيا مع مقولتهم : ( خَمِّسْ واطلعْ وصلِّبْ وعَدّي ) أي اطلع للنوم على سطح البيت بدءاً من عيد " خميس الأموات " في نيسان إلى عيد الصليب في أواسط أيلول ، لأنّ " أيلول طرفه مبلول " أي تزيد فيه رطوبة الجوّ تحضيراً للدخول في فصل الشتاء . ولكن الناس لم يكونوا ليدخلوا بيوتهم حتى تفاجئهم " شتوة المساطيح " أي المطر الأول وهم نيام على تلك السطوح . والمساطيح جمع مسطاح وهو مكان معدّ لتجفيف التين ( منشر تين )على جنب سطح البيت كان الفلاحون ينامون إلى جانبه .

هذه مقطوعة نموذجية لمشهد حياتي متحرّك تحكي عن فتاة لا أجمل منها كانت تنام وأهلها على سطح بيتهم ، وبينا هي في عزّ نومها إذ بها تُفاجأ وأهلها بالمطر الأول ، فتهنض من نومها كهبة ريح ، وقد حملت فراش أهلها تفادياً للبلل ، وأسرعت في النزول إلى بيتهم ، وهي تتدثّر بسطيح ( جاعد ) ، وهو جلد ضأن ، أو ماعز كان الفلاحون يتّخذونه مفرشاً بعد تنظيفه ، ومعالجته بالملح والشّبّة واللبن ، وتجفيفه بعرضه للشمس .

إن هذة القطعة صورة مقتطفة من الحياة في لحظة معينة ، وهي بكلماتها القليلة الموجزة تحكي حدثاً ، ولا تخفى فيها جمالية الوزن والقافية : ( الحلق ، انخلق ) ،( تشرين ، طين ، تين ) ، ( ريح ، مساطيح ، سطيح ) ، فإن كل قافية أتت في موضعها غير متكلّفة ، ويصعب استبدالها بغيرها ، أو بما يشابهها .

لقد كانت هذه الصورة ماثلة في حياة فلاحينا قبل جيلين ، ثمّ أخذت بالتلاشي ، فهي تنتمي إلى الماضي وإنه لمن حسن حظ أدبنا الفلسطيي أنه لقي من يلتفت إلى حياة الناس ، ويصوّر مشاهدها بلغة أصحابها متواصلاً معهم بعمق غير مألوف .
هذا وأعود إلى تأكيد ما أشرت إليه وهو أن المرأة المتغزل بها هي جزء لا يتجزّأ من صورة حياتية ، وعليها قِسْ في كافّة قصائد الديوان حتى يصح أن يقال : سعود الأسدي هو صاحب القصيدة الغزلية الصورة بأسلوب متفرّد وطريقة خاصّة به تنتظم جميع أعماله الشعرية .

2 ـ المــرأة

سبق وأشرت إلى أن المرأة في شعر سعود الأسدي لم تنفصل عن الصورة المنبثقة من الحياة اليومية ، فهي تكوّن جزءاً أساسياً من المشهد العام / الحياة وهي تأتي دائما مقترنة بالأرض / رمز الخصب والعطاء بنباتها وشجرها وحبّها وثمرها ، وقد سلّط الشاعر الضوء على هذين الخصبين : الأرض والمرأة اللذين بدونهما لا وجود للحياة ( فارتباط هي + هي ) يتيح لنا " هو وأنت وأنا والحياة والعيش والفرح " .

كما أن هناك أمثلة من قصائد كثيرة في شعر الأسدي ظاهرها الغزل وباطنها الطبيعة في طقسها وثمارها وتقلبّات فصولها أو بالعكس . ويكفي أن تنظر في صفحات " أغاني من الجليل ، ونسمات وزوابع ، وعالوَجَع " لتقف على هذه الخاصة ، لذا أعفي نفسي من الزيادة في ضرب الأمثلة أو تقديم النماذج .

3 ـ الآخر

ليس أدلّ على وجود ( الآخر ) في المجموعة من نفيه ، وهذا النفي يأتي لإثبات ( الأنا ) مقابل الآخر ، وفي عملية إثبات الأنا حتى تاريخياً فإن الآخر يطلّ برأسه أحياناً في هذه المجموعة خاصة في الشروح التي ترد في الهوامش حول تعريفات بعض القرى والمدن الفلسطينية التي هُدمت وهُجِّر أهلها عام 48 .

فمثلاً لو أخذنا هامش ص 40 ففيه " صفّورية " وهي بلدة كانت تقع شمال الناصرة ـ كانت عامرة ثامرة هُدمت وهُجِّر أهلها سنة 48 ـ والسؤال الذي يقفز بسرعة : لماذا هُدمت ومن هدمها؟ ولماذا هُجِّر أهلها ؟ ومن هجّرهم ؟ وهنا يمثل التاريخ في السطح ليروي ، ويحدّث ، ويستعيد تاريخ جائر وذكريات مرّة مؤلمة إلى أبعد حدود المرارة والألم ، متمثّلا بنكبة 48، حيث يظهر الآخر بكل وحشيته وبشاعته وغطرسته ، فهو الذى هدم صفورية وغير صفورية ، وهجّر أهلها وآخرين كانوا بالأمس القريب شعباً في وطن آمن مطمئنّ ، لذلك وكما قلت فإن الشاعر عندما نفى الآخر بتغييبه إنما فعل العكس فقد ذكره ، وأظهره على حقيقته .

في قصيدة "عَ اللاحة " ص70 يقول الأسدي :
حُبِّكْ شو غيّرني كْثيرْ !
وشو خلاّني
هْلال زْغير !
وْلمِّنْهن أهلي صَدَفوني
داير بالغابه لَقَفوني
وْجابوني مكتَّف عَالسَّاحه
وْحَطّوني ،
وِتْحَوّطوني ،
وْلولا أخذوني ع اللاّحه
بعد غيابي في هالغابِه
مّده طويله ومش قليلِه
ما كانوا أهلي عِرْفوني !

لهذه القصيدة تأويلان تأويل ظاهر وآخر باطن بأسلوب " التورية " كقول حميّد بن ثور لما منعه عمر بن الخطاب من التشبيب بمحبوبته وذكر اسمها فقال:

أبى الله إلاّ أنّ سرحةَ مالك

على كل أفنان الغضاة تروق

ففي قصيدة " عَ اللاّحه " يمكن أن نقف على نفس الصورة بمعنييها الظاهر والباطن ، فالمعنى الظاهر هو الفتاة الحبيبة ، والباطن هي أرض الوطن ، وفي حالة الأرض فإنّ صاحب الأرض يُمنع عن أرضه ( وطنه ) بإلقاء القبض عليه عَ " اللاّحة " أي على كون ملامحه عربية ، وأقتياده بحكم " قانون الغابة " !الذي أوقعه تحت الأفعال : صَدَفوني ، لَقَفُوني ،جابوني ، حَطّوني ، تحوّطوني .. مما يمكن تفصيله في قصّة مطوّلة ، وفي التأويلين نجح الشاعر كالعازف الماهر أن على يضرب نغمتين مختلفتين على وترين بضربة ريشة واحدة .

4 ـ الوطـن

للوقوف على الوطن كبعد في المجموعة فإننا بحاجة إلى التعرّف على مكوّنات هذا الوطن ، وهو ما عمد الشاعر إلى إظهاره ، فالوطن هنا بأشيائه الكبيرة والصغيرة : مدنه ، وقراه ، ومواقعه ، وأراضيه ، وشجره ونباته ، وطقسه ، وينابيعه ، وإنسانه بتاريخه وحضارته وتراثه ، وأشعاره ، وأمثاله ، وقصصه ، وحكاياه ، وطقوسه ، ولغته التي يتخاطب بها الناس ، وهو هنا يحاول أن يرسّخ في الذاكرة الجماعية لنا كشعب مكونات هذا الوطن ومفرداته بإشارات إلى مدنه وقراه وأماكنه وشجره ونباته وأزهاره وأطياره فمن مدنه وقراه وأماكنه : يافا ، وعكا ، وصفّورية ، والطيرة ، ودير الأسد مسقط ( رأس الشاعر ) ، والشاغور ، والماحوز من أماكنه . ومن أشجاره الإجاص البري ، والزعرور ، والخروب ، والتين ، والزيتون ، والرّمان ، واللوز ، والبردقان ( البرتقال ) والبلوط ، والصبر ، والزنزلخت ، والحور ، والدوالي ، والنخل والسرّيس والقندول والبيلسان . ومن نباته : الحبق والنُّعّيمة ، والفََقُوع ، والقمح ، والفيجن ، والنتش وهو البلاّن ، والخرفيش ، والعِلْت ، والزقوقيا ، والبرقوق ، والملوخية ، والفلفل . ومن طيوره البلابل ، والحمام ، واليمام ،والقنابر جمع قبّرة وهي الزُّرْعيّة ، والحجل وسرّاق حِنّامّو . بل أنه في قصيدة " عَ العَمَيات " ص 113 ـ 114 وخلال وجوده في لاس فيجاس بأمريكا ليلة الاحتفال بعيد رأس السنة عام 1998 لا تُنسيه روعة الاحتفال أن يرجع بخياله إلى وطنه هنا فيقول :

يا عيني قدّيش هَالبناتْ حِلْواتْ !
منهنْ سُمُرْ منهن شُقُرْ
منهن القمْحيّاتْ
وْمنهن العبْداتْ
لو اني عَ العَمَياتْ
بقول بيدي هيكْ
يا عبدي يلاّ هاتْ
كنتْ عَ الزيتونْ
بَحْلِف وْعالليمونْ
وِالطين والطيّونْ
والرَّضف والطابونْ
وِالعِلْت وِالهلْيونْ
وِالقِرْفِه والكمّونْ
والصبر في " إم الزيناتْ "
وجفرا اللي طِلْعَتْ " بِكْويكاتْ "
عمري وْزماني ما بقولْ : هيهاتْ !!

وأم الزينات وكويكات قريتان هُدمتما عام 48 الأولى قضاء حيفا ، والثانية قضاء عكا ، وأما " جفرا " فهي أغنية شعبية فلسطينية ظهرت في الأربعينات من القرن الماضي ، ويضاف إلى هذا وكله الغناء ، والدّبكة ، وسحبة الأوف في العتابا والميجنا ، وغناء القرّادي :

هيه يا وردِه براس العينْ بدّي منِّك تشكيلِه

عبلَه قالتْ مـن يومين عنترْ بِسْـوَى قبيلِه

فأينما اتّجهت في ربوع الوطن تجد ظلاًّ للإنسان الفلسطيني في الحقل والبيدر والكرم والمرعى في السهول والجبال ، ومن خلال مدن وقرى تعود إلى العهد الكنعاني ، ولا تزال إلى اليوم شاهدة على صلة الفلسطيني بوطنه منذ فجر التاريخ .

5 ـ الأوزان

تحتشد في شعر الأسدي كل مقوّمات الشعر من جماليات الأسلوب والرقّة وضروب المجاز والاستعارة والكنايات واللمحة الموحية والحكاية الصغيرة وسوى ذلك مما أتركه لذائقة القارىء ، إلاّ انني أرى ضرورة الإشارة إلى أوزان المجموعة وهي بالطبع أوزان الشعر العربي وتفاعيله التي تستوعب الشعر الفصيح والشعر باللهجة
المحكية ، وقد بادر الأسدي إلى الخروج من دائرة الأوزان الثابتة إلى شعر التفعيلة ، وإن تقيّد في بعض قصائده بالوزن الواحد والتقفية الداخلية والخارجية مثل قصيدة " موسم ومارق " ص 24 ـ 28 وهي :

من العيـن مَلِّي جَرّتِكْ والكوزْ
تا جُرّ لِكْ " بِالأوفْ " شي جَرّه
ومن عُبّ شي رمّانِه كوز وكوز
مِشْتـــاقْ أقطفهن إلِكْ مرّة
ما بنسَى يوم اللي قسمتي حزوز
البردقانِــــته من أبو صُرّه
ولو فرع بلوطَـه غِدِي مهزوز
وذقت حبِّــــه لقيتها مرّه
الشربِه ورا البلوطه حلوه يفوز
بيها اللي بِنْغَـد من زُقُم جَرّه
وياما نْغَدِتْ مـن نُقْعِة الماحوز
بِسْراحتــي بشلعِةْ مِعِز عَرّه
ولما عَ بيدركو كُنِـتْ قطروز
ياما لعبنـــا النقشِه والطُّرَّه
زوريني مـــرّه زلقه في تموز
عَ الكرم ، ونادي صوت من بَرّه
فوتي لعنــدي خاطْرِكْ معزوز
بَرِيِّـــة الخُصّ الشمِس حَرّه
لاقطفْلِكْ من الثمَـر ، مين يْتوز
غيرِكْ ؟ تعـي ! تِسْلَمْ لي هَالغرّه
شْفافِكْ تَمِـرْ بَدّي جنى أرفوز
بوسِةْ حَـلا من شْفاف مِسْمَرَّه
موسم ومارق هيـكِ ما بيجوز
ما تْفُرّي عَ التينِــه معي فَرّه
وتموز كل موســم إلو منعوز
والخوف يمرقْ كل سنِه والعمر
يُخْلُصْ وما تزورينـي بالمرّه !!

مما يلفت النظر في شعر الأسدي لغته باللهجة المحكية الفلسطينية ومفرداتها وهي قاموس كبير ، وقد يجد قارئها مفردات يصعب فهمها ما لم يتبعها شرح ، ففي القطعة أعلاه كلمات مثل : ينغد أي ينغب بمعنى يشرب بنَهَم ، وزُقم بمعنى فم , ومعزى عرّة أي ليست للراعي بل لبعض جيرته وأصحابه ترعى مع معزاه بلا أجر ، وقطروز وهو من يشتغل عند صاحب الأرض في الحراث والزرع والقلع والحصاد بأجر سنوي معلوم ، بما يحتاجه من طعام ولباس وحذاء ، وأما " جنى أرفوز " فالله أعلم بمعناها وشاعرنا الأسدي ، والسلام !

للشاعر سعود الأسدي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى