السبت ١٩ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم نمر سعدي

ما هي جدوى الشعر

(1)
 
ما جدوى الشعر
في زماننا
ما جدوى الحب
وكلمّا أردت ُ أن أهتف َ
أن أغازل النجوم والشقيق
واستنارة الضبابْ
وكلما عثرتُ في أكوام ِ
أفكاري على عبارةٍ
تبدىءُ الكتابْ
وجدتني منطرحاً
فوق رمال النار والعذابْ
وفي فمي جنادلٌ
وفي فمي ترابْ
 
(2)
 
وكلما مرّ عليَّ الدهرُ
صرتُ حارقا كالنارْ
مفترساً كالنارْ
إن ّوجودي ها هنا
مضيعة ٌ كبيرة ٌ
وشوقي َ المظفّرُ انكسارْ
ماذا تراني قائلٌ
ماذا تراني فاعل ٌ
وهل أظلُّ هكذا لفترة ٍ طويلة ٍ
أخاطبُ الأشجارْ
وهل أظلُّ هكذا لفترة ٍ طويلةٍ
أصارع ُ الغبارْ
اليوم َ يذبلُ السنا
شيئاً فشيئاً........
تختفي حضارة النجوم والشقيقِ
واستنارة الضبابِ
ثمّ يسقط الستارْ
 
(3)
 
ما هي جدوى الشعر في
زماننا المنزلقِ المجنونْ
عولمة الأنسان والأحساسِ
في عالمنا الجديدْ
الولد المعاق والطالع من
ذاكرة الأفيونْ
أوّاه لن تفهم أحزاني سوى الصحراء
أرجعوا لي السماءَ
من سرقتم السماء ْ
أرجعوا لي براءة ألاطفال في العيونْ
والقمر ألابيض والنخيل والزيتونْ
لا الشجر ُ الأسود في قارعة
الطريق ِ يستوقفني
لا الشمس إذ تموت تسترحمني
ولا أخي قابيل ُ يستفهمني
جميعنا في غربة ٍ
مريرةٍ
كأنما قابيل لا يفهم ُ احساسي
ولا يفهم ُ ما أقولْ
كأنما من ألف عام ٍ
ربّما قتلني
من ألف ٍ عام ٍ
ربمّا قتلته
تذكّر الحقدُ الذي يأكله
بأننا كنّا سوّياً مرة ً
وفرّق الشيطان ُ فيما بيننا
وخلط الزمان من ورائنا
القاتلَ بالقتيلْ
في دربنا الطويلْ
 
(4)
 
أهذه البلاد لا يطلع في
سمائها الصباحْ
أمطارها ميتةٌ وغيمها نباحْ
تزعجني ....تخيفني .....
كأنها مسكونة ٌ باألف ألف ِ
مهجة ٍ شريرةٍ
أخاف ان غفوت ان تأكلني الرياحْ
لا الشعر يسقيني ولا يطعمني
الحبُ ...
ولا يُسكنني
وقد ْ أظل ُّ هائماً طريدْ
تعلكني مصانع الحديد ْ
تنفثني المداخن العظامْ
وأغمض الجفون َ عن ذاكرتي
لعلّني أنامْ
الشعر ُ في مدينتي
كوجه طفل ٍ حالمٍ
قد ضاع في الزحام ْ....!
 
(5)
 
اليوم ما عدت ُ نبيّاً عاشقاً
ولم أعدْ أذكر ُ شيئا ً واحداً
من ذلك الغرام ْ
أهربُ من حبيبتي
أهرب من طفولتي
أهرب ُ من سماوتي
أهرب من براءة الخيامْ
من أيّما سيارة ٍ تضيءُ
في الظلام ْ
أهرب ُ من نفسي
فإن ّ الشعر في
زماننا إنفصامْ
والحب في زماننا إنفصام ْ
وكلُّ ما أحمل ُ في حقيبتي
حطامْ......!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى