(علبة البانْدورا) للقاص المغربي أنيس الرافعي..

ضمن منشورات سنة 2007 وعن مطبعة القرويين صدر للقاص المغربي أنيس الرافعي مجموعة نصوص تحت يافطة (متتاليات ما بعد سردية ).. تحمل عنوان (علبة الباندورا) هذه الحاوية بتمارينها.. تعاقباتها وملاحظاتها تظل كمغارة علي بابا لا تسلم نفسها بسهولة ترفض الارتجال.. الإلهام.. والمصادفة لمصالحة واقعية السرد.. تاريخا نيته.. وفطريته بغارات متلاحقة على مكان (الحدث) لقصف بنيته التحتية في مناورات الحكي التجريبي ثم إعادة إعمارها على شاكلة تعاقب لبنات وفق متتالية هندسية في علم الحساب وبالتالي يتحول وعاء (الحدث) من مكان عابر داخل النص إلى مؤسسة بتصميم فعلي يرفض عشوائية اللغة..كهذه الخريطة الطبوغرافية لشقة بجميع مرافقها (في غرفة النوم/ في المرحاض/ في المطبخ ).. ص (20) وص (21)..و تستمر القفزات المتتالية على مستوى (المسح) الجغرافي ليخرج من أصغر وَحَدة سكنية (البيت ).. إلى الأكبر منها (الحي) بجميع مرافقه (وفي الشارع/ وفي المدرسة/ وفي المقهى/ وفي الشقة المستأجرة/ وفي الحانة) ص 22 و23 وهكذا يستمر عالم القاص أنيس الرافعي داخل هذه العُلَب (البانْدورية) لعالمه الأريستوقراطي في معيشه اليومي.. وتأتي المجموعة القصصية (علبة البانْدورا )في وقتها المناسب كعلبة سوداء تكشف عن سر سقوط طائرة الهم الإبداعي في بحر التجريب المغربي لتعيد قراءة الأسطورة الإغريقية القديمة واستنباتها في واقعنا المعاصر.. إنها مجموعة جديرة بالمتابعة والاهتمام.