السبت ٢٨ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم نمر سعدي

راهب الحياة

صعبّ على يدي أن تختصر الزمان
صعبّ على الرموش أن تكتبه
صعبّ على الشفاه أن ترسمه
صعبّ على ملامح شربها الهوان
 
أن تجمع الزمان في دقيقة واحدة
تختصر الزمان في بيتٍ
من الشعر بلا أوزان
أن تفهم الحياة أو تدرك
سرًّ البؤس والعذاب والحرمان
مثلت فوق المسرح الرهيب
عشرين سنة
وما فهمت مرة دوري من أنا
والناسُ سائرون سائرون وهنا
جلستُ لا شوق ولا مالٌ ولا رفيق
امضغ أحزاني على قارعة الطريق
اّركب الدنيا بمفردي
افكك الدنيا بمفردي
قد أفلتت قوافل الأشواق من يدي
قوافل الضباب والتراب والغيوم
والشقيق
وتركتني مضغة يسوغها الحريق
وللحياة ألف سرٍ غامضٍ غريب
فساعديني أيها الآلام مزقي
غشاوة الأشياء عن عينيَّ
وامنحيني اللهيب
لعلني اكشف ما تخبئ
الغيوب
واستشف الشفق البعيد
والزمان والمكان
واستشف لوعة الأحزان
وأبصر السماء من قريب
لعلني أبصرها وانحني
تحت سنا أبوابها
الثقال كالغريب
وبسؤالٍ معتم تختلج الشفاه
هل هذه الحياة حلم
بعده نفيق
على سؤال الملكين عندما الجدار
يصدم رأسينا! هنا قرّت
بنا الطريق
ولا نصيح آه
اين ثياب الليل والنهار
أين المدى العريض كالبحار
والقمر التبريّ ُ والأشعة التي
كأنها حقلٌ من النضار
هل هذه الحياة
ما اختزن الشاعر من رؤاه
وامرأةٌ غريبة تلسعنا
بمثل برد النار
ألست محتاجا لمن يفهمني الحياة
دقيقة دقيقة
وكلمة فكلمة
يترجم الحياة..!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى