السبت ٥ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم عمر يوسف سليمان

حِكَايَةُ سَفَرْ

أيُّها الثاوي فَـوْقَ دَرْبِ الغِيَـابِ
وَسِّدِ القَلْبَ فِيْ هَنِـيِّ الرِّكَـابِ
وامْتَطِ البُعْـدَ إنَّ نَفْسـيْ كَدَمْـعٍ
يَتَرَامَى فِـيْ خَافِـقِ الأهْـدَابِ
ثُمَّ غِبْ فِيْ غُرُوْبِ عَهْدِيْ بَعِيْـدَاً
إنَّ عَهْدِيْ كَوَاحَةٍ مِـنْ سَـرَابِ
فِيْ هُدُوْءٍ تَوَارَ عَنْ كُـلِّ حَـيٍّ
نَاشِلاً بُعدِيْ مِنْ حَنايَا اقْتِرَابِـيْ
ما هَجَرْتُ السَّفِيْنَ لكِـنَّ قَلْبِـيْ
حَالَ وَمْضَاً عَلَى بَعِيْـدِ العُبَـابِ
 
* * *
 
يَا بِلادَاً تَََزَاحَـمَ الصَّمْـتُ فِيْهَـا
وَتغَافَتْ عَلَـى ذِرَاعِ الضَّبَـابِ
وَتَلاشَتْ فِـيْ أمْسِنَـا كَأصِيْـلٍ
قَدْ تَرَامَـى بعَادِيَـاتِ السَّحَـابِ
وَتَنَاءَتْ عَنْ كُلِّ طَرْفٍ وَهَمْـسٍ
فِيْ غَرِيْبِ الأزْمَـانِ والأحْقَـابِ
مِنْ بَعِيْدٍ تُدَثِّـرُ الأمْـسَ خَوْفَـاً
فِيْ كُفُوْفِ الْوَرَى وَصَمْتِ الغِيَابِ
قَدْ رَكِبْتُ البِعَادَ إذْ حُلْتُ رَسْمَـاً
مِنْ عِتَابٍ فَلا تُطِيْلـيْ عِتَابِـيْ
وَازرعينيْ بِصَمْتِ أمْسِيْ كَمَانـاً
يَسْتَفِيءُ الْمَدَى بِحِضْنِ الرَّوَابِـيْ
واغْمُرِيْنِيْ لأخْتَفِـيْ مِثْـلَ غَيْـمٍ
حَالَ ذِكْرَى عَلَى كَثِيْفِ التُّـرَابِ
تََرْشُفِيْنَ الشَّبَـابَ بَعْـدَ دُهُـوْرٍ
فَلَعَمْرِيْ…هَلْ شَاخَ دَهْرُ الشَّبَابِ؟
 
* * *
 
يَا بِلادَاً تَعَـارَكَ الهَمْـسُ فِيْهَـا
هَاكِ طَرْفِـيْ فَوَسِّـدِيْ أهْدَابِـيْ
فِـيْ فنَـاءٍ أرَاهُ جِـدّ مَلِيءٍ
بِصَدَى صَمْتٍ أوْ بِعَـوْدِ ذهَـابِ
بِـيْ رِحَـابٌ رَكَنْتُهَـا لِغِيَـابٍ
وَعُصُوْرٌ -بِيْ- تَسْتَفِيءُ رِحَابِيْ
وَغُيُـوْمٌ…أوَّاهُ كَـمْ عَارَكَتْـهَـا
سَطْوَةُ الرِّيْحِ فِيْ خَرِيْفِ اغْتِرَابِيْ
غَرَّبَتْنِيْ دُرُوْبُ عَهْديْ صَغِيْـرَاً
وَرَمَتْنِيْ عَلَـى طُلُـولِ العَـذَابِ
لأرَانِـيْ بِبَـابِ قَلْبِـيْ غَرِيْبَـاً
مَنْ؟…أنا!..هَلْ أنا عَلَى أعْتَابِيْ؟
تَسْتَبِيْنِيْ حِكَايَـةَ الأمْـسِ طِفْـلاً
فَتَحُوْلُ الأصْقَاعُ طَيْـفَ سَـرَابِ
لَسْتُ أدْرِيْ عَنْ كُنْهِ بُعْدِيْ وَلَكِنْ
فِيْ حِمَى عَهْدِيْ قَدْ دَفَنْتُ اقْتِرَابِيْ
 
* * *
 
كَمْ أطَلْنَا الذُّهُوْلَ فِيْ حَانِ صَمْتٍ
نَحْتَسِيْ الدَّمْعَ بانْتِظَارِ الشَّـرَابِ
وَحُبِسْنَا عَنْ كُلِّ دفءٍ وَوَصْـلٍ
فِيْ شتـاءِ الأحْيَـاءِ والأعْتَـابِ
كُلَّمَـا أسْفَـرَتْ دِيَـارُ تَمَـنٍّ
خَذَلَتْـنَـا جَهَـالَـةُ الأبْــوَابِ
فَنَزَفْنَـا فِـيْ كُـلِّ لَيْـلٍ إيَابـاً
وَعَدَوْنَـا علـى دُرُوْبِ الغِيَـابِ
وَحَلُمْنَـا بِلَيْـلِ صَيْـفٍ هَنِـيٍّ
نَمْزُجُ العِشْقَ فِيْ رَقِيْقِ الرُّضابِ
كُلَّمَا أوْغَلَتْ رِيَاحُ الهَـوَى فِيْنَـا
رَمَتْنَا فِـيْ رَوْضَـةِ الأحْبَـابِ
لِنُرِيْقَ الشُّرُوْدَ فِـيْ كُـلِّ دَرْبٍ
وَنُغَنِّـيْ فِـيْ دَرْبِنَـا المُرْتَـابِ
لَمْ يَعُدْ فِيْهِ غَيْـرُ (كَانُـوْا وَكُنَّـا)
وَنُسِيْنَا فِـيْ وَاهِيَـاتِ الرِّكَـابِ
مَاكَبُرْنَـا وَإنَّمَـا الطِّفْـلُ فِيْنَـا
حَالَ شَيْخَاً فِـيْ لُجَّـةِ الأنْيَـابِ
 
* * *
 
أيُّهَا الغَافِيْ فِـيْ دُرُوْبِ الغِيَـابِ
انشُلِ القَلْبَ مِـنْ بِـلادِ العَـذَابِ
بِيْ غَرِيبٌ وَفِيْكَ مِثْلِـيْ غَرِيْـبٌ
وَنَسِيْـمٌ وَفِيْـكَ مَـوْجُ العُبَـابِ
وَنَشيـدٌ وَفِيْـكَ لَحْـنُ كَـمَـانٍ
وَكَلِيْـلٌ وَفِيْـكَ ظِـلُّ الرَّوابِـيْ
وَكِلانَا- فِيْ الدَّرْبِ- سِرْبُ غَمَامٍ
وَغَدِيرٌ فِـيْ نَائِيَـاتِ الهِضَـابِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى