الاثنين ١٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٧
بقلم حبيب فارس

حمامة "برج غروف"

1-

حمامة

اليومَ تغيَّر المكانْ

لم تعدْ فيهِ حمامة "برج غروفْ"،

يبدو أنها اعتزلتهُ

بعد صبر طويلْ،

بحثا عن موطن جديدْ،

يحمل عشّا

يحتضن كرامةْ

2 -

سقف

أثريّ

سقف الرّصيفْ

تفوح منه نسيمات تاريخْ

بيد أن لأخشابه العتيقةْ

مزاجٌ غريبْ،

يستسيغُ مضاجعة حمامة لحبيبها

بينما يتنكّر لحقّها في الأمومةْ

3 -

قشّ

حطّبتْ كلّ قشّ الشوارعْ

قشّةً

قشّةْ

لكن غرور الأخشاب الفارغْ

أسقط لبنات العشّ،

لُبنةًً

لُبنةْ،

هزم تكراراً

هندسة المنقار الصّغيرْ

 4 -

حبّ

سأفتقد هديلك الأنثويّ

مقدّمة الجُماع،

ستغيب عن سقف الرّصيف

أبدع لوحاته…

حين تنعصرين شبقاً

تحت فحلك،

ينفش بمنقاره الحادّ

زغبَ الرّقبة المستسلمة –

طواعيّة…

ستغيب عنّي شهقة الإشباع الصباحيّة

5 -

عزاء

لا بأس،

مع رحيلك

سترحل أيضاً

مشاهد مؤلمة،

عُصارات حبّك النّبيل،

مشاريع فراخك الصّغيرةْ،

أمست ذبائح قشورها البيضاءْ

المسحونةْ،

تسيل دماً أصفراً

على قارعة الرّصيفْ،

حتى الجفافْ

و عيناك الكحليتانْ

المستديرتانْ

ترقبان من أعلى

دموعها -

فراخكِ المتنشّفة

في الأسفل -

حائرتان أمام

تفاصيل اللوحة المأساويةْ

6 -

كُفرْ

أخيراً،

كفرتِ

بكسراتِ الخبزْ

و"التشيبسْ"

وسمسم الحلوى

وعداها

من فضلات زبائن الدّكّانْ،

أخيراً،

كفرتِ بالرّزق

مقابل الحياةْ

أخيراً،

سلحتِ سلحتكِ الأخيرةْ

على تراثٍ يضيقُ بمستقبلْ

لتصوني

تراثاً

مشبعاً

بموسيقى

الفراخ الصغيرةْ

7 -

وداعاً

حمامتي الأصيلةْ …

ملاحظة

"بَرْجْغرروفْ": حي قديم في مدينة سيدني، كانت غالبيّة سكّانه من العمّال، خاصة عمّال الموانىء، أمّا الآن فأصبحت الغالبية من الطبقتين الرأسمالية والمتوسّطة، ولم يعد بمقدور الفئات الشعبية الإقامة فيه بسبب ارتفاع أسعار منازله.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى